أوروبا
10 آذار 2022, 14:30

في الأسبوع الثّاني من الحرب على أوكرانيا، رسالة من رئيس أساقفة الرّوم الكاثوليك في كييف!

تيلي لوميار/ نورسات
مع بداية الأسبوع الثّاني من الحرب على أوكرانيا، وجّه رئيس أساقفة كنيسة الرّوم الكاثوليك في كييف المطران سفياتوسلاف شفشوك رسالة مصوّرة إلى المؤمنين قال فيها بحسب "فاتيكان نيوز":

"المجد ليسوع المسيح! إخوتي وأخواتي الأعزّاء في المسيح، اليوم هو التّاسع من آذار مارس 2022. اليوم نبدأ الأسبوع الثّاني، اليوم الرّابع عشر من الحرب: الدّمويّة، اللّا-إنسانيّة، والوحشيّ. نرى في هذه الحرب أنّ المدنيّين قد أصبحوا في الواقع ضحاياها الأساسيّين. فالأكثر تضرّرًا هم سكّان المدن والقرى: الفئات الضّعيفة، والنّساء، والأطفال، والمسنّين.

إنَّ المجلس الأوكرانيّ للكنائس والمنظّمات الدّينيّة، الّذي يضمّ 95% من الجماعة الدّينيّة الأوكرانيّة بأكمله– الممثّلة بالكنائس الأرثوذكسيّة والكاثوليكيّة والجماعات البروتستانتيّة والمنظّمات الدّينيّة اليهوديّة والمسلمة- يرفع صوته دفاعًا عن السّكّان المدنيّين الأبرياء في أوكرانيا. بالأمس وجّهنا نداءً خاصًّا إلى المجتمع الدّوليّ، حيث أوضحنا، وروينا كيف ينتهك المعتدي القواعد الإنسانيّة الدّوليّة للحرب... إنَّ السّكّان المدنيّون في الواقع، هم الضّحيّة الرّئيسيّة لهذا العدوان.

تحت القصف، يتمُّ تدمير تراثنا الرّوحيّ، ومباني العبادة، وقيمنا الرّوحيّة والثّقافيّة... ويُقتل كهنة ومتطوّعون، وجميع الّذين يحاولون بطريقة ما التّخفيف من معاناة هذا الشّعب الأوكرانيّ النّازف؛ واليوم، كما لم يحدث من قبل، تتّحد جميع الكنائس في أوكرانيا في جهودها للدّفاع عن شعبها وحمايته. اليوم، أحثّ بشكل خاصّ أبناء وبنات كنيسة الرّوم الكاثوليك الأوكرانيّة على استقبال ممثّلي الكنائس والمنظّمات الدّينيّة الأخرى بقلب مفتوح، لأنّه في ظروف مثل هذه الكارثة، تُصاغ وحدة الكنيسة الأوكرانيّة، وحدة في خدمة شعبها المتألّم.

علينا أن نفعل كلَّ ما بوسعنا اليوم لنجعل صوت الكنائس مسموعًا في العالم، لكي يسمع العالم صراخ أوكرانيا! ولكي يرى العالم أنهار الدّماء وبحر الدّموع الّتي تُراق اليوم على الأرض الأوكرانيّة! اليوم، أصبحت جميع جماعاتنا وجميع رعايا كنيسة الرّوم الكاثوليك الأوكرانيّة مراكز للخدمة الاجتماعيّة. هناك، حيث توجد الحرب... حيث تسقط القنابل... في كييف، خاركيف، تشيرنيهيف، سومي، ميكولايف... نحاول أن نفعل كلّ ما بوسعنا لكي ننقذ السّكّان المدنيّين، من ناحية، ولتوصيل المساعدات الإنسانيّة من ناحية أخرى؛ فنزوِّد شعبنا بالغذاء والدّواء، ونخرج الّذين عليهم أن يُخلوا منطقة القتال. فيما في مناطق أخرى من أوكرانيا، يتمّ افتتاح عدد لا يحصى من المراكز، حيث نستقبل النّازحين ونقدّم لهم المساعدة اللّازمة. وخلال هذه الأيّام هذه الأيّام، سنقوم مع موفد البابا فرنسيس، الكاردينال كونراد كراييفسكي، بزيارة مراكز المساعدة للمدنيّين لكي يصبح قرب الاب الأقدس ملموسًا إزاء معاناة الشّعب الأوكرانيّ.

اليوم سنحتفل بعيد نبيِّ الشّعب الأوكرانيّ تاراس شفينشينكو. إنَّ كلماته قد ساعدتنا على الدّوام لكي نستعيد القوى وبالتّالي لكي نحقّق مشروع الله لشعبنا. إنَّ كلماته اليوم حول المصير لها مكان خاصّ في قلبي؛ يتردّد اليوم بشكل خاصّ صدى كلمات تاراس شفيشنكو حول مصير أوكرانيا، فهو يقول لنا اليوم: "أنت لم تخدعني فقد أصبحت صديقًا وأخًا وأختًا للإنسان الفقير"، ويقول بعدها: "نحن لم نغتاب معك، بل كنّا ببساطة في مسيرة، وليس لدينا أيّ ذرّة زيف خلفنا. لنمضي يا قدري وصديقي الفقير الصّادق لنمضي قدمًا فأمامنا يوجد المجد، والمجد هو وصيّتي".

وإختتم المطران سفياتوسلاف شفشوك رسالته متمنّيًا في أن تتمكّن كلمات تاراس شفيشنكو الّتي تتحدّث عن مسيرة المجد من أن تصبح نور رجاء لأوكرانيا. وخلص قائلاً "لتكن بركة الرّبّ معكم ولتحلَّ عليكم نعمته اليوم والى أبد الدّهور آمين المجد ليسوع المسيح".