العالم
16 تشرين الأول 2019, 05:00

في يومه السّادس في أفريقيا، البطريرك الرّاعي في ساحل العاج

وصل البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي مساءً الإثنين إلى ساحل العاج قادمًا من بوركينا فاسو، في إطار زيارته الراعوية إلى أبرشيّة سيّدة البشارة- أفريقيا الغربية والوسطى، يرافقه راعي الأبرشيّة المطران سيمون فضّول ونائبه العامّ المونسنيور مارون زغيب والمدبر العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأب طوني الفخري مع الوفد المرافق.

وفي مطار أبيدجان كان في استقبال الرّاعي وزير الثقافة والفرانكوفونية Maurice kouakou Bandama ممثلاً رئيس الجمهورية الحسن واترا، وقنصل لبنان جو الترك، والقائم بأعمال السفارة البابوية الأب لوقا مارابيزي، يتقدّمهم رئيس الرسالة الراهب اللبناني الأب جان بو سرحال، وحشد من أبناء رعية القلب الأقدس؛ إضافة إلى فعاليات من الجالية اللبنانية يتقدّمهم رئيس الجالية نجيب زهر، الدكتور جوزيف خوري رئيس غرفة الصناعة والتجارة اللبنانية في ساحل العاج، ممثل الرئيس نبيه بري الحاج محمود ناصر الدين، الشيخ غسان درويش ووفد جمعية البرّ والتعاون، ومدير مكتب طيران الشرق الاوسط السيد جواد الموسوي.

ومن المطار توجّه الرّاعي إلى مركز الإرسالية اللبنانية المارونية حيث رفع صلاة الشكر في كنيسة القلب الأقدس.

وصباح اليوم الثلاثاء، استهلّ البطريرك الراعي نشاطه في صالون مركز الرسالة اللبنانية بسلسلة لقاءات اطّلع خلالها على أوضاع الرعية والجالية اللبنانية منوّهًا بالتعاون بين أبناء الجالية في سبيل تأمين مستقبل أفضل لأجيالنا ولمساعدة العائلات المتعثّرة. كما أجمعت الآراء على حسن العلاقات مع السلطات الرسمية المحلية وعلى أهمية زيارة البطريرك المارونيّ التي تعكس قربًا واهتمامًا من قبل قامة كنسّية ووطنيّة لبنانيّة كبرى، ومناسبة تعزّز اللحمة بين اللبنانيين وانتماءهم إلى وطنهم الأم.

وجاءت اللقاءات على التوالي:

قنصل لبنان في ساحل العاج جو الترك الذي تحدث بعد اللقاء عن أهميّة زيارة الرّاعي قال: "إنّ زيارة غبطة أبينا البطريرك اليوم تُعتبر تاريخيّة بعد زيارة المثلث الرحمة البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير في العام 2000. واليوم بعد تسعة عشر عامًا يطلّ البطريرك الرّاعي، وكل الجالية اللبنانية في استقباله في عرس وطني في أبيدجيان، هذا البلد الذي نعتبره لبنان الصغير، يستقبل اليوم من أعطي له مجد لبنان. وأضاف الترك: "لقد تفاجأنا بالاهتمام الرسمي الكبير، و بشكل خاص من الدولة، حيث تمّت معاملة غبطة أبينا على أنّه رئيس دولة. أمّا على صعيد الجالية، فالكل هبّ لتقديم المساعدة، واستقبال صاحب الغبطة".

ثم التقى إمام جمعيّة البرّ والتّعاون الشيخ غسّان درويش ورئيس الجمعية الحاج محمود ناصر الدين والممثل الشخصي للرّئيس نبيه بري. بعد اللّقاء قال الشيخ درويش عن زيارة الرّاعي: "هذه الزيارة التي سطّرها غبطته إلى هذه الدول تجسدّ روحيّة التعايش التي نعرفها في لبنان، والتي تنعكس هنا في أبيدجيان، كما هي زيارة تاريخيّة بكل ما للكلمة من معنى. ونحن اليوم، في ظلّ أزمة الاحتراق الاقتصادي واحتراق أحراش لبنان، تقدّمنا إلى غبطته ببعض الآمال المعقودة في الاغتراب، حتّى يسع مع أصواتنا إلى المسؤولين في لبنان، وخصوصًا الغائبين عن مطالبنا وأصواتنا فيما يتعلّق بجانب الاتفاقيات الاقتصادية بين أبيدجيان ولبنان، إضافة إلى الموضوعات التعليميّة حيث يعاني اللبناني من الهجرة الداخلية هنا في أبيدجيان من أجل تحصيل العلم لأبنائه.

وأنهى ختم قائلاً: "نتنمى زيارة مباركة لصاحب الغبطة، وأن تكون ثمارها كما يتمنّى الجميع".

أمّا رئيس الجالية اللبنانية في ساحل العاج نجيب زهر فقال بعد لقائه البطريرك الرّاعي على رأس وفد من مجلس الجالية: "ننتظر منذ سنة هذه الزيارة العظيمة لصاحب الغبطة، واليوم نرحّب به حاملاً السلام والمحبّة. نحن في أبيدجيان نعيش شعار صاحب الغبطة "شركة ومحبّة"، ونرى أنّ لبنان لا يمكن أن يستقيم إلّا بجناحيه، المقيم والمغترب، ومن هذا المنطلق نشكر صاحب الغبطة على هذه الزيارة، ونشكر الدولة المضيفة التي قدّمت كل التسهيلات، ونأمل أن نراه في زيارة ثانية". وأضاف زهر:"مهّمتنا الأساسية هي المحافظة على وجودنا في بلاد الاغتراب ونعلم أنّ سيّدنا عنده من الهموم ما يكفيه، فلا نطلب منه إلّا بركته وصلاته ودعاءه لنا بالتوفيق".

وإلتقى البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي وفد غرفة التجارة والصناعة اللبنانية في ساحل العاج برئاسة الدكتور جوزيف الخوري الذي اعتبر أنّ البطريرك شخصية دينيّة ووطنية وقال: "من واجبنا استقبال صاحب الغبطة ومرافقته، وأن نشرح له ما هو دور غرفة الصناعة والتجارة، وما هو الدور الذي تلعبه، فهي مسؤولة عن الدفاع عن مصالح رجال الأعمال اللّبنانّيين، والعمل على خلق علاقات اقتصادية وتجارية بين لبنان وساحل العاج."

وعن أوضاع اللبنانيين قال خوري: "إنّ الأوضاع الاقتصادية هنا مستقرّة، ولو أنّها ليست في أحسن حالاتها، والجالية اللبنانية مستقرّة هنا وتلعب دورًا اقتصاديًا مهمًّا، ما نريد تحميله لغبطة البطريرك ليوصله للمعنيّين، هو دعم الدولة للمغترب اللبناني."

وعن أهمّيّة زيارته، قال: "الزيارة ستسمح لصاحب الغبطة بمعرفة كيف يعيش اللبنانيين، وما هي معاناتهم العائلية والتعليميّة والصحيّة، ما سيسمح له بتكوين نظرة عن كيان لبنان المغترب".

ثمّ كان لقاء مع مؤسّس أّوّل مدرسة لبنانية في ساحل العاج فادي آصاف الذي صرّح بعد اللّقاء قائلاً: "لنا الشرف والفخر أن نستقبل صاحب الغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، في زيارة من شأنها تقوية الايمان في كنيستنا وتثبيت الرسالة، وإنّ كنيستنا اليوم في ساحل العاج تقوم بعملها بشكل ممتاز برئاسة قدس الأباتي جان أبو سرحال، النشيط والمندفع."

وعن المطالب والرسائل التي يحمّلها للرّاعي، قال آصاف: "لا يسعنا أن نحمّله إلّا أشواقنا لأرض الوطن، لأنّنا هنا نعيش أخوّة ووحدة لا مثيل لها".

أمّا عن القطاع التعليمي، فأضاف: "نتبع هنا النظام التعليمي العاجي، حيث يقوم الطلاب بعد التخرّج بتعديل الشهادة في الأونيسكو، ليتمكّنوا من متابعة تعليمهم في لبنان إذا ما أرادوا، وطبعًا سنضع صاحب الغبطة في كلّ هذه التفاصيل."

هذا والتقى البطريرك الرّاعي على التوالي ممثّل المرجع محمد حسين فضل الله الشيخ وهيب مغنية، ثمّ منسّق مكتب التّيّار الوطنيّ الحرّ في ساحل العاج سليم الخوري.

وظهرًا زار رئيس أساقفة ساحل العاج الكاردينال بيار كوتوا وعرض معه للخدمة الراعوية المارونية ولمشاركة الموارنة في حياة الكنيسة المحلّيّة.

وترأّس البطريرك الرّاعي القدّاس الإلهيّ في كنيسة القلب الأقدس للرّسالة المارونيّة اللّبنانيّة، حيث كانت له عظة تحت عنوان "المطلوب واحد"، قال فيها: 

"1. هو الذي اختارته مريم أي السماع لكلام المسيح قبل أي عمل، لكي يأتي العمل جميلاً وكاملاً وممجّدًا الله. بهذا الجواب يسوع لا ينتقد مريم التي قامت بواجب الخدمة والضيافة المشكور والضروري، وهو واجب إعداد الطعام، بل أراد القول إنّه يحمل طعامًا آخر أفضل من الطعام المادي: هو طعام كلام الله الذي يعطي نكهة ومعنى طيّبًا لطعام الخبز. نحن في هذه الليلة إذ نسمع كلام الله ونلتقي الرب في هذه الذبيحة نلتمس نعمة سماع كلام الله، وما أجمل ان نبدأ نهارنا ولو بقراءة صفحة أو نصف صفحة من الإنجيل لكي أسمع ما يريد الرّبّ أن يقوله لي في هذا النهار.

2. يسعدني أن أقوم بهذه الزيارة الراعوية التي شاءها أخي راعي الأبرشيّة المطران سيمون فضّول إلى رعيتنا اللبنانية في أبيدجان ساحل العاج، وإلى الرسالة اللبنانية المكوّنة من رعية قلب يسوع ومعهدها التربوي اللّذين أسّستهما الرهبانية اللبنانية المارونية الجليلة سنة 1954، أيّ منذ خمس وستين سنة. فأحيّي عزيزنا المدبّر العامّ الأب طوني فخري، ممثل قدس الرئيس العامّ الأباتي نعمة الله الهاشم، وعزيزنا الأب جان بو سرحال رئيس الرسالة. ونذكر بصلاتنا كلّ الآباء الذين تعاقبوا على الخدمة فيها، وكلّ الأخوة والأخوات الذين عاونوا ويعاونون في خدمة الكنيسة والحياة الروحية والرّاعوية فيه.

3. المطلوب الواحد قاله يسوع للمرأة السامرية، قال إنّه يعطي ماء يروي كل عطش وهو ماء الحياة أيّ الروح القدس (يو 4/ 14).

4. وقاله للشيطان المجرّب "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكلّ كلمة تخرج من فم الله" (متى 4/ 4)

5. وقاله للجميع في كفرناحوم "لا تعملوا للقوت الفاني، بل اعملوا للقوت الباقي للحياة الأبدية، الخبز النازل من السماء الذي هو أنا: فمن جاء إليّ لا يجوع أبدًا، ومن آمن بي لا يعطش أبدًا (يو 6/ 27، 32، 35).

هذا الخبز هو كلمة الله الذي جلست تقتات منه مريم قبل الخبز المادي.

6. لقد أتيتم أيها الأحباء إلى هذه البلاد الخيّرة، ساحل العاج لتأمين الخبز المادي وسائر الحاجات لكم ولعائلاتكم، ومن خلال تحفيز قدراتكم ومواهبكم في الزراعة والصناعة والتجارة والطبّ والتربية وسائر الفنون. وأصبتم نجاحًا والحمدالله. وأنتم تحفظون الجميل لجمهورية ساحل العاج، وتخلصون بالولاء لها، وتساهمون في نموّها وازدهارها على كلّ صعيد.

7. وكانت رعيّة قلب يسوع لتأمين الخيز الروحي الضروري لحياتكم الروحية، ولتغدية إيمانكم، ولاعطائكم قوّة الصمود والرجاء. هذا الخبز هو كلمة الله، ونعمة الأسرار التي تقدس نفوسكم، وهبة الروح القدس التي تنعشكم وتجدّدكم من الداخل.

8. وأبديتم جوعًا وعطشًا وطنيًا عبّرتم لي عنه وهو رؤية لبنان يخرج من أزماته الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية، من خلال ممارسة سياسية سليمة تحترم الإنسان، ومؤسسات الدولة، وتحافظ على المال العامّ وتنمّيه، وتنهض بالاقتصاد وتنفتح على التعاون التجاري مع الدول وبخاصّة مع ساحل العاج، وتقدّر اللبنانيين المنتشرين وقيمتهم، وتثمّر مقدراتهم، وهذه كلماتكم التي سمعتها منكم خلال هذين اليومين .

9. عشنا اليوم جميعًا مأساة هول النيران والحرائق التي تجتاح العديد من المناطق اللبنانية، من الشمال إلى الجنوب مرورًا بكسروان والمتن والشوف والإقليم. إنّنا من هنا نعلن معكم قربنا من أهلنا الذين يعانون من هول هذه الحرائق، وأحيّي الجهود التي بذلت وتبذل من أجل السيطرة عليها والحدّ من أضرارها، ولاسيّما الجيش اللبناني والدفاع المدني والقوى الأمنية وفرق الإطفاء كافة، والمواطنين الذين تضامنوا واندفعوا معها وبذلوا جهودًا فردية، إضافة إلى من ساهم مشكورًا من الدول الصديقة. كما أحيّي تضامن اللبنانيين فيما بينهم للتخفيف من مأساتهم الطارئة وندعو إلى المزيد من التضامن والجهود للحدّ من أضرار وأعباء هذه الكارثة التي حلّت بلبنان والتي أدّت الى أضرار جسيمة في الأجساد والممتلكات وقضت على مساحات خضراء من لبناننا الحبيب. وإنّا نحثّ السلطات القضائية والأمنية في لبنان على ملاحقة أسباب هذه الحرائق الهائلة.

وفوق كل شيء نشكر الله الذي استجاب لصلاة المواطنين فسمح بسقوط الأمطار التي ساهمت في إطفاء النيران. وإنّي أوجّه النداء إلى جميع المنتشرين اللبنانيين للقيام بمبادرات لإعادة تشجير لبنان، وإعادة جمال اخضراره إلى أرضه العزيزة.

10. إنّنا نقدّم هذه الذبيحة المقدّسة على نيّتكم جميعًا كي يبارك الله عائلاتكم وأعمالكم. نقدّمها من أجل لبنان واستقراره السياسي والاقتصادي والأمني والاجتماعي، ومن أجل دولة ساحل العاج لكي تظلّ دائمًا مزدهرة، ومعًا نرفع نشيد المجد والتسبيح الدائمين، للآب والابن والروح القدس. آمين!"

هذا وأقام القائم بأعمال السفارة اللبنانية في ساحل العاج جو الترك حفل استقبال على شرف البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي شارك فيه ممثّل عن وزارة الخارجية وعدد من الفعاليات الرسمية السياسية والدينية والدبلوماسية والاجتماعية وحشد من أبناء الجالية اللبنانية.

وخلال اللقاء وجّه الرّاعي تحيّة تقدير وشكر لهذا البلد ومسؤوليه على كل ما يقدّمونه لأبنائنا الذين نفتخر بإنجازاتهم أينما حلّوا ومشاركتهم في نموّ وتطوير البلدان التي تستقبلهم.

وقال: "نحن في المحطة الرابعة من زيارتنا الراعوية إلى أبرشيتنا في أفريقيا الغربيّة والوسطى ومن هذا البيت اللبناني الإيفواري أوجّه تحيّة إلى فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وأعبّر عن أسفنا للحرائق التي تلتهم ما تبقّى من لبنان الأخضر ونشكر الله على أنّ القوى اللبنانية وقوى الدول الصديقة استطاعت أن تخمد النيران تقريبًا واستجاب الله صلوات المؤمنين فهطل المطر ليساعد على إخماد هذه الحرائق.

كثيرون طلبوا منّي توجيه نداء إلى اللبنانيين المنتشرين للمساعدة على إعادة تشجير لبنان وهذه مبادرة رائعة إذا تمّ فيها التكاتف لإعادة جمال الاخضرار لبلدنا الحبيب.

لكن وللأسف الشديد وبأسى كبير أقول إنّ لبنان اليوم يعيش حريقًا سياسيًا وحريقًا اقتصاديًا وحريقًا اجتماعيًا. وأبلغت الآن أنّ الحرائق النارية باتت تقريبًا تحت السيطرة بانتظار التغلّب عليها ولكنّنا نتأمّل أن يتمكّن اللبنانيون من إخماد الحريق السياسي أي حريق الخلافات والنزاعات والإساءات المتبادلة والرشق بسهام الاتهامات فيما البلد يحترق اقتصاديًا وماليًا.

نحن نودّ من لقائنا الليلة أن نحمل لبنان في قلبنا وصلاتنا.

إلتقيت أمس واليوم بشخصيات ومجموعات لبنانية عبّرت عن الهمّ الكبير بشأن لبنان فهم في بلدان الانتشار يعيشون بكرامة ويحفّزون قدراتهم وهنا لا بدّ من شكر ساحل العاج الذي أعطى جاليتنا منذ مئة سنة هذه الإمكانيات.

لقد رأيت في عيون أبنائنا في خلال لقائي بهم دمعة على الوطن. هذه الدمعة يجب أن تمسح بتغيير جذري للأداء السياسي في لبنان. لماذا يمكنكم تحقيق ذواتكم وتحفيز مهاراتكم في بلدان مضيفة وأنتم مميّزون كل في قطاعه؟

تحقّقون هذا بسبب وجود دولة تحترم الإنسان والمواطن وتحترم القانون والدستور وتعطي الفرصة لكلّ إنسان ليحقّق ذاته وهذا ما نحن نطالب به معكم اليوم من هذا البيت اللبناني لنقول للسياسيين في لبنان لا يحقّ لكم عدم بناء دولة لائقة لهذا الشعب الذي يحمل راية لبنان في جميع بلدان العالم.

سمعتكم تردّدون أنكم لا تشعرون بوجود دولة تدعمكم أو وطن يدعمكم. أرفع معكم اليوم هذا الصوت ونقول لا يجوز أن يستمرّ هذا النوع من الممارسة السياسية الخاطئة في كل مراميها التي أوصلت البلاد إلى ما وصلت إليه.

نحن هنا نشكر جمهورية شاطىء العاج التي استقبلت شعبنا ونجدّد ثقتنا بلبنان وتكاتفنا من أجله ونعمل سوية ليتعافى، وهو يجب أن يتعافى لأنّه قادر أن يتعافى بهمّة كلّ الذين إن نادتهم الدولة قالوا لبيك يا لبنان".

وكان القنصل الترك قد رحب بالبطريرك الرّاعي والوفد المرافق لافتًا إلى أنّ الجالية اللبنانية في ساحل العاج تحمل منذ زمن طويل شعار  البطريرك "شركة ومحبّة" وتعمل به وهذا سرً نجاحها بعيدًا عن أيّ انتماء سياسيّ أو مذهبيّ أو طائفيّ. وأشار الترك إلى تقدير ومحبّة أبناء الجالية لرسول السلام البطريرك الرّاعي الذي يحمل همّ اللبنانيين من دون تفرقة أو تمييز.