في كلمته قبل صلاة التّبشير الملائكي البابا فرنسيس يذكّر بمحبة الله ورحمته
ولمّا حان وقت القطاف أرسل خدَمه ليجمعوا الثمر، لكن الكرامين تصرفوا بشكل تملّكي ورفضوا أن يسلّموا الحصاد، وأساؤوا معاملة الخدم إلى حدّ قتلهم. وأشار الأب الأقدس إلى أنّ ربّ الكرم كان صبورًا معهم: أَرسل خدمًا آخرين أكثر عددًا من الأوّلين، لكن النتيجة هي نفسها. وفي النهاية قرّر أن يرسل ابنه؛ لكن هؤلاء الكرامين، سجناء تصرّفهم التملكي، قتلوا أيضًا الابن. وتوقّف الأب الأقدس في كلمته عند هذا السؤال في هذا المقطع الإنجيلي "فماذا يفعل ربُّ الكرمِ بأولئك الكرامين عند عودته؟" (متى 21، 40) وأضاف أنّ هذا السؤال يشدّد على أنّ خيبة أمل الله بسبب التصرف السيء للبشر ليست الكلمة الأخيرة! وهذا هو الجديد الكبير للمسيحية: إله، وبالرّغم من خيبة أمله من أخطائنا وخطايانا، لا يتوقّف ولا ينتقم! وأضاف الأب الأقدس أنّ الله يحبّ، وينتظرنا ليغفر لنا ويعانقنا.
وأشار البابا فرنسيس في كلمته إلى أنّه من خلال أوضاع الضعف والخطيئة، يستمر الله في نشر "الخمرة الجديدة" لكرمه، أي الرحمة. وأضاف أنّ هناك عائقًا واحدًا أمام إرادة الله الصلبة والحنونة:عجرفتنا وادعاؤنا. وأكّد من ثمّ، أنّه أمام هذه التصرفات وحيث لا تكون هناك ثمار، تحافظ كلمة الله على كل قوتها في التوبيخ والتحذير"إنّ ملكوتَ الله سيُنزع منكم، ويُعطى لأمَّة تُثمر ثمره" (متى 21، 40). وتابع الأب الأقدس كلمته لافتًا إلى أنّ ضرورة الإجابة بثمار الخير على دعوة الرّب الذي يدعونا لنصبح كرمته، تساعدنا على فهم ما هو جديد وأصيل في الإيمان المسيحي. فهو ليس مجموع قواعد أخلاقيّة، بل هو قبل كل شيء اقتراح محبّة قدّمه الله من خلال يسوع ويواصل تقديمه للبشرية. إنّه دعوة للدخول في قصة الحب هذه لنصبح كرمة حيّة ومفتوحة، غنيّة بالثمار والرّجاء للجميع. وأشار البابا فرنسيس إلى ضرورة تذكّر واجب أن نكون كرمة الرب في كل بيئة، وأيضًا تلك البعيدة. وفي ختام كلمته، قال الأب الأقدس لنطلب شفاعة مريم الكلية القداسة كي تساعدنا لنكون في كل مكان، وخصوصًا في ضواحي المجتمع، الكرم الذي غرسه الرّب لخير الجميع.
وبعد صلاة التّبشير الملائكي، أشار البابا فرنسيس إلى الاحتفال يوم أمس السّبت في ميلانو بتطويب الأب أرسينيو دا تريغولو (جوزيبي ميليافاكّا) كاهن من الإخوة الأصاغر الكبّوشيين. كما وحيّا الأب الأقدس الحجّاج الحاضرين، القادمين من إيطاليا وأنحاء مختلفة من العالم.
