لبنان
01 تموز 2019, 07:52

في جبيل... "مسيحنا المثال"

برعاية البطريرك المارونيّ مار بشارة بطرس الرّاعي، احتفل المجلس الثّقافيّ في بلاد جبيل بصدور كتاب "مسيحنا المثال" للشّاعر جورج شكّور، في قاعة البطريرك الحويّك في مدرسة مار يوسف- جبيل، شارك فيه راعي أبرشيّة جبيل المارونيّة ممثّلاً البطريرك الرّاعي، وحضرته شخصيّات وفعاليّات عديدة.

 

وللمناسبة، ألقى المطران عون كلمة جاء فيه نقلاً عن "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "أولاني صاحب الغبطة والنّيافة شرف تمثيله في هذا الاحتفال الّذي دعا إليه المجلس الثّقافيّ في بلاد جبيل للاحتفال بصدور ملحمة "مسيحنا المثال" للشّاعر الكبير الأستاذ جورج شكّور. وقد كتب غبطته في البركة الرّسوليّة الّتي وجّهها إلى الشّاعر مبيّنًا روعة هذه الملحمة الشّعريّة الّتي هي قراءة معمّقة وتأمّليّة في النّصوص الإنجيليّة وأحداثها، فهنّأه عليها، متمنّيًا عليه أن يسجّلها بصوته، لأنّ الشّعر بصوت صاحبه يكسب قيمة مضافة ويولّد شوقًا إلى السّماع المقرون بالقراءة.
لقد قدّم لنا الشّاعر جورج شكّور البشارة الإنجيليّة في قالب شعريّ ممتع يقود القارئ بعمقه إلى الغوص في السّرّ الإلهيّ الّذي تجلّى في تعاليم الرّبّ يسوع وآياته. لم يغفل أيّ من التّفاصيل الأساسيّة في كلّ نصّ، بل أضاف في قراءته الشّعريّة بعدًا يطال العاطفة والقلب، ويدعو القارئ بطريقة غير مباشرة إلى أن يلتزم بالتّعاليم السّامية الّتي يتأمّل بها، ويساعده بطريقة محبّبة إلى أن يستقبل البشرى السّارّة الّتي تنقلها الأناجيل إلى المؤمنين. من خلال هذه الأبيات والصّور الشّعريّة الّتي تقود من يقرأها أو يسمعها إلى تخيّل الحدث الإنجيليّ والغوص في تفاصيله، يظهر جليًّا كم تأمّل شاعرنا في الإنجيل المقدّس الّذي تآلف معه وتبنّاه شكلاً ومضمونًا.
يصادف أنّ اليوم الّذي نحتفل فيه بصدور الملحمة هو عيد الرّسولين بطرس وبولس عمودي الكنيسة، وكلّنا يعلم أنّ الرّسولين ذهبا في الأقطار كلّها يعلنان الكلمة، كلمة الحياة، لأنّ الكلمة هي دائمًا في أساس الإيمان، ويقول الرّسول بولس كيف يؤمنون إن لم يسمعوا، وكيف يسمعون من دون مبشّر، ولم يكن بطرس خطّيبًا ولا كاتبًا، بل كان مجرّد صيّاد سمك، ولكن الرّبّ يسوع اختاره ليكون الأوّل بين الرّسل، ويتجلّى بطرس الرّسول بصورة الرّسول المرسل لكي ينقل اختبارًا والحبّ الّذي اختبره مع السّيّد. ومن جهة بولس الرّبّ اختاره، وعندما التقى به وتعرّف إليه فهم أنّه لم يكن يعلم شيئًا عن الإيمان بالرّغم من معرفته بالكتاب المقدّس.
أضمّ صوتي إلى صوت صاحب الغبطة والنّيافة الّذي عبّر عن أهمّيّة هذا الكتاب في زمن تتزايد فيه روح العلمنة وفي زمن يتزايد فيه عدد المسيحيّين الّذين يجهلون إنجيل ربّنا يسوع المسيح. فأطلب من الرّبّ يسوع، "الكلمة الّذي صار بشرًا" أن يكافئ شاعرنا الأستاذ جورج شكّور على نقل بشرى الإنجيل بالأسلوب الشّعريّ، السّهل الممتنع، متمنّيًا لهذه الملحمة الانتشار الكبير، فتصل فائدتها الرّوحيّة إلى العديد من أبنائنا وبناتنا. كما أتمنّى أن يكون هذا الكتاب حافزًا للعديد من القرّاء محبّي الشّعر للعودة إلى مطالعة الإنجيل والتّأمّل فيه، لأنّه كتاب الحياة بامتياز، وهو يحمل بين دفّتيه كنز الحياة الحقيقيّ الّذي يساعد الإنسان على العيش في المحبّة والسّير في النّور بهدي الكلمة الّتي تقودنا إلى الحقّ كلّه".
وتخلّل الاحتفال كلمات وأبيات شعريّة من وحي المناسبة.