في يومه الثّاني في باريس.. البطريرك الرّاعي التقى ماكرون
ثمّ كانت زيارة لرئيس أساقفة باريس المطران ميشال أو بوتي وقد عرضا شؤونًا كنسيّة والعلاقات الّتي تربط بين الكنيستين وبحثا في التّعاون بين المؤسّسات الدّينيّة لما فيه خير المؤمنين.
كما قام البطريرك الرّاعي بزيارة رسميّة إلى رئيس الجمهوريّة الفرنسيّة إيمانويل ماكرون في قصر الإيليزيه حيث أدّى له الحرس الجمهوريّ التّحيّة، وكان خلال اللّقاء حديث عن الوضع الاقتصاديّ اللّبنانيّ، بخاصّة بعد مؤتمر سيدر والإصلاحات المطلوبة في لبنان بغية تسهيل دعمه.
هذا وتداولا في موضوع اللّاجئين وأهمّيّة عودتهم، وفق ما نقل البطريرك الرّاعي خلال لقاء مع الإعلاميّين في مقرّ إقامته، مشيرًا إلى القضايا الّتي تداولها مع ماكرون، من بينها الفرنكوفونية والمدارس الخاصّة وموضوع الزّيادات على الأقساط، وقد سلّمه مذكّرة عن كلّ القضايا الّتي تناولاها.
أمّا بعد الظّهر فترأّس البطريرك الرّاعي قدّاسًا إلهيًّا في كنيسة المخلّص- باريس، عاونه فيه المطارنة بولس مطر وبولس عبد السّاتر وناصر الجميّل، بحضور ممثّل وزارة الخارجيّة الفرنسيّة جان كريستوف بوسيل، سفير لبنان في باريس رامي عدوان، الملحق العسكريّ في الجيش اللّبنانيّ العميد الرّكن الياس أبو جودة، الوزير السّابق خالد ضاهر، مدير المركز الكاثوليكيّ للإعلام الخوري عبدو أبو كسم وممثّلين عن الأحزاب والتّيّارات السّياسيّة وفعاليّات رسميّة واجتماعيّة ولفيف من الرّاهبات والكهنة وعدد من المؤمنين.
وكان للمطران الجميّل قبل القدّاس كلمة ترحيبيّة بالبطريرك في الكنيسة الجديدة الّتي تعود إلى القرن السّابع عشر والّتي تحوّلت في وقت من الأوقات إلى مقهى، وبفضل أحد المحسنين اللّبنانيّين تمّ شراؤها وهي اليوم تعطي الأمل بالحفاظ على الإرث الرّوحيّ، وقال: "نحن هنا في مكان مليء بالإرث التّاريخيّ، تمركزنا لمزيد من الاندماج مع كنيسة فرنسا الّتي نحبّ، ورعيّتنا ترحّب بكم يا صاحب الغبطة لرؤية ما نقوم به مع أصدقائنا اللّبنانيّين من كلّ المذاهب، نقدّم هنا للشّرق بقيمه الرّوحيّة والعائليّة والتّعليميّة مرتبطين بتقاليدنا نموذجًا جيّدًا عن التّمسّك بهذه التّقاليد الكنسيّة الشّرقيّة المارونيّة"، وختم طالبًا البركة لأجل البقاء متعلّقين في الشّرق وإعطاء العالم شهادة حيّة عنه.
وبعد الإنجيل، ألقى البطريرك المارونيّ كلمة قال فيها: "جميل كلام الرّبّ، أثبتوا في محبّتي ومن يثبت في محبتي يحفظ كلامي والحقيقة. المحبّة هي كلمة الرّبّ يسوع لليوم، لا نستطيع أن نعيش من دون المحبّة والحقيقة. أهنّئكم على هذه الكنيسة الّتي تلتقون فيها لتتعلّموا المحبّة والحقيقة. إنّ العالم بحاجة لهاتين الوسيلتين لأنّه من دونهما لا معنى للحياة. نحتفل معكم اليوم بهذه الذّبيحة على ثمار هذه الزّيارة ونقدّمها بنوع خاصّ من أجل السّلام في منطقة الشّرق الأوسط كي يوضع حدّ للحروب ويعود كلّ من غادر أرضه إليها ليواصل ثقافته وحضارته، ولكن إن لم تدخل المحبّة والحقيقة في عقول المسؤولين وقلوبهم فإنّ العالم لن يكون فيه سلام. كمسيحيّين نحن مدعوّون وفي كلّ مكان إلى المحبّة والحقيقة، الحياة المشتركة بين الشّعوب بحاجة إليهما وإلّا فهي مهدّدة".
هذا وأكّد للفرنسيّين المشاركين في القدّاس أنّ الكنيسة المارونيّة بهذه الزّيارة تجدّد علاقات الصّداقة على الصّعيد الكنسيّ وأنّ الأبرشيّة المارونيّة في باريس مستمرّة في تغذية هذه العلاقة بكلّ أبعادها.
ومن باريس، رفع الرّاعي الصّلاة على نيّة تأليف حكومة جديدة، موجّهًا في الختام تحيّة للإعلاميّين اللّبنانيّين طالبًا منهم "أن يكونوا رسل محبّة بين الشّعوب لأنّ الحياة تبقى لغزًا إن لم يدخلها سرّ المحبّة".