دينيّة
30 أيلول 2020, 07:00

في ذكرى خطوبة يوسف ومريم...

ريتا كرم
في مثل هذا اليوم، خُطبت مريم ليوسف فكانت بداية عهد مقدّس بين يوسف البارّ ومريم العذراء. مريم لم تختر خطيبها بنفسها، بل الأوصياء عليها فعلوا ذلك، فاختاروا لها يوسف لأنّه بارّ وشريف يعيش من عرق جبينه وله مهنة تؤمّن معيشة عائلة، ولكنّها قبلت الاقتران به بإرادتها التّامّة، علمًا أنّ مشيئة الرّبّ هي من جمعت هذا الثّنائيّ لتتحقّق من خلالهما بشرى الخلاص بتجسّد يسوع المسيح.

 

اليوم، كثيرون يحيون ذكرى خطوبتهم وآخرون يتحضّرون لإعلان ارتباطهم رسميًّا عبر خاتم الخطوبة قبل ارتباط العمر، ولكن إلى أيّ مدى نحن نتيح المجال للرّبّ كي يساعدنا في اختيار شريك حياتنا؟ هل نقول "نعم" لمشيئته؟

الله خلق الإنسان حرًّا وكلّما أفسح المجال أمام النّعمة الإلهيّة أن تتفاعل فيه وتقدّس حرّيّته، كلّما كانت قرارته مباركة من ربّ الأرباب. هو لن يختار عنّا وإنّما يسير معنا في رحلة البحث والتّمييز.

اليوم، وفي ذكرى خطوبة يوسف ومريم، دعوة إلى كلّ ثنائيّ لفحص الضّمير ومعرفة متى نقول الـ"نعم" ومع من نتبادلها. دعوة لكي نكرّم الشّريك على مثالهما ونحبّه كما أحبّ المسيح كنيسته وبذل نفسه من أجلها، ولعيش القداسة في العلاقة وصون العهد بوفاء واحترام.

المطلوب: ثقة وشجاعة، عطاء وتضحية، حوار وتفاهم، صدق وشفافيّة، قبول الآخر كما هو، اتّفاق وتوافق؛ وفوق كلّ ذلك، المطلوب: إيمان لا نخجل أن نبرزه ونعيش وفقًا لما يبثّه من مبادئ وتعاليم، ولا بدّ لنا أن نثق بالمزمور القائل: "فإن لم يبنِ الرّبّ البيت، فباطلاً يتعب البنّاؤون".