في فالنسيا، تحاول الكنيسة مساعدة ضحايا الفيضانات
"في هذه اللحظة، نحن نصرخ إلى الله لمساعدتنا"، يرثي سيزار غارسيا، كاهن رعيّة سيّدة الورديّة في فالنسيا، أمام مشاهد الخراب الناجم عن الأمطار الغزيرة. في يوم الثلاثاء، 29 تشرين الأوّل/أكتوبر، دمّرت الأمطار المفاجئة والعنيفة للغاية منطقة فالنسيا، أدّت إلى فيضانات دراماتيكيّة، ما تسبّب في وفاة 72 شخصًا على الأقلّ. ويواصل ألف جندي، تدعمهم طائرات هليكوبتر، البحث في المنطقة لتقديم يد المساعدة لخدمات الإنقاذ.
على الفور، نظّمت الكنيسة نفسها لمساعدة الضحايا. في الأبرشيّات، يتمّ إنشاء العديد من المرافق لمساعدة أولئك الذين فقدوا منازلهم في الفيضانات.
ويشهد كاهن رعيّة سيّدة الورديّة أنّ العديد من السكّان "في حالة صدمة"، ولكن "هناك الكثير من التضامن". "الناس يساعدون كبار السنّ. كما فتحوا منازلهم الليلة الماضية لأي شخص يحتاج إلى مأوى".
في أبرشيّة لا توري المجاورة، غمرت المياه المباني بالكامل، "مع متر ونصف من الماء وما يقرب من متر من الطين، سواء في الغرف أو في الخزانة المقدّسة (السكرستيّا)"، أوضح سلفادور باستور، كاهن الرعيّة. وتابع قائلا: "باب الكنيسة دمّرته كومة من المركبات التي حملتها قوّة المياه ولا توجد كهرباء".
أشار الأب باستور إلى أنْ "من الصعب تقدير عدد العائلات المتضرّرة. تساعد كاريتاس حوالى 190 عائلة كلّ أسبوع، وقد أثر هذا الوضع على الكثيرين، بحيث يمكن أن يكون المجموع أكثر من 500 عائلة الآن".
إبّان قدّاس ترأّسه، في بازيليك بلنسيا، شكر رئيس الأساقفة إنريكي بينافينت الأبرشيّات الإسبانيّة على مساعدتها وصلواتها في مواجهة هذه "المأساة". وبعد كلمة تعازي لعائلات الضحايا، دعا إلى التضامن مع الأشخاص الذين أمضوا الليل في الكرب، في أوضاع مأساويّة، وهم محاصرون بالمياه وغير قادرين على الوصول إلى منازلهم (…) "كمسيحيّين، نشعر بأنّنا أعضاء في العائلة البشريّة ويجب على الكنيسة أن تعيش كعائلة". ودعا إلى الصلاة إلى "سيّدة المنبوذين" من أجل أولئك الذين فقدوا حياتهم.
تعاني منطقة فالنسيا، على طول ساحل البحر الأبيض المتوسّط الإسبانيّ، بانتظام، في الخريف، من الظاهرة المعروفة باسم "القطرة الباردة"، وهي منخفض معزول على ارتفاعات عالية يسبّب أمطارًا مفاجئة وعنيفة للغاية، تستمرّ أحيانًا أيّامًا عدّة، وما تشهده البلاد حاليًّا هو الأقوى منذ ما يقرب من 30 عامًا.