في طريق الرّحمة...
واليوم، مع اقتراب موعد ختام سنة يوبيل الرّحمة الاستثنائيّ، لنقم بوقفة ضمير ونراجع حساباتنا ونكتشف نموّنا في سرّ الرّحمة عبر الإجابة عن الأسئلة التّالية:
هل طبّقنا وصيّة البابا فرنسيس وفكّرنا في أعمال الرّحمة الجسديّة فمددنا يد العون تجاه أخينا المحتاج أو أطعمنا الجائع؟ هل سقينا العطشان، كسينا العريان، استقبلنا الغريب، اعتنينا بالمريض، وزرنا المسجون؟
هل توقّفنا عند أعمال الرّوح فساعدنا الآخر على إيجاد الأجوبة والتّخلّص من كلّ شكوكه؟ هل ساهمنا في تعليم جاهل أو تحذير خاطئ أو تعزية محزون أو غفران إساءة؟ هل تحمّلنا شخصاً أزعجنا وصلّينا لأجله؟ هل حملنا في صلواتنا الأحياء والأموات؟
هل اختبرنا سرّ التّوبة وعظمة الرّحمة من خلال سرّ المصالحة والتمسنا السّلام الدّاخليّ؟
هل انفتحنا على الآخر من الدّيانات الأخرى وسعينا إلى أن نفهم بعضنا بشكل أفضل وأعمق؟
إنّ الوقت يمرّ ولكن لا تزال الفرصة متاحة لكلّ واحد منّا لكي نصبح رحماء كما أبينا رحوم. فلنصمت ولنصغِ إلى كلمة الله، ولنتأمّل بها ولنجعلها نمطاً لحياتنا.
لنتعلّم من قدّيسين معاصرين أعطوا من دون أيّ مقابل، فمدّوا يدهم للمحتاج والفقير في أشدّ الأزقّة فقراً، نذكر منهم أمّ الفقراء والملاك الطّاهر الأم تريزا الّتي عاشت معتبرة أنّ "كلّ فعل ناجم عن المحبّة تجاه المنبوذين على هامش الحياة والفقراء، مهما جاء صغيراً، هو مهمّ في نظر الله."