أوروبا
08 أيلول 2020, 12:30

في زمن الخليقة، دعوة إلى العمل والصّلاة!

تيلي لوميار/ نورسات
دعا أسقف كلوجر المطران لاري دافي المؤمنين إلى استغلال هذا الوقت بحكمة: بالصّلاة والعمل وفحص الضّمير حول أنماط حياتنا واختيار بساطة الحياة للعودة إلى الدّهشة والذّهول أمام الله.

هذه الدّعوة جاءت في رسالته الرّاعويّة المخصّصة لزمن الخليقة، منطلقًا من فكرة أنّ "جميع الأشياء مرتبطة ببعضها البعض"، فكتب نقلاً عن "فاتيكان نيوز":  

"لا يزال عالمنا اليوم يتأثّر بشدّة بوباء فيروس الكورونا، الّذي يملك العديد من الأمور المشتركة مع الأزمة البيئيّة. يخبرنا العديد من الخبراء أنّ هذا الوباء هو أحد أعراض أزمة بيئيّة أوسع بكثير. وقد أظهر لنا بالتّأكيد مدى عمق التّرابط بين كلّ شيء، ومدى ضعفنا كبشر، ومدى هشاشة عالمنا. فيروس صغير غير مرئيّ أوقف العالم وأجبرنا على حبس أنفسنا.

ليس فقط وباء فيروس الكورونا وإنّما قد سبقته أحداث مناخيّة قاسية، نتجت إلى حدّ كبير عن ظاهرة الاحتباس الحراريّ وسبّبت الموت والدّمار وشرّدت العديد من الأشخاص. لهذا السّبب، لا تقتصر الرّسالة الرّاعويّة على تسليط الضّوء على إلحاح الأزمة البيئيّة والاحتفال بالذّكرى السّنويّة الخامسة لصدور الرّسالة العامّة "كُن مسبّحًا" للبابا فرنسيس، ولكنّها تُذكّر أيضًا جميع الكاثوليك بالحاجة الملحّة لاتّخاذ إجراءات من أجل حماية البيت المشترك.

إنّه أمر ملح. أحثّكم على العمل الآن والصّلاة. ولتكن هشاشتنا، الّتي أظهرها الوباء رجاؤنا. لنستغلّ هذا الوقت بحكمة: بالصّلاة والعمل وفحص الضّمير حول أنماط حياتنا؛ ولنختَر بساطة الحياة كطريقة للعودة إلى الدّهشة والذّهول أمام الله ولكي نُظهر التّضامن مع إخوتنا البشر ومع الخليقة من خلال تشفقتنا وأفعالنا، لأنَّ جميع الأشياء مرتبطة ببعضها البعض.

كذلك عاد أسقف كلوجر إلى موضوع التّرابط الّذي كشفه الوباء، من خلال إظهار اعتمادنا على بعضنا البعض، وكذلك اعتماد الكائنات البشريّة على الأمّ الأرض للبقاء على قيد الحياة. وبالتّالي، تصبح الدّعوة إلى التّفكير أمرًا طبيعيًّا لكي نسائل أنفسنا عن حياتنا وحياة المجتمع وكيف يمكن للتّغيير في نمط الحياة أن يساهم لأنّ المشكلة بحسب المطران دافي هي أكثر من مجرّد أزمة بيئيّة وإنّما هي اجتماعيّة أيضًا. ولذلك علينا أن ندخل قضايا العدالة الاجتماعيّة في المناقشات حول البيئة. قضايا مثل انتهاكات حقوق الإنسان، والتّعصّب الدّينيّ، والتّمييز، والعنصريّة، والاعتداءات على حياة الّذين لم يولدوا بعد، والحرمان من الحقّ في الحياة جميع هذه الأمور هي جزء ممّا يسمّيه البابا فرنسيس "استعمار المصالح" و"ثقافة التّهميش" الّتي تغذّي إهمالنا للخليقة والخالق.

أن نظهر تضامننا مع الأرض وناسها هو أسلوب لأن يكون المرء سامريًّا صالحًا ويصغي إلى صرخة الفقراء كما يقول البابا فرنسيس".  

وأشار المطران دافي إلى اهتمام سبعة ملايين شابّ انضمّوا إلى الشّابة غريتا تونبرغ في التّحدّي المتمثّل في العناية بأرضنا وبيئتنا، وهو "تحرّك يتحدّث عن الرّجاء، مثل موضوع زمن الخليقة لعام 2020 في إيرلندا، والّذي هو "تعزيز الرّجاء"، ولكن في العمل، من أجل زيادة الوعي إزاء جمال الطّبيعة. كما يقول أسقف كلوجر في رسالته الرّاعويّة، نحن بحاجة إلى "إعادة اتّصال" بالطّبيعة ولإعادة إحياء هذا الشّعور بالدّهشة مع الخليقة، وحضور الله، على مثال القدّيس فرنسيس الأسيزيّ.

نحن بحاجة إلى إعادة اكتشاف معنى الاحترام إزاء الله والأرض وإخوتنا وأخواتنا الّذين يُستبعدون ويعاملون كمواطنين من الدّرجة الثّانية. لنشارك هذه المسؤوليّة مع الكنيسة كلّها. نحن مدينون بذلك للأجيال الّتي ستولد، وعلينا أن نعمل معًا لنحافظ على الحياة على هذا الكوكب، ونحمي خليقة الله، بيتنا المشترك."