العراق
01 تشرين الثاني 2023, 06:00

في الذّكرى السّنويّة الثّالثة عشرة لمذبحة كاتدرائيّة سيّدة النّجاة، رسالة من البطريرك يونان!

تيلي لوميار/ نورسات
وجّه بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان رسالة أبويّة إلى رئيس أساقفة بغداد وأمين سرّ السّينودس المقدّس المطران أفرام يوسف عبّا، وإلى الآباء الخوارنة والكهنة والمؤمنين في أبرشيّة بغداد، وذلك لمناسبة الذّكرى السّنويّة الثّالثة عشرة لمذبحة كاتدرائيّة سيّدة النّجاة في بغداد، كتب في سطورها:

"تمرّ بنا اليوم الذّكرى السّنويّة الثّالثة عشرة للمذبحة الرّهيبة والمريعة الّتي وقعت في كاتدرائيّة سيّدة النّجاة- أمّ الشّهداء في بغداد، خلال القدّاس الإلهيّ بمناسبة عيد جميع القدّيسين، مساء الحادي والثّلاثين من شهر تشرين الأوّل من العام ٢٠١٠، والّتي أدّت إلى استشهاد الكاهنين الشّابّين ثائر عبدال ووسيم القسّ بطرس وكوكبة من ستّةٍ وأربعين من أبنائنا وبناتنا المؤمنين الأحبّاء، فضلاً عن الجرحى والمصابين.

نعم، إنّها ذكرى مؤلمة، لكنّنا أبناء الرّجاء بالرّبّ يسوع، لذا نرفع أنظارنا إلى السّماء، مناجين الرّبّ وسائلينه أن ينهي محنة الإضطهاد الّتي يعانيها المسيحيّون في شرقنا. ونسأله، وهو الرّبّ القدير، والقيامة والحياة، أن يرحم نفوس شهدائنا وشهيداتنا، ويجعلهم ثمار المعونات والبركات والخيرات، على حدّ قول آبائنا السّريان في تأمّلاتهم عن الشّهداء: «ܕܳܡܶܝܢ ܣܳܗܕ̈ܶܐ ܠܺܐܝܠܳܢ̈ܶܐ܆ ܕܰܢܨܺܝܒܺܝܢ ܥܰܠ ܡܰܒܽܘ̈ܥܶܐ܆ ܐܺܝܠܳܢ̈ܶܐ ܝܳܗܒܺܝܢ ܦܺܐܪ̈ܶܐ܆ ܘܣܳܗܕ̈ܶܐ ܡܰܪܕܶܝܢ ܥܽܘܕܪ̈ܳܢܶܐ»، وترجمته: "يشبه الشّهداء الأشجار المغروسة على الينابيع، الأشجار تعطي الثّمار، أمّا الشّهداء فيمنحون المعونات".  

إنّنا نتوجّه إليكم ونشارككم بالقلب والرّوح، مع الأحبّاء من أبناء أبرشيّتكم وبناتها، وذوي الشّهداء والجرحى من المؤمنين، وجميع المشاركين معكم في الذّبيحة الإلهيّة الّتي ترفعونها في الكاتدرائيّة عينها، وفي مقدّمتهم سيادة أخينا الحبر الجليل مار يوحنّا بطرس موشي الجزيل الاحترام، رئيس الأساقفة السّابق لأبرشيّة الموصل وتوابعها ومستشار الأبرشيّة، راحةً لنفوس هؤلاء الشّهداء الأبطال الّذين قدّموا ذواتهم ذبائح محرقة على مذبح محبّة الرّبّ يسوع والإخلاص له والشّهادة للإيمان به حتّى الموت، مقتدين به وهو القائل: "ما من حبٍّ أعظم من هذا، أن يبذل الإنسان نفسه في سبيل أحبّائه" (يوحنّا 15: 13).

كما نرجو معكم، يا أخانا صاحب السّيادة مار أفرام يوسف عبّا، ومع جميع أفراد الإكليروس والمؤمنين، أن تكتمل دعوى تطويبهم لدى مجمع دعاوى القدّيسين في الكرسيّ الرّسوليّ، كي نتمكّن من الاحتفال بإعلان تطويبهم ورفعهم على المذابح في أقرب وقت، ونحن فخورون ببطولتهم، وراسخون في الإيمان، وثابتون في الرّجاء، لأنّ الرّبّ الفادي وعدنا أن يبقى معنا في حياتنا ومماتنا، ووعده هذا لا ولن يخيب أبدًا!

إلى الرّبّ يسوع نضرع كي ينشر السّلام والأمان والازدهار في العراق، وينعم جميع مواطنيه، وبخاصّة أبناء شعبنا المسيحيّ، بالطّمأنينة والاستقرار، بشفاعة والدته مريم العذراء سيّدة النّجاة، وجميع قدّيسينا وشهدائنا الأبرار.

نختم بمنحكم بركتنا الرّسوليّة عربون محبّتنا الأبويّة، والنّعمة معكم."