في كلمته قبل تلاوة التبشير الملائكي البابا يتحدث عن أهمية العمل في ملكوت الله
بعدها لفت البابا فرنسيس إلى أن يسوع لم يشأ التطرق من خلال هذا المثل إلى مسألة منح الرواتب المحقة، بل أراد أن يتحدث عن ملكوت الله! وشاء أن يقول إنه في ملكوت الله لا يوجد أشخاص عاطلون عن العمل إذ إن كل واحد منهم مدعو للقيام بواجبه، وفي النهاية يحصل الجميع على المكافأة الآتية من عند الله، ألا وهي الخلاص الذي اكتسبه لنا يسوع من خلال موته وقيامته، وهذا الخلاص هو هبة لا يمكن أن يستحقها الإنسان. مضى البابا إلى القول إن يسوع ومن خلال هذا المثل أراد أن يفتح قلوبنا على منطق محبة الآب السخي والذي يمنح مجانا.
وذكّر البابا بأن أفكار الله هي مختلفة عن أفكار الإنسان، كما يقول النبي أشعياء، لافتا إلى أن أفكار البشر هي غالبا مطبوعة بالأنانية والحسابات الشخصية ولا يمكن أن نقارن طرقنا المعوجّة بطرق الرب الواسعة والمستقيمة. وأكد فرنسيس أن الله يمارس الرحمة ويغفر وهو مفعم بالمحبة تجاهنا ويفتح آفاقنا على محبته ونعمته كما أن نظرة الرب تجاهنا هي نظرة مليئة بالاهتمام والصلاح، إنها نظرة تحاكينا وتدعونا إلى النهوض والسير قدما لأن الله يريد لنا الحياة، حياة مليئة وخالية من الفراغ والقنوط. كما أن الله لا يستثني أحدا بل يريد أن يبلغ كل واحد منا ملأه.
بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي ذكّر البابا المؤمنين بالاحتفال الذي تم يوم أمس في أوكلاهوما سيتي بالولايات المتحدة الأمريكية والذي أُعلن خلاله ستانلي فرنسيس روثر طوباويا، لافتا إلى أن هذا الكاهن المرسل قُتل بسبب الحقد تجاه الإيمان وعمل الكرازة بالإنجيل ونشاط التنمية البشرية الذي قام به لصالح أفقر الفقراء في غواتيمالا. وأمل البابا أن يساعدنا مثاله البطولي على أن نكون شهودا شجعانا للإنجيل، وعلى الالتزام لصالح كرامة الإنسان. في ختام كلمته بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي حيا البابا كعادته وفود الحجاج والمؤمنين القادمين من إيطاليا ومناطق أخرى من العالم وتمنى للجميع أحدا سعيدا وغداء شهيا، وطلب من الكل أن يصلوا من أجله.