في محطّة بحمدون لقاء الأخوة بعيد التّجلّي
بعد القدّاس، بارك سلوان عناقيد الكرمة والقربان، وألقى عظة قال فيها بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "ما يفرحني أنّ تلاميذ يسوع كثر هنا في هذه الكنيسة، وهذا مهّم جدًّا أن نعيش العيد جميعنا مع بعض، والاحتفال مع بعض بهذا العيد بادرة حسنة لأنّ الإنسان لديه ذكريات يجب أن يأتي ليتذكّرها في هذا المكان وهذا جيّد. وهناك من يريد الاحتفال بالعيد مع أقربائه وأصدقائه ويراهم ويتبارك وإيّاهم، كلّ هذه الأمور جيّدة مجتمعة تصبح مباركة أكثر عندما نأتي ونفتّش عن الّذي أعطانا الحياة والفهم والبركة وكلّ شيء: يسوع. وإذا كنّا جميعًا مجتمعين في هذه الكنيسة فهو لأنّ فيها البركة الّتي أعطانا إيّاها يسوع دائمًا في كلّ ظروف حياتنا اليوم والبارحة وغدًا ودائمًا هو بركتنا. وبالنّسبة إليّ، اجتماعكم هنا في الكنيسة هو جدّ محبّب وجميل جدًّا.
لا أعرف ماذا في قلوبكم وماذا تريدون ان تطلبوا من يسوع لأنّ الّذي يأتي للصّلاة في الكنيسة يأتي ليشكر ويريد أن يطلب وأن يكون مع غيره لأنّنا أخوة مع بعضنا البعض، ولهذا السّبب يأتي إلى الكنيسة، وهذه الكنيسة أدهشني جمالها وسعتها، وهي تتّسع لنعمة ربّنا ومحبّة الأخوة وهذا الهيكل الثّاني الموجود في داخلنا. ويسوع يأتينا من الدّاخل لأنّنا أخذنا نعمته وهو يدعونا إلى خدمته بكلّ طريقة لأنّنا كلّنا تلاميذه وخدّامه.
في نهاية هذا القدّاس، باركنا 5 قرابين من أجل أن تتباركوا بها، وكذلك باركنا الكرمة وهي باكورة هذا الموسم الطّيّب مع أشياء أخرى جيّدة تعطيها هذه الأرض، لأنّنا نريد أن نقدّم إلى ربّنا إنتاج أيدينا لكي يباركه وهو الّذي أعطانا إيّاه. وهذا دليل أنّنا نريد أن نقدّم أنفسنا إلى ربّنا الّذي أعطانا كلّ الأرض وكذلك روح القدّوس، ولهذا نحن نتعلّم الكرم منه، وأنتم في هذه الكنيسة أعطيتم المكان له، ليس لكي نصلّي مع بعضنا إنّما لإعطائه المكان في قلوبكم لأنّه يريد أن يكون في قلوبنا وهو موجود فينا ليحيينا لنخدم بعضنا البعض ونخدم بلدنا كلّه. وجميعنا مع بعضنا البعض في هذا المكان بنعمة الله نسبّحه ونبني الوطن بعطاءاتنا وبخدمتنا وأخلاقنا.
أشكر الله لأنّني أقمت هذا القدّاس الأوّل في هذا الجبل المبارك. وأكرّر ما أقوله إنّ الفضل لوجودنا هنا هو للّذي سبقنا سيّدنا جورج خضر، أطال الله عمره. وإنّني لا أنسى الكتاب الّذي قرأته من تأليفه، أنا لم أعش معكم وظروفكم هنا، والكتاب الجميل هو "الرّجاء في زمن الحرب" ومنذ ذلك الوقت بدأ يزرع بلبنان وبالمسيحيّين وبكلّ اللّبنانيّين أيّام الشّدّة كيف ينظرون إلى المسّتقبل وأن يقوموا بإعمار الكنيسة منذ زمن، وكيف يجب أن نبني وطننا وتلاقينا ومصالحتنا وعودتنا وكلّ شيء مع بعضنا البعض. وهذا الكلام صدر عنه في الوقت الّذي لم يكن أحد ينتبه إلى هذه الأمور، لأنّ النّاس كانت تتقاتل مع بعضها، ولا أحد يرى أيّ شيء لأنّ نور الله لم يكن موجودًا فيهم، ولكنّه كان يزرع الكلمة ويشدّد عليها لكي يبقى نور في هذا البلد. أنتم عدتم وبنيتم وستبنون باستمرار، ومن لم يستطع أن يعود سيعود.
نريد أن يزيد الشّكر لله في قلوبكم لئلّا يغلبكم الإحباط واليأس والحزن وأن تتعلّموا دائمَا الانتصار بإيمانكم ونيّتكم الحسنة. الله يبارككم جميعًا وشكرًا لمحبّتكم ودائمًا صلواتكم مقبولة ومستجابة."