لبنان
09 حزيران 2022, 09:30

في الذّكرى الـ25 لزيارة القدّيس يوحنّا بولس الثّاني مؤتمر لكاريتاس لبنان يجمع رؤساء الطّوائف

تيلي لوميار/ نورسات
بمناسبة مرور 25 سنة على زيارة البابا القدّيس يوحنّا بولس الثّاني، نظّمت رابطة كاريتاس لبنان مؤتمرًا تحت عنوان "بيتنا المشترك، لبنان الرّجاء" برعاية البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي، وبالتّعاون مع الرّهبانيّة المارونيّة المريميّة واللّجنة الأسقفيّة للحوار المسيحيّ- الإسلاميّ في لبنان، في مسرح البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي– دير سيّدة اللّويزة.

حضر المؤتمر كلّ من رؤساء ومندوبي الطّوائف والمذاهب اللّبنانيّة، مفتي الجمهوريّة اللّبنانيّة الشّيخ الدّكتور عبد اللّطيف دريان ممثّلاً بالشّيخ الدّكتور زهير كبي مدير عام صندوق الزّكاة، شيخ عقل طائفة الموحّدين الدّروز في لبنان الشّيخ الدّكتور سامي أبي المنى ممثّلاً بالشّيخ سامي عبد الخالق، العلّامة الشّيخ علي الخطيب نائب رئيس المجلس الإسلاميّ الشّيعيّ الأعلى في لبنان ممثّلاً بالبروفسور فرح موسى عميد كلّيّة الدّراسات الإسلاميّة في الجامعة الإسلاميّة، الشّيخ محمّد عصفور القائم برئاسة المجلس الإسلاميّ العلويّ ممثّلاً بالشّيخ يحيا يماما، بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للسّريان الكاثوليك يوسف الثّالث يونان ممثّلاً بالنّائب العامّ لأبرشيّة بيروت البطريركيّة ورئيس اللّجنة الأسقفيّة للحوار المسيحيّ الإسلاميّ في لبنان المطران مار ماتياس شارل مراد، بطريرك  الرّوم الملكيّين الكاثوليك يوسف العبسيّ ممثّلاً بالأرشمندريت غريغوار ساسين، بطريرك السّريان الأرثوذكس والرّئيس الأعلى للكنيسة السّريانيّة في العالم مار أفرام الثّاني ممثّلاً بالنّائب البطريركيّ المطران ميخائيل شمعون، كاثوليكوس آرام الأوّل كيشيشيان للأرمن الأرثوذكس ممثّلاً بمساعد الكاثوليكوس الأب سركيس إبراهيم، راعي الكنيسة الكلدانيّة في لبنان المطران ميشال قصارجي ممثّلاً بنائبه المونسنيور روفائيل طرابلسي، النّائب الرّسوليّ ورئيس الكنيسة اللّاتينيّة في لبنان المطران سيزار أسايان، رئيس المجلس الأعلى للكنيسة الإنجيليّة في لبنان القسّ جوزيف قصّاب ممثّلاً بالقسّ جوزيف مراد، رئيس الكنيسة الآشوريّة في لبنان المتروبوليت ميليس زيّا ممثّلاً بالأب جورج يوحنّا، رئيس كنيسة الأقباط الأرثوذكسيّة في لبنان القسّ الأنطونيّ أندراوس، الأمين العامّ للهيئة الوطنيّة العليا للسّجون ممثّلاً بالقسّ فريد لحّود، مرشد عامّ السّجون في لبنان المنبثقة عن الأب الدّكتور جان مورة ممثّلاً بأمين سرّ لجنة الإعلام والصّحافة الصّحافيّ جوني الصّديق، المرشديّة العامّة للسّجون في الكنيسة الإنجيليّة في لبنان ممثّلاً بالأستاذ جورج غزال، الآباء المدبّرين في الرّهبانيّة المارونيّة المريميّة ورئيس دير سيّدة اللّويزة الأب وليد موسى وجمهور الدّير، كرم أبي يزبك المنسّق العامّ لكاريتاس الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا، مدراء رابطة كاريتاس، رئيس إقليم رابطة كاريتاس في كسروان، منسّق وأعضاء لجنة الشّبيبة في المجلس الرّسوليّ العلمانيّ للكنيسة الكاثوليكيّة في لبنان.  

إفتتح المؤتمر بنشيد الوطنيّ اللّبنانيّ مع جوقة سيّدة اللّويزة بقيادة الأب خليل رحمة.  

رحّب رئيس عامّ للرّهبانيّة المارونيّة المريميّة الأب العامّ بيار نجم، بالمؤتمرين باسم رئيس اللّجنة الأسقفيّة للحوار المسيحيّ- الإسلاميّ المطران شارل مراد والأب ميشال عبّود رئيس رابطة كاريتاس لبنان، قائلاً:

نجتمع اليوم من كافّة العائلات الرّوحيّة الّتي تشكّل نسيج وطننا، لنعلي معًا صرخة نحو العليّ، أن يبقى في قلب شبيبتنا الرّجاء، ونكرّر ما قاله يوحنّا بولس الثّاني في رسالته العامّة، رجاء جديد للبنان، "يبقى الرّجاء حيًّا فيهم، على الرّغم من كلّ شيء".

تحدّث الأب عبّود عن البيت المشترك حيث نعيش، في الأرض الّتي تؤمن أنّها تجمع المسيحيّين والمسلمين معًا بعيدًا عن التّطرّف والعنف الّذي يسيء إلى العيش المشترك، والعملِ على ما يجمعُ اللّبنانيّين في شعبٍ واحدٍ وأُخوةٍ مشتركة ليكونوا شركاء في بناء البلدِ ودفعهِ إلى المزيد من التّعاونِ والتّفاهُمِ لخدمةِ لبنان".  

وأضاف الأب عبّود: "لا يكفي أن نتَكلمَ عن العيشِ المشتركِ، عن العيشِ الواحِدِ، عن العيشِ معًا. عن المحبّةِ لبعضِنا البعض. يجب أن نُعَّلِمُ. هذا ما نُريدهُ اليومَ. وإذا كنّا نجتمِعُ اليومَ ليسَ للمِثاليّات وإنّما للعيشِ في العُمقِ. فكُلُ واحدٍ منّا يقفُ وقفةَ ضميرٍ. ماذا تفعل حتّى تخلُقَ هذا الجوَ منَ الحُبِّ. أين هي مدارِسُنا؟ أينَ هي مَعاهِدُنا، وأينَ هي بيوتُنا من حالِ المحبّةِ فيها."

دعا المنسّق العامّ لشبيبة كاريتاس لبنان بيتر محفوظ في كلمته الجميعَ إلى "الاتّحادِ والسّيرِ معًا من أجلِ إنماءِ وازدهارِ بيتِنا المشترك لبنان. والشّبيبة هي أفضلِ الطّرقِ للقيامِ بهذا العملِ الّذين هم قادةُ المستقبل"، وقال: "الشّبيبةُ نبضُ الوطنِ، وكما قالَ البابا فرنسيس: هُمُ الحاضرُ والمستقبَلُ، فهمْ يملكونَ طرقًا خلاقةً وحماسًا قويًّا للتّغيير".  

أضاء رئيس اللّجنة الأسقفيّة المطران مار ماتياس شارل مراد بكلمته على الإرشاد الرّسوليّ "رجاء جديد للبنان" الّذي شاء البابا القدّيس يوحنّا بولس الثّاني أن يرسي من خلاله أسسًا واضحةً لهذا الوطنِ الّذي أحبَّ وحملَ في قلبِه وتفكيرِه وصلاتِه، وممّا قاله: "لم يكنِ الإرشادُ الرّسوليُّ بحدِّ ذاتِهِ إنجيلاً، وليس مُنزلاً بالطّبعِ، لكنّه رسَمَ في حينِهِ خارِطةَ طريقٍ لتثبيتِ هويّةِ لبنانَ وتفعيلِها من خلالِ دعوةِ المسيحيّينَ إلى التّجدُّدِ في الإيمانِ بمسيرةِ صلاةٍ وتوبةٍ وارتدادٍ من جهةٍ، ودعوةِ المسيحيّينَ والمسلمينَ والدّروزَ إلى التّعاونِ والتّفاهُمِ والاعترافِ الحقيقيّ بالحرّيّاتِ الجوهريّةِ من جهةٍ أخرى. إنّه بمثابةِ دستورِ حياةٍ للبنانَ في كلّ أطيافِهِ ومكوّناتِه."

في ختام المؤتمر، تلا الرّاهب المريميّ الأب مارتن عيد نصّ البركة الرّسوليّة للبطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي والّتي شملت رئيس رابطة كاريتاس لبنان الأب ميشال عبّود.  

بعد ذلك زارت الوفود الرّسميّة كنيسة الدّير الأثريّة حيث اطّلعت على الإرث الكنسيّ التّاريخيّ للرّهبنة واستمعت إلى شرح مفصّل من الأب مارتن عيد حول تاريخ الدّير والمخطوطات الموجودة فيه.  

شاركت الشّبيبة في حلقات حوار حول مواضيع تحاكي تطلّعات الشّبيبة، كفن المناقشة، مع الإعلاميّ ماجد بو هدير، والمسرح والتّلفزيون في خدمة الهويّة اللّبنانيّة، مع البروفسور لينا جبران، وموضوع الفنّ ساحة مشتركة، مع الكاتب والمخرج والأستاذ الجامعيّ جيسكار لحّود، والكوميديا والانتقاد البنّاء، مع الأستاذ الجامعيّ نبيل عسّاف، والموضوع الأخير "كيف نبني بيتنا المشترك" مع الشّدياق جاد مفرّج من جمعيّة أديان  

بعد ورش العمل صدرت عن المؤتمرين التّوصيات التّالية :

1- الحفاظ وحماية التّنوّع الدّينيّ الّذي يتمتّع به لبنان باختلاف طوائفه.  

2- أهمّيّة التّعايش حتّى في الأزمات والظّروف غير المستقرّة، من خلال التّعاون بين كافّة الأطراف والمواطنة اللّبنانيّة.

3- التّغلّب على الطّائفيّة السّياسيّة هو أمر مهمّ من أجل أن يرقى البلد إلى مستوى الطّموح في أن يصبح دولة مدنيّة تقوم على سيادة القانون.

4- تفكيك شبكة الولاءات الدّينيّة المتطرّفة والتّركيز على المواقف الاجتماعيّة المشتركة لتعزيز آفاق المواطنة والعيش المشترك.

5- لبناء بيتنا المشترك، علينا إقامة مجتمع شموليّ يمكن أن ينمو في ظلّه التّنوّع الدّينيّ الموجود والنّاشىء بكلّ حرّيّة ومن دون أيّ تمييز.

6- الإحترام المتبادل يولد الثّقة المستدامة عبر الحدود الدّينيّة والطّائفيّة والسّعي لتوسيع نطاق التّعاون بين الأديان.

7- الإلتزام بالحوار بين الأديان وتعزيز روح العيش المشترك والتّعاون وإظهار بأشكال متعدّدة الاهتمامات المشتركة كالسّياسة والفنّ، والخدمات الاجتماعيّة، والانتماء للوطن.

8- من أهمّ العوامل الّتي سمحت بالحفاظ على تماسك البلاد هي المواطنة اللّبنانيّة المشتركة وليس المعتقد الدّينيّ أو الطّائفيّ الواحد وهذا العامل يساعد بالحفاظ على البنية المدنيّة وتطويرها.

9- صون التّنوّع الدّينيّ وتنميته في وجه التّهديدات الخارجيّة وفي ظلّ التّحدّيات الدّاخليّة، والاستعداد لإجراء إصلاحات.

10- الجرأة في الوقوف بوجه الاعتداءات الّتي تطال العيش المشترك.

وفي الختام رفعت صلاة مشتركة للرّبّ جمعت المرجعيّات المسيحيّة والإسلاميّة .