العالم
07 أيلول 2022, 09:30

قبل أسبوع من زيارة البابا إلى كازاخستان، ما هي انتظارات الكنيسة المحلّيّة؟

تيلي لوميار/ نورسات
عن انتظارات وآمال الكنيسة في كازاخستان قبل أسبوع من زيارة البابا فرنسيس المرتقبة، تحدّث رئيس أساقفة "Santa Maria Santissima المطران توماس برنارد بيتا الّذي أكّد أنّ حضور الأب الأقدس ستكون بالنّسبة لهم "بركة عظيمة".

كلام بيتا جاء في مقابلة مع "فاتيكان نيوز"، قال فيها: "إنّ زيارة البابا فرانسيس هي دائمًا حدث تاريخيّ، لاسيّما في بلد يمثّل فيه الكاثوليك قطيعًا صغيرًا. أنا مقتنع بأنّها بركة عظيمة لنا ككاثوليك ولكازاخستان بأكملها. وبالنّظر إلى الوضع الدّوليّ المأساويّ، فإنّ هذه الزّيارة الحاليّة تحمل معها الرّجاء في تحقيق السّلام والمصالحة على نطاق عالميّ. نحن ممتنّون جدًّا لأنّ الأب الأقدس سيبارك الأيقونة الجديدة لمركز "أمّ السّهوب الكبرى" في كاتدرائيّة نور سلطان. وهذه الأيقونة ستقدّم لمزارنا الوطنيّ المكرّس لملكة السّلام في أوزورنوي. وسوف تذكّرنا بهذه الزّيارة البابويّة.

إنّ مؤتمر قادة الأديان العالميّة والتّقليديّة ليس منبرًا للنّقاش اللّاهوتيّ. وإنّما، يمكنه في رأيي أن يكون علامة تشير إلى الله كمصدر للسّلام. إنّ جهود السّياسيّين، على الرّغم من ضرورتها، تبقى غير كافية. هناك حاجة إلى صلاة قويّة من المؤمنين من أجل السّلام. أمّا مشاركة الأب الأقدس فرنسيس في هذا المؤتمر فهي ترفع مستوى هذا الحدث وتدلّ على اهتمام الكنيسة بسلام ورفاهيّة البشريّة جمعاء.

بالنّسبة لكاثوليك كازاخستان إنّه رأس الكنيسة وخليفة بطرس. ونحن ننتظره بفرح ورجاء. وتجدر الإشارة إلى أنّ الأب الأقدس يمثّل سلطة للسّلطات الكازاخستانيّة. ويتجلّى ذلك من خلال الاجتهاد الّذي تستعدّ به الحكومة لهذه الزّيارة."

وشرح المطران بيتا الّذي وصل إلى كازاخستان عام 1990 في أيّام الاتّحاد السّوفياتيّ، أنّ أكثر ما أثّر به عند وصوله هو أنّه "في ذلك الوقت لم تكن هناك بنى كنسيّة. وكان هناك حوالي 15 كاهنًا محلّيًّا، من مواطني الاتّحاد السّوفياتيّ، يعملون على أراضي خمس جمهوريّات من الاتّحاد السّوفياتيّ. ولكن في العديد من البلدات والقرى كانت هناك جماعات من المؤمنين، الّتي كانت في زمن الشّيوعيّة تصلّي مسبحة الورديّة وهكذا تمّ الحفاظ على الإيمان والشّعور بالانتماء إلى الكنيسة. من ثمّ حمل هذا الأمر ثماره في ظروف حرّيّة الدّين والضّمير بعد حصول كازاخستان على الاستقلال في عام 1991. فتمّ إنشاء الرّعايا بسرعة وبُنيت الكنائس والكابلات."

وأضاف: "في كازاخستان نحن نتمتّع بالحرّيّة الدّينيّة. ومع ذلك، ليس من السّهل أن تكون كاثوليكيًّا. لماذا؟ لأنّ الكاثوليك هم أقلّ من 1٪. سكّان كازاخستان الّذين يبلغ عددهم 19 مليون نسمة وهم عبارة عن فسيفساء من 130جنسيّة- 70٪ من الكازاخستانيّين- وينتمون إلى 18 ديانة مسجّلة رسميًّا. وبالتّالي أن تكون كاثوليكيًّا يعني أن تقوم بخيار ناضج. خلال سنوات استقلال بلادنا، ذهب عدّة ملايين من المواطنين إلى أوطانهم التّاريخيّة. وكان من بينهم عدّة آلاف من الكاثوليك. في هذه الفترة أصبحت الجماعة الكاثوليكيّ أكثر عالميّة. إنّ الكاثوليك في كازاخستان ينتمون إلى عشر جنسيّات مختلفة، بما في ذلك ممثّلو الأمّة الكازاخستانيّة. وبالتّالي لم يعد بإمكاننا أن نطلق على أنفسنا، كما كان من قبل، اسم الكنيسة "الألمانيّة" أو "البولنديّة".

وحول كيفيّة تلقّيهم نداءات البابا من أجل السّلام فيما يتعلّق بالحرب في أوكرانيا، قال: "إنّ الحرب في أوكرانيا هي مأساة كبيرة. ويمكننا أن نقول إنّها جرح في جسد البشريّة جمعاء. وبالتّالي نعتقد أنّ زيارة الأب الأقدس فرنسيس ستسهم بشكل كبير في إنهاء الحرب في أوكرانيا والحصول على السّلام الّذي طال انتظاره".