لبنان
10 أيار 2018, 05:00

في عيد صعود الرّبّ يسوع إلى السّماء

تستوقفني عبارة يردّدها أهل القرى عندما يسافر أحد الأقارب "متل ما ودّعتو تلاقو". ونحن في عيد صعود الرّبّ يسوع إلى السّماء نردّد العبارة نفسها "متل ما ودّعتو تلاقو" أيّها التّلاميذ والرّسل. تودّعون اليوم يسوع وهو ذاهب إلى المكان المعدّ له ولنا منذ إنشاء العالم،إلى ذاك الملكوت. وفي لحظات الوداع أنتم في انتظار ملاقاة ما وعدنا به المخلّص. أليس هو من قال "لن أترككم يتامى بعد اليوم"؟، إنّه يرسل إليكم الرّوح المعزّي يعمّدكم في العلّيّة لتنطلقوا في الرّسالة والكرازة.

 

تودّعون المسيح على رجاء انتظار الرّوح الّذي يقودنا في مسيرة حجّنا إلى حيث هو ذاهب، وإلى حيث المكان الحقيقيّ لكلّ مؤمن.

عيد الصّعود محطّة أساسيّة في حياتنا المسيحيّة لندرك هويّتنا الحقيقيّة ونكتشف موطننا الحقيقيّ. هويّتنا أنّنا أبناء الله وهو الطّريق والحقّ والحياة، يقودنا إلى حيث بلغ، لنستوطن حيث الفرح والسّلام والحياة، في أورشليم السّماويّة.

رجاؤنا في هذا العيد، أن نبدأ الصّعود مع يسوع الصّاعد إلى السّماء، فنصعد قلوبنا إلى حيث هو، 

ونصعد عقولنا إلى مستوى الإدراك، ونصعد أجسادنا من شهواتها ومحدوديّتها، ونصعد عيوننا ونصبح مشدودين إلى حيث هو، فيكون صعوده صعودنا، كما كانت قيامته قيامتنا. 

بصعودك أيّها المسيح، علّمنا أن نختبر عمق محبّتك اللّامتناهية لنا، وننقاد إلى مشروعك الهادف إلى انضمامنا إليك كشركاء في الميراث الأبديّ، آمين.