متفرّقات
08 آب 2016, 08:13

في "ريو 2016"... فريق للرّياضيّين اللّاجئين

ريتا كرم
في بلادهم أصوات الرّصاص والقذائف والقنابل، شوارع يلفّها ضباب بسبب مخلّفات الحرب اليوميّة، بيوت وناطحات سحاب مهدّمة، ضحايا بالمئات لا بل بالآلاف، أعمال عنف واضطهادات... من سوريا، الكونغو، أثيوبيا وجنوب السّودان تنبثق قوّة وعزيمة وحياة من خلال عشرة رياضيّين يشكّلون اليوم فريق "اللّاجئين" في دورة الألعاب الأولمبيّة.

 

هؤلاء يتكلّمون بلغات مختفلة لكن لغة واحدة تجمعهم: لغة السّلام؛ فهم حملوا شعلتهم واختاروا البرازيل وجهتهم حيث سيرفعون أعلام بلادهم الّتي تلألأت في سماء ريو يوم الافتتاح في كلّ منافسة سيخضونها. سيلعبون من أجل كلّ واحد من أترابهم الّذين لا يزالوا يرزحون تحت سيف الخطر والقتل والتّهديد.

سيلعبون من أجل هؤلاء الّذي قُتلوا وعُذّبوا، من أجل من مات شهيداً على مذبح الوطن، ومن جاع وشُرّد ويُتّم.

سيلعبون من أجل من نجا بحياته ولا يزال صامداً في أرضه رافضاً الاستسلام أو الانفصال عن رائحة الأجداد.

سيتقدّمون في المنافسة أيضاً من أجل من حزم حقائبه وحمل ما قُدّر له أن يحمل ليركب قوافل الهجرة ومراكبها، وخصوصاً من لم ينجُ منهم في الوصول إلى وجهته.

هم يحملون في قلوبهم الذّكريات الطّيّبة من مساكنهم الأصليّة، وفي بالهم حنين للعودة مرفوعي الرّأس.

جُلّ ما يبغونه هو أن يطلقوا صرخة سلام وأخوّة، ونفحة أمل ورجاء.

هذه الشّجاعة عزّزتها رسالة خاصّة أرسلها البابا فرنسيس لمناسبة إفتتاح دورة الألعاب الأولمبيّة، فكتب: "عسى أن تكون شجاعتكم وقوّتكم صرخة للسّلام والأخوّة. عسى أن يفهم العالم من خلالكم أنّ السّلام ممكن، فمن خلاله نكسب كل شيء فيما نفقد كل شيء بواسطة الحرب."

فريق اللّاجئين سيتنافس أفراده ضمن فئات السّباحة والرّكض والجودو. فعسى مشاركتهم تعيد إليهم وإلى أوطانهم سلاماً فقدوه منذ سنوات، وتعطيهم دافعاً ليتابعوا مسيرتهم في هذا الحياة بتفاؤل وإيمان ورجاء.