الفاتيكان
08 كانون الأول 2023, 12:50

في عيد الحبل بلا دنس البابا يكشف عن موقفين ساعدا مريم للحفاظ على العطيّة الفريدة الّتي نالتها، ما هما؟

تيلي لوميار/ نورسات
"اليوم، في عيد الحبل بلا دنس، يقدّم لنا الإنجيل مشهد البشارة. هو يظهر موقفين لمريم يساعداننا لكي نفهم كيف حافظت على العطيّة الفريدة الّتي نالتها، عطيّة القلب الحرّ تمامًا من الخطيئة. وهذان الموقفان هما الدّهشة لأعمال الله والأمانة في الأشياء البسيطة."

هكذا استهلّ البابا فرنسيس كلمته الرّوحيّة اليوم قبيل تلاوة صلاة التّبشير الملائكيّ مع المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس لمناسبة عيد سيّدة الحبل بلاد دنس، مضيئًا على هذين الموقفين: الدّهشة والأمانة، وتابع قائلاً بحسب "فاتيكان نيوز": لنرَ الأوّل: الدّهشة. قال الملاك لمريم: "السّلامُ عليكِ، أَيَّتُها الـمُمتَلِئَةُ نِعْمَةً، الرَّبُّ مَعَكِ". ويشير الإنجيليّ لوقا إلى أنّ العذراء قد "داخَلَها اضطرابٌ شَديدٌ لِهذا الكَلامِ وسأَلَت نَفسَها ما مَعنى هذا السَّلام". تفاجأت وتأثّرت واضطربت: تفاجأت عندما سمعت من يناديها "ممتلئة نعمة"، أيّ مملوءة بمحبّة الله. إنّه موقف نبيل: أن نعرف كيف نندهش أمام عطايا الرّبّ، وألا نعتبرها أمرًا مسلّمًا به أبدًا، ونقدّر قيمتها، ونفرح بالثّقة والحنان اللّذين تحملهما معها. ومن المهمّ أيضًا أن نشهد لهذه الدّهشة أمام الآخرين، وأن نتحدّث عن عطايا الله، والخير الّذي نالناه، وليس فقط عن المشاكل اليوميّة. يمكننا أن نسأل أنفسنا: هل أعرف كيف أندهش بأعمال الله؟ هل أشعر أحيانًا بالدّهشة أمامها وأشاركها مع شخص ما؟ أم أنّني أبحث دائمًا عن الأمور السّيّئة والحزينة؟

ونصل إلى الموقف الثّاني: الأمانة في الأشياء البسيطة. إنَّ الإنجيل، قبل البشارة، لم يذكر شيئًا عن مريم. يقدّمها لنا كفتاة بسيطة، على ما يبدو مثل فتايات أخريات كُنَّ يعشنَ في قريتها. شابّة، بفضل بساطتها، حافظت على نقاوة القلب الطّاهر الّذي حُبلت به بنعمة الله. وهذا أيضًا هو مهمّ، لأنّه لكي نقبل عطايا الله العظيمة، من الضّروريّ أن نعرف كيف نقدّر العطايا اليوميّة والأقلّ بهرجة. بفضل الأمانة اليوميّة في الخير، سمحت العذراء لعطيّة الله أن تنمو فيها؛ هكذا تدّربت على الإجابة على الرّبّ، وعلى أن تقول له "نعم" بحياتها كلّها.

لذلك نسأل أنفسنا: هل أؤمن أنّ المهمّ، في المواقف اليوميّة وفي المسيرة الرّوحيّة، هو الأمانة لله؟ وإذا كنت أؤمن بذلك، فهل أجد الوقت لكي أقرأ الإنجيل، وأصلّي، وأشارك في الإفخارستيّا، وأنال المغفرة الأسراريّة، وأقوم ببعض الأعمال الملموسة للخدمة المجّانيّة؟ إنّها تلك الخيارات الصّغيرة اليوميّة والحاسمة لكي نقبل حضور الرّبّ. لتساعدنا العذراء مريم الطّاهرة لكي نندهش أمام عطايا الله ونجيب عليه بسخاء أمين كلّ يوم".

بعد تلاوة صلاة التّبشير الملائكيّ، حيّا البابا فرنسيس المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس وقال: "يسعدني أن أعلن لكم أنّنا في ٢٤ و٢٥ أيّار مايو من العام المقبل سنحتفل في روما بيوم الطّفل العالميّ الأوّل. هذه المبادرة، الّتي ترعاها دائرة الثّقافة والتّربية، تجيب على السّؤال: أيّ عالم نرغب في أن ننقله للأطفال الّذين يكبرون؟ على مثال يسوع، نريد أن نضع الأطفال في المحور وأن نعتني بهم.

بعد ظهر اليوم، سأذهب أوّلاً إلى بازيليك القدّيسة مريم الكبرى ثمّ إلى ساحة إسبانيا للصّلاة إلى العذراء مريم. أطلب من الجميع، ولاسيّما من المؤمنين في روما، أن يتّحدوا معي روحيًّا في هاتين البادرتين لتسليم الذّات لأمّنا، ويصلّوا بشكل خاصّ من أجل السّلام، السّلام في أوكرانيا، السّلام في فلسطين وإسرائيل، وفي جميع الأراضي الّتي تجرحها الحروب. لنطلب السّلام، وأن تتصالح القلوب، ويعمَّ السّلام!وأتمنّى للجميع عيدًا سعيدًا ومسيرة مجيء مباركة تحت إرشاد العذراء مريم".