لبنان
17 تموز 2023, 12:30

في عيد مار الياس الحيّ، الأب مونّس مناجيًا: إستجبني يا ربّ!

تيلي لوميار/ نورسات
عشيّة عيد مار الياس الحيّ، رفع البروفيسور الأب يوسف مونّس نظره إلى العُلى وناجى الرّبّ بأعلى صوته في مقال جديد على ضوء سيرة صاحب العيد، فكتب:

"إستجبني يا ربّ، استجبني يا ربّ، استجبني يا ربّ.

"لماذا تتعرّجون على الجانبين حرام على أن أبيع ميراث آبائي".  

كلمات كالنّار تتردّد في حياة مار الياس النّبيّ. هذا الشّخص المميّز في  الكتاب المقدّس صاحب الحياة المليئة بالتّحدّي والآيات والنّبوءات.

النّبيّ يسير وحيدًا منهكًا جائعًا تعبًا واثقًا بقدرة الله وعظمة كلمته صارخًا بالعدل والاستقامة منتصبًا بقوّة بوجه الظّلم والكذب والسّرقة والنّفاق ولقد انتشرت كنائسه في جميع المناطق اللّبنانيّة وحمل اسمه الكثير من الأشخاص وطلب بشفاعته العديد من النّاس فعيد مبارك على كلّ من حمل اسم الياس أو إيليّا أو إيلي وأعاده الله عليهم بالصّحّة والعافية والبركة والتّوفيق والسّلام وراحة البال.  

الأحداث كثيرة في حياة مار الياس سأتوقّف عند البعض منها:  

1- تحدّي كهنة بعال  

2- الدّفاع عن نابوت اليزرعيلي  

3- إحياء ابن المرأة الوحيد

4- الحروب وايقاظ الملاك له  

الكتاب المقدّس سفر الملوك الأوّل فصل 16 و17  

الجفاف يضرب البلاد والقحط يجتاح الأرض والمطر انقطع منذ مدّة وكلّ شيء يغمره اليباس والصّراع قائم بين إيليّا وكهنة وأنبياء البعل والملكة إيزابيل وكان التّحدّي، فطلب إيليّا من كهنة بعل أن يقيموا محرقة لإلههم ويطلبوا منه أن ينزل من السّماء نارًا تحرق الحطب المنضد كمحرقة للبعل. ففعلوا وأخذوا يصلّون ويطلبون من البعل أن ينزل نارًا لتحرق الحطب المنضد كتلّة محرقة. ولكن لم يحدث شيء من ذلك، فأخذ إيليّا يسخر منهم ويطلب منهم أن يصرخوا ويرفعوا أصواتهم لإيقاظ البعل ربّما هو نائم. ولم يحدث شيء من ذلك. نضد إيليّا الحطب وصبّ ماءً حوله وعليه وركع وصرخ "إستجبني يا ربّ، استجبني يا ربّ، استجبني يا ربّ" فنزلت نار من السّماء وأحرقت كلّ شيء وليس البعل إلّا هو إله كاذب.  

وكان لنابوت اليزرعيليّ كرم بجوار قصر الملك آحاب، فطلب منه الملك أن يبيعه هذا الكرم أو أن يعطيه ضعفه بديلًا عنه بعيدًا عن القصر، فرفض نابوت قائلًا جملته الشّهيرة: حرام عليّ أن أبيع أرض آبائي وأجدادي. فحزن الملك ورأته امرأته إيزابيل حزينًا وعرفت سبب حزنه. فقالت لا تهتمّ أنا أدبّر الأمر وأتت بشخصين شهدا على نابوت زورًا أنّه جدّف على الله، فرُجم ومات تحت الحجارة. فقالت إيزابيل لآحاب الملك "إذهب وخذ الكرم لقد مات نابوت". وعلم إيليّا بالحادثة فغضب وثار للحقّ والعدل رافضًا الظّلم والتقى بالملك وبإيزابيل فقال لهما: "حيث ما لحست الكلاب دم نابوت تلحس الكلاب دمكما"، وهكذا كان. عندما سقط الملك عن عربته وسقطت إيزابيل أيضًا وماتا وسال دمهما على التّراب حيث لحست الكلاب دمهما.  

كان للمرأة ابنًا وحيدا والأيّام جوع وفقر والنّبيّ هرب والتجأ إلى بيت هذه المرأة الّتي لم يبق لها إلّا القليل من الطّحين والزّيت وإيليّا جائع، فطلب من المرأة أن تطعمه ممّا يأكل ابنها فأطعمته ومات ابنها الوحيد جوعًا وأخذت بالصّراخ والعويل فانكبّ النّبيّ على الصّبيّ ونفخ في صدره، فعاد الطّفل إلى الحياة وفرح قلب الأمّ وبرهن إيليّا عظمة ثقته ومحبّته لله.  

خاف إيليّا أن تقتله الملكة إيزابيل كما قتلت العديد من أنبياء الله وكهنته لأنّها كانت تعبد البعل الوثنيّ وهو يعبد الإله ربّ الجنود، فهرب صاعدًا جائعًا عطشانًا على جبل الكرمل حتّى تعب ونعس ونام. فأتى إليه ملاك الرّبّ وضربه على جنبه وأيقظه وسأله "إلى أين تهرب، قُم وعُد إلى أورشليم"، فقام وعاد. هكذا يرسلنا الرّبّ لنجابه الأخطار وهو يحمينا بقدرته وعنايته ومحبّته ونعمته.  

عيد مبارك على كلّ من يحمل اسم الياس أو إيليّا أو إيلي بالصّحّة والتّوفيق.

وصلاة خاصّة منّي لوالدي الغالي الّذي كان يحمل اسم الياس وكنت أزور معه ومع أمّي كنيسة مار الياس الجميلة في قريتي الغالية الشّبانيّة.  

وإرتفع مار الياس النّبيّ على عربة من نار ضمن عاصفة من الرّيح وتلميذ النّبيّ يصرخ إليه: "كيف تتركني يا سيّدي؟"، فرمى إليه إيليّا وشاحه واختفى خلف الغمام. إرمِ إلينا وشاحك يا إيليّا وكُن معنا وخلّص لبنان من هذه الأيّام الصّعبة والمأساويّة."