في المئويّة الثالثة للشراكة مع روما... البطريرك العبسي: نحن نفقد الثقة
وأضاف: "نحن في المئويّة الثالثة للشراكة مع كنيسة روما، نطلب منكم يا صاحب الغبطة، أن تُكرَّسَ كنيستُنا الرُّوميّة الملكيّة للمعزِّي الروح القدس، كي تكون منارةً للصَّلاة والحوار والتَّلاقي بين أبناء المسيح، في الكنيسة الجامعة، فتكونَ الصَّوتَ الصّارخَ في وجهِ الباطل والظّلم، والقهر والحرمان، وكلُّنا على يقين، من أنَّ الصّعوبات والمشقّات والصُّلبان، ولا بدَّ منها في الحياة، لا ولن تُثْنيَ مِن عزمِكُم ومُضيِّكم في العملِ والجهاد، بعونه تعالى، وبشفاعة أُمِّنا العذراء مريم، سيّدة الخدمة الصالحة".
وختم: "باسمي، وباسم آباء الأبرشيَّة وأبنائها، وباسم العَمدَة الرُهبانيّة والأخوات الرَّاهبات جميعهنّ، وباسم هذا الحفل الكريم، نُرحِّبُ بكم، ونُهنّئ أنفسَنا بقدومِكم نرفعُ صلاتَنا بالشُّكر والحمد لله، مَن يفيضُ نِعَمَهُ علينا غزيرةً، ونتطلّعُ، إلى أن يكون لنا في هَذِهِ الأبرشيَّةِ المحروسة من الله، مطرانًا أصيلا، في القريب العاجل، يظهرُ خادمًا وراعيًا أمينًا على قلب الله".
من جهته، أكّد البطريرك يوسف العبسي في كلمته، أنّه: "بوحدةَ الكنيسة وبالصلاة والتأمّل والتفكّر نتذكّر تاريخَ استعادة كنيستنا الشركةَ مع الكرسي الرسوليّ الرومانيّ في العام 1724، على أن نؤمّ هذا الدير المبارك الغاليَ على قلبنا، بصحبة لفيف كريم من الإخوة الأساقفة ومن الأبناء الكهنة والرهبان والراهبات، بعد انتظار طال إنّما من دون أن يُخفّفَ الشوقَ أو يُضعِفَ التمنّي. ثمّ الشكرُ لكنّ أيّتها الأخوات الفاضلات على الاستقبال البنويّ القلبيّ الصادق الذي صنعتنّه لنا مع مَن عاونكنّ ويسّر لكنّ وشارككنّ وأظهر معكنّ ما في قلوبكنّ من محبّة كبيرة نقيّة راهنة للكنيسة".
وتابع: "أيّها الأحبّاء، نعاني اليوم من بين ما نعانيه أزمةَ ثقة. أبناؤنا يفقد بعضهم الثقة بنا ولكلّ سببُه أو أسبابه وصاروا لذلك بعيدين عنّا.
إنطلقت هذه الرهبنة عام 1954 على يد المثلّث الرحمة المطران يوسف المعلوف راعي أبرشيّة بعلبك للروم الملكيّين الكاثوليك، للقيام بالأعمال الصالحة فسمّيت "رهبنة سيّدة الخدمة الصالحة".
وشدّد" "أجل ما يميّز بناتنا وأخواتنا الفاضلات اللواتي نحتفل معهنّ بهذا العيد المقدّس هو أنّ خدمتهنّ هي صالحة، مستقاة من السيّد المسيح الراعي الصالح والمعلّم الصالح الذي علّمنا كيف تكون الخدمة صالحة.
في العالم خدمات كثيرة ومتنوّعة وأناس كثيرون يعملون في هذه الخدمات. خدمات تقوم على تتميم الواجب، وفي أفضل الحالات على القيام بالعمل المطلوب خيرَ قيام. غير أنّ الخدمة الصالحة التي وضع الربّ يسوع أساسها مختلفة. إنّها خدمة المحبّة التي لا ترتبط بوظيفة أو بواجب بل تنبع رأسًا من القلب وتأتي من الكبير إلى الصغير، من القويّ إلى الضعيف، من الكامل إلى الناقص، من المكتفي إلى المحتاج."
وختم العبسي قائلًا: "بهذه الغاية، بهذه الرؤية، بهذه الفضيلة، أراد المؤسّس أن تتميّز الرهبنة الذي كان مزمعًا أن يطلقها. ولكي تكون هذه الميزة مترسّخة وحاضرة دومًا في أذهان الراهبات لم يبنِ لهنّ الدير في مدينة أو بلدة أو حتّى قرية، أو بالقرب منه أو من رعيّته بل في مكان منعزل فقير يكاد يشبه المزرعة، كلُّ شيء فيه وكلّ حيّ في حاجة إلى خدمة، إلى محبّة، إلى حنان، فيه خصوصًا أناس طيّبون استطاعت الراهبات أن يُنشئن معهم عَلاقات صافية نقيّة من الوِدّ والصداقة والأخلاق الدمثة والتعاون البنّاء، وأن يتقاسمن معهم ما في السرّاء وما في الضرّاء، فكنّ وكانوا مثالًا في كيف يعيش المرء منفتحًا متقبّلًا مفتخرًا فرحًا بمن يريه وجهًا آخر من الأشياء والحياة، وكنّ نموذجًا حيًّا رائعًا من نماذج كنيستنا الروميّة الملكيّة الكاثوليكيّة التي لا تعرف الانكماش والفئويّة والاستئثار والتقوقع وما إلى ذلك."