العالم
18 تموز 2024, 13:30

في كينيا، الكنيسة تدعو إلى التركيز على السلام

تيلي لوميار/ نورسات
في الأسابيع الأخيرة، هزّت كينيا موجة من الاحتجاجات التي أثارها قانون الضرائب المثير للجدل الذي يقترح زيادات ضريبيّة كبيرة. وتصاعد الوضع إلى أعمال عنف، مع اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين في مدن عدّة. ففي خضمّ هذه الفوضى، تنبثق رسالة سلام ومصالحة من الكنيسة، وفق ما نقلت "فاتيكان نيوز" فرنسيّ.

 

تتركّز الاضطرابات خصوصًا في نيروبي، حيث يخرج المتظاهرون بانتظام إلى الشوارع للتعبير عن استيائهم. وقد أتى ردّ الشرطة قاسيًا، مع ورود تقارير عن سقوط ضحايا وقعوا بالرصاص وإصابة العشرات.  

في مواجهة ما بدا في البداية وكأنّه احتجاجات بسيطة، والتي تحوّلت إلى مطالبة متزايدة باستقالة الرئيس ويليام روتو، دعا رئيس الأساقفة والاس نغانغا، الأسقف المساعد لنيروبي، الشباب إلى نبذ العنف والحفاظ على السلام إبّان احتجاجاتهم، بينما حثّ الحكومة على الاهتمام بمظالمهم.

يتمّ تنظيم المسيرات في كينيا بشكل رئيس، من قبل الجيل Z، الشباب الذين ولدوا بعد عام 1996. لقد حشدت حركة الشباب هذه ضدّ قانون الضرائب لعام 2024، وعلى نطاق أوسع، ضدّ الحكم الحاليّ للرئيس ويليام روتو، وهي تستخدم ذكاء أفرادها الرقميّ لتمويل النفقات الطبيّة للرفاق المصابين والتكاليف اللوجستيّة للاحتجاجات.

وفي خضمّ هذه الفوضى، وجّه الأسقف نغانغا نداءً لتعزيز السلام. واعترافًا بشرعيّة مطالب المحتجّين، حثّ الحكومة على الاستماع بعناية إلى أصوات الشباب الذين يطالبون بالتغيير: "مع الحجج التي يقدّمونها، فإنّ المتظاهرين لديهم سبب مشروع، ويجب أن نستمع إليهم. أحثّ الحكومة على الاهتمام بمظالم هؤلاء الشباب. إنّها تبعث برسالة قويّة إلى العالم، يجب أن نفكّر فيها بعناية، ما يعكس مسؤوليّاتنا وأفعالنا داخل البلد".  

كما دعا الأسقف المساعد لنيروبي هؤلاء الشباب إلى نبذ العنف والحفاظ على السلام في خلال مظاهراتهم: "بينما أحثّ الشباب على تعزيز السلام في هذه المظاهرات، يجب أن يعرفوا أنّ رسالتهم قد تمّ تلقّيها. واضحٌ جدًّا ما يريدون. لديهم سبب مشروع لدقّ ناقوس الخطر. ومع ذلك، أطلب منهم تجنّب العنف وعدم السماح لأنفسهم بأن يتمّ التلاعب بهم من قبل أولئك الذين لديهم مصالح شخصيّة".

وتحت ضغط من المتظاهرين، أعلنت الرئاسة إزالة بعض أحكام مشروع القانون الأكثر إثارة للجدل، مثل ضريبة الخبز، إلّا أّن ردّ الرئيس الكينيّ لم يفعل شيئا يُذكر لتهدئة الغضب، وقد سلّطت الجمعيّة الطبيّة الكينيّة الضوء على الحاجة الملحة إلى ممرّات طبيّة آمنة لحماية الجرحى في خلال الاحتجاجات.