دينيّة
21 آب 2017, 13:00

في كفرقاهل النّبي الياس.. حيًّا

تمارا شقير
ينفرد بموقعه الجغرافيّ ويطلّ قابعًا وسط مرج أخضر، يقع في قضاء الكورة ويشرف على الضّفة اليسرى لنهر أبو علي، يرتفع 130 مترًا عن سطح البحر ويبعد 92 كيلومترًا عن العاصمة بيروت.. هو دير النّبي الياس في كفرقاهل الشّماليّة المعروف بدير النّبي الياس- النّهر التّابع لأبرشيّة طرابلس الأرثوذكسيّة.

 

صحيحٌ أنّ هندسة الدّير تعود إلى القرن التّاسع عشر، إلّا أنّه كان قائمًا منذ القدم، فهو مذكور ضمن لائحة الكنائس والأديرة الّتي زارها بطريرك أنطاكية مكاريوس الزعيم في منتصف القرن السّابع عشر.

تُشكّل قبّة الهيكل أقدم جزء في دير النّبي الياس، وهي تحتوي على رسوم جداريّة بيزنطيّة تُجسّد شفيع الدّير والعذراء مريم والقدّيسين. وتُصوّر أحد الرّسوم السّيّدة العذراء جالسة على العرش، رجلاها مرتكزتان على وسادة حمراء والطّفل يسوع على ركبتيها، في حين نجد في وسط الكنيسة شفيعها النّبي الياس مرسومًا بهيئة شيخ أبيض الشّعر واللّحية، مرتديًّا وشاح الأوموفوريون التّقليديّ حول عنقه، رافعًا يده مباركًا وحاملاً بالأخرى رقًّا من ورق البردى دوّن عليه باللّغة اليونانيّة: "الرّب حيّ، روحي حيّة".

تغيب الحياة الرّهبانيّة عن الدّير، فتهتم بأراضيه وممتلكاته إحدى العائلات، إلّا أنّ النّبي الياس حيًّا في داخله، فهو ينفح نسمة إيمان وخشوع على أبناء كفرقاهل. فلنصلي اليوم ولنضرع للنّبي الياس ليحمي أبناء هذه البلدة وجميع المؤمنين ويُباركهم لتفيض فيهم محبّة يسوع المسيح فيشعون إيمانًا.