العالم
30 نيسان 2020, 12:30

في عيد العمّال الاستثنائيّ هذا، ماذا تمنّى حبر "عمل الله"؟

تيلي لوميار/ نورسات
تحت عنوان "العمل من أجل الاعتناء بالعالم"، وجّه حبر الـOpus Dei "عمل الله" المونسنيور فرناندو أوكاريز رسالة لمناسبة عيد العمّال، قال فيها بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام":

"يدعونا عيد العمّال إلى التّأمّل في الأبعاد الّتي فرضتها أزمة فيروس كورونا: وبادىء ذي بدء، إنّ هناك الكثير من الأشخاص الطّيبين في العالم، وإنّ التّقدّم يجب أن يسير بموازاة احترام الطّبيعة، إنّنا مرتبطون بعضنا بالبعض الآخر، وإنّنا ضعفاء ولكي يكون مجتمعنا إنسانيًّا هو بحاجة إلى التّضامن.
وكجواب على هذا الوباء، يتمّ بشكل رئيسيّ تسليط الضّوء على المهن المتعلّقة بالعناية الشّخصيّة. والتّعابير المتعلّقة بالاعتناء، تحتلّ العناوين: مرافقة، بكاء، حماية، إصغاء... هذا الوضع يجعلنا نفكّر في سبب وغاية كلّ عمل. وهكذا نفهم بشكل أفضل أنّ الخدمة هي روح المجتمع، وهي الّتي تعطي معنى للعمل.
إنّ العمل هو أكثر من ضرورة أو منتج. يذكر سفر التّكوين بأنّ الله خلق الإنسان ليعمل ويعتني بالعالم. فالعمل ليس عقابًا، إنّما هو حالة الكائن البشريّ الطّبيعيّة في الكون. من خلال العمل، ننسج علاقة مع الله ومع الآخرين، وهكذا يصبح بإمكان كلّ واحد أن يتطوّر بشكل أفضل كشخص.
إنّ ردّة فعل العديد من المهنيّين المثاليّة، مؤمنين أم لا، أمام هذا الوباء، قد سلّطت الضّوء على بعد الخدمة هذا، وهي تساعد على الاعتقاد بأنّ الغاية القصوى لكلّ مهمّة أو مهنة هي شخص ملموس، شخص لديه كرامة لا تضاهى. فكلّ عمل نبيل يرقى في النّهاية إلى الاعتناء بالأشخاص.
عندما نسعى أن نعمل بأسلوب جيّد من خلال الانفتاح على الآخرين، يكتسب عملنا معنى جديدًا بأكمله، وبإمكانه أن يكون مناسبة للقاء مع الله. فمن المفيد جدًّا أن نقرن كينونة الشّخص في كلّ عمل حتّى في الأكثر رتابة، فالخدمة الحقّة هي الّتي تتجاوز التّعويض المكتسب.
وعلى مثال المسيحيّين الأوائل، تختبر إمكانات كلّ علمانيّ يسعى إلى أن يكون شاهدًا للإنجيل متباريًا مع زملائه، متقاسمًا الحماس المهنيّ نفسه والالتزام والإنسانيّة في التّواصل مع الآلام الحالية الّتي يسبّبها الوباء وضبابيّة المستقبل.
إنّ كلّ مسيحيّ هو "كنيسة"، على الرّغم من محدوديّاته الخاصّة، فبالاتّحاد مع يسوع المسيح، يمكنه أن يحمل محبّة الله في "حركة المجتمع الدّائريّة" كما بشّر بها القدّيس خوسيماريا عندما تحدّث عن القداسة من خلال العمل المهنيّ. ومن خلال عملنا وخدمتنا يمكننا تأوين الاعتناء الّذي يقدّمه الله لكلّ شخص.
إنّ الاحتفال بالأوّل من أيّار هو اليوم أيضًا مصدر قلق بالنّسبة إلى المستقبل، بسبب انعدام الأمان الوظيفيّ على المديين القصير والمتوسّط. ونحن الكاثوليك نلتجىء بقوّة خاصّة إلى شفاعة الحرفيّ القدّيس يوسف، حتّى لا يفقد أحد الرّجاء ولكي نتعلّم كيف نتكيّف مع الواقع الجديد. وإنّنا نلتمس من أب الآباء أن ينير أولئك الّذين يتعيّن عليهم اتّخاذ القرارات لمساعدتنا على فهم أنّ العمل هو من أجل الشّخص وليس العكس.
في غضون الأشهر أو السّنوات القليلة المقبلة، سيكون مهمًّا أن نحفظ في الذّاكرة ما عشناه، كما طلب البابا فرنسيس، مذكّرًا إيّانا "وقد أدركنا أنّنا كلّنا على نفس القارب، وكلّنا معرّضون للانهزام ومضلّلون ولكن في الوقت نفسه، مهمّون وضروريّون، لأنّنا كلّنا مدعوّون إلى أن نجذّف معًا.
كم هو جميل أن يحملنا هذا الأوّل من أيّار إلى أن نتمنّى أن تكون الحرّيّة المستردّة في نهاية الحجر حقًّا، حرّيّة في خدمة الآخرين. وهكذا يضحي العمل بعد ذلك، وفقًا لتصميم الله منذ البدايات، الاعتناء بالعالم وفي الأولويّة بالنّاس المقيمين فيه".