دينيّة
10 نيسان 2017, 07:25

في مصر.. بعد الآلام في الشّعانين قيامةٌ أكيدة!

ماريلين صليبي
من بين سعف النّخيل وأغصان الزّيتون ظهرت أشواك الإرهاب.. من أمام شموع الأمل المشعّة اشتعلت نيران العنف.. من خلف هتافات المؤمنين "هوشعنا في الأعالي" ارتفع دويّ انفجارين.. هكذا رُسم المشهد في عيد الشّعانين في مصر: انفجار في كنيسة مار جرجس في طنطا وآخر في الكنيسة المرقسيّة في الإسكندريّة.

 

هذا العام أتى الآلام في الشّعانين، فأوجاع مبرحة تغلغلت في الكيان المصريّ وجراح نازفة مزّقت قلوب المؤمنين.

الهجوم الإرهابيّ الدّاعشيّ الذي أسقط عددًا من القتلى والجرحى صبغ نهار الشّعانين بسواد الموت المظلم، سواد حالك غطّت غيومه الملبّدة أديم العالم أجمع، فأمطرت اتّحادًا صلبًا لمسيحيّين ومسلمين تشاركوا والأقباط آلامهم ورفعوا الصّلوات بعد الضّربة العنيفة على مصر.

الإرهابيّون أتَوْا بالآلام باكرًا، ظانّين أنّهم سيُغرقون سفينة الإيمان في محيط الكفر العميق؛ غير أنّ حلول الحياة الأبديّة بعد الموت الفاني بقيامة المسيح المحيية قد غاب عن أبصارهم الكفيفة.

فالقيامة آتية لا محالة بعد الآلام والموت، وهذا ما حمله بابا الأقباط تواضروس الثّاني إلى المؤمنين بكلامه: "هذه الأعمال الآثمة لن تنال من وحدة الشّعب وتماسكه، فالمصريّون في خندق واحد في مواجهة هذا الإرهاب الأسود حتّى القضاء عليه".

فلنتزوّد جميعًا بالقوّة والإيمان على الدّوام، خصوصًا في هذا العام الذي فيه تصادف الوحدة بين الطّائفتين الغربيّة والشّرقيّة، ولنتحدّى بشعلة الإيمان كلّ أشكال الضّعف، إذ لا نخاف من الموت بل نكرّس أنفسنا ذبيحة على مذبح الرّبّ ترفعنا إلى البيت السّماويّ ولا نتردّد في جعل حياتنا طريقًا لقبول مشيئة الله والعيش في تعاليمه.