في عيد الأب، هذا ما يكتبه الأب الياس كرم!
"نحتفل اليوم بعيد الأب. وبالمناسبة أتوجّه بالمعايدة من كلّ أب في هذا الوطن وفي العالم أجمع. سائلاً الله أن يسدّد خطواته إلى كلّ عملٍ صالحٍ، وأن يؤازره في خدمة عائلته ومجتمعه ووطنه.
الأب، بالإجمال، تقع على عاتقه مسؤوليّات كبيرة، فكم بالأحرى دور الأب في لبنان، الّذي يجاهد ويتعب أكثر من غيره، في سبيل الصّمود في وجه التّحدّيات وتردّي الأوضاع وانتشار الوباء، هذا فضلاً عن الأزمات الاقتصاديّة والماليّة المزمنة. وأنحني لهذا الأب الّذي باتت دموعه ترافقه في الاستعطاء واستعطاف الآخرين في سبيل تأمين لقمة العيش والطّبابة لعائلته.
للأسف هذا الأب في لبنان، والّذي كانت معنويّاته مرتفعة وعنفوانه لا حدود له، بات تحت مستوى الفقر والعوز، بسبب السّياسات الرّعناء على كافّة الصّعد والمستويات.
هذا الأب الّذي عانى ويعاني صدمات متعدّدة، نرفع الدّعاء لأجل أن يمنحه الله نعمة الصّبر والحكمة لمواجهة ما يعصف بنا. وأنا على يقين وثقة مطلقة بأنّ الله لن يخذل ربّ العائلة في لبنان، خصوصًا، إذا ألقى همّه على الرّبّ.
ومن مقوّمات الصّمود، أن تؤازر المرأة رجلها في هذه الظّروف الصّعبة، والأولاد أن يخفّفوا الحِمل عن والدهم، ويختصروا متطلّباتهم، وأن يشعروا بتعبه وجهده وسعيه لتأمين مستلزمات المنزل. فبولس الرّسول توجّه إلى الأولاد قائلًا: "أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، أَطِيعُوا وَالِدِيكُمْ فِي الرَّبِّ لأَنَّ هذَا حَقٌّ" (رسالة بولس الرّسول إلى أهل أفسس 6: 1). هذه الوصيّة ينقشها النّاموس الطّبيعيّ في القلب، إذ يشعر الأولاد بالتزام طبيعيّ بالطّاعة للوالدين خلال قرابة اللّحم والدّم القويّة وشعور الأولاد ما يحتمله الوالدان من أتعاب وأسهار من أجل أولادهما.
في هذه المناسبة الغالية على قلبي، وعلى قلب كثر من المحبّين، نتضرّع إلى القدير أن ينقذنا من الشّرّ الأعظم الّذي يبشّرنا به معظم المسؤولين في لبنان والعالم، وكأنّهم براء من دم هذا الصّدّيق، على رجاء أن يستمطر الله مراحمه على كلّ أب تركنا إلى الأخدار السّماويّة، وأن يحفظ الّذين هم على قيد الحياة، في هذا الوطن وفي العالم أجمع."