لبنان
21 نيسان 2021, 13:50

في الذّكرى الثّامنة لاختطاف مطراني حلب، رسالة من أمين عامّ اللّقاء الأرثوذكسيّ ورئيس الرّابطة السّريانيّة

تيلي لوميار/ نورسات
في الذّكرى الثّامنة لاختطاف مطراني حلب بولس يازجي ويوحنّا ابراهيم في 21 نيسان/ إبريل 2013، وعوضًا عن إقامة اللّقاء التّضامنيّ السّنويّ التزامًا بالتّدابير الصّحّيّة، وجّه كلّ من أمين عامّ اللّقاء الأرثوذكسيّ النّائب السّابق مروان أبو فاضل ورئيس الرّابطة السّريانيّة أمين عامّ اللّقاء المشرقيّ الملفونو حبيب افرام رسالة في لقاء مشترك من مقرّ اللّقاء الأرثوذكسيّ في الأشرفيّة.

من جهته، وجّه أبو فاضل رسالة جاء فيها: "بالرّغم من هول الكوارث الّتي عصفت بلبنان واللّبنانيين من زلزال المرفأ ومحيطه واستشراس الوباء ووطأة الضّائقة الاقتصاديّة الماليّة على كاهل اللّبنانيّين وفي ظلّ خمول حكوميّ مطبق، وفي خضمّ صراعات سياسيّة داخليّة عقيمة مقزّزة، تأتي الذّكرى الثّامنة لغياب المطرانين المخطوفان بولس يازجي ويوحنّا ابراهيم، فللسّنة الثّامنة يضنينا أسركما ويوجعنا غيابكما وتخجل كلماتنا من مخاطبتكما، لأنّها إن لم تقترن بالأفعال تبقى مجرّد كلمات فيها الكثير من الأمنيات. أمّا بالنّسبة لنا فنحمّل قضيّة خطفكما وأسركما إلى أمم لا تريد أن تسمع ولا تتكلّم ولا ترى.

يا سيّدينا الحبيبين المخطوفين بولس ويوحنّا، سيبقى شعارنا "لن ننسى ولن نسكت" ينبض في وجداننا في زمن الصّوم الّذي هو بالنّسبة للأرثوذكسيّين زمن الحزن البهيّ، إلّا أنّ طول غيابكما يتيح للحزن أن يطغى على القلوب لكنّه لن يقضي على رجاء الالتقاء. فكما أنّنا نتوق إلى رؤية وجه المسيح القائم منتصرًا على الموت، نجدنا توّاقين لرؤية انتصاركما على ظلمة الأسر والغياب.

ولكنّنا لن نستسلم للحروب والاعتداءات ومحاولات تفريغ المشرق من مسيحيّيه فنحن ملح الأرض وقرارنا الصّمود والبقاء. لن نتكلّم هذه السّنة وكعادتنا في هذه المناسبة بالسّياسة، فعوضًا عن ذلك اخترنا الوقوف إلى جانب أهلنا بكافّة الوسائل المتاحة لدينا لمؤازرتهم وبلسمة جراحهم.

وختامًا نرفع صلاتنا إلى الرّبّ ليحقّق أمانينا في تحريركما لنحتفل معكما بعيد الفصح المجيد كاسرين كمن يكسر أبواب الجحيم، صمت الضّمير العالميّ المطبق بقولنا: المسيح قام... حقًّا قام."

أمّا أفرام فقال: "المطران المخطوف يوحنّا إن حكى

لا تخافوا، أنا معكم، أنا حامل إرث أنطاكية، لا يمكن أن أخسر،

أنا إمّا أعود مكلّلاً بالنّصر محرّرًا من أيدي الجهلة

أو شهيدًا مرتفعًا إلى مجد أنّي خدمت حتّى الدّمّ،

لا تخافوا، أنا لست القضيّة، أنتم القضيّة،

الوطن الّذي أعطيناه عمرنا لا بدّ أن يعود

الكنيسة الّتي هي إيماننا وصخرتنا لن تقوى عليها أبواب الجحيم

شعبنا رغم القهر والتّهجير والغربة والتّفتّت سيبقى تحت الشّمس ولن يندثر

الشّرق لن تأكله النّار ولا الإرهاب ولا التّكفير ولا التّسلّط .

ما السّنوات الثّمانية من روزنامة الدّنيا؟ كأنّها طرفة عين !

ما الأسر ما الضّيقة ما الاعتقال ما العذاب؟

نحن أبناء من صلب وقام، من غفر لمن خانوه وسلّموه، من قال أنا هو الحقّ والحياة من آمن بي وإن مات فسيحيا .

أعرف أنّ بعضكم قد خاف، أو يئس، أو تنكّر، أو نسي، أو تغافل، أو حتّى تآمر، وأنا أسامحكم كلّكم

وأعرف أكثر أنّ هناك من يحمل قضيّة الإنسان وكرامته وحرّيّاته، وهي هي قضيّتي، ونحن رفاق مسيرة ووفاء.

وكنّا نعرف أنّنا خراف في عالم ذئاب، وأنّ لا أمم متّحدة، ولا مجلس أمن، ولا عالم حرّ، ولا حقوق، ولا كرامة إنسان، ولا قيم ولا مبادئ،

إذا كان الله يتدخّل في مسار التّاريخ مباشرة أو لا، فأنا أصلّي كلّ يوم قائلاً: "أبانا الّذي في السّموات لتكن مشيئتك ".

سنلتقي، غدًا في ساحة تحرير، أو بعده في انتصار أوطان، أو أبعد في جنّة الإله."