لبنان
04 شباط 2025, 12:15

في أوّل سبت من كلّ شهر سلام من مزار سيّدة المنطرة في مغدوشة إلى العالم كلّه

تيلي لوميار/ نورسات
رفع رئيس أساقفة أبرشيّة صيدا للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران إيلي بشارة الحدّاد الصّلاة من أجل السّلام في بازيليك سيّدة المنطرة- مغدوشة، عاونه فيه لفيف من الكهنة بحضور فعاليّات.

وللمناسبة، كانت للمطران الحدّاد عظة جاء فيها بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "أنتم في مزارٍ عالميّ زاره يسوع ومريم أمّه. مزارٌ ينضمّ إلى الأراضي المقدّسة من حيث ورود ساحل صور وصيدا في الكتاب المقدّس. لهذا الموقع أهمّيّة كبرى في أصالة التّاريخ، حجمه حجم القدس وبيت لحم والنّاصرة، فلا تتردّدوا بالحجّ إليه وسيكون يسوع وأمّه بانتظاركم.

ندخل في نهج جديد بتأسيس القدّاس الإلهيّ كلّ أوّل سبت من الشّهر في هذه البازيليك في مزار سيّدة المنطرة- مغدوشة. كانت الفكرة محلّيّة أوّلًا بدعوة من جماعة يسوع ومريم، ثمّ أتتنا دعوة من مزار فاطمة في البرتغال على لسان العذراء مريم بتخصيص كلّ أوّل سبت من الشّهر لإحياء مئة عام على ذكرى الظّهورات المريميّة هناك، ففهمنا الرّسالة بأنّها مشيئة الأمّ العذراء أن يحيي هذا المزار ما عاشه مزار البرتغال. فقبلنا المشاركة في الرّسالة بفرحٍ كبير، بخاصّة وإنّ مزارنا قد رقّي منذ العام 2016 إلى عداد المزارات العالميّة، ويتحسّس بالتّالي نحو كلّ النّداءات العالميّة وبنوع خاصّ من أجل السّلام.

بعد ظهورات فاطمة العام 1917 والعام 1925 تحديدًا، ظهرت العذراء من جديد للوسيا في دير بونتيفردا في إسبانيا وطلبت الصّلاة لخمسة أيّام سبت متتالية للتّكفير عن الخطايا ضدّ قلبها الطّاهر. وقالت لها: "أنظري يا ابنتي قلبي المحاط بالأشواك الّتي من خلالها يجرحني النّاس بعدم عرفان الجميل وبإهاناتهم المتتالية ضدّ بتوليّتي وضدّ الأمومة الإلهيّة، وبسبب عدم تربية الأطفال على الإيمان وجعلهم غير مبالين مبغضين لمظاهر الدّين ولمحبّة مريم، سأكون على الرّغم من ذلك مرافقة للجميع في حين وفاتهم لأسهم بخلاص نفوسهم. وأدعو ذوي الإرادات الطّبّيّة الّذين يريدون تعزيتي أن يعترفوا لدى الكهنة بخطاياهم في أوّل سبتٍ من الشّهر ولخمسة سبوت متتالية، ثمّ يتناولون القربان المقدّس ويتلون المسبحة الورديّة. بعدها يتأمّلون معي لربع ساعة الأسرار الخمسة عشرة من الورديّة. وبذلك يعيدون السّلام إلى قلبي".

وفي العام 1939 طلبت لوسيا الصّلاة للسّلام في العالم. وبمبادرة من L’alliance Salve cordaعام 2016 دعت المؤمنين إلى تكريس كلّ أوّل يوم سبت من الشّهر خاصّة هذه السّنة اليوبيليّة لقدّاس من أجل السّلام وتحقيق رغبات مريم. وقد عملنا مع إدارة المزار في سيّدة المنطرة بخطوةٍ سابقة مع جمعيّة على خطى المسيح في الجنوب، وجماعة يسوع ومريم في مغدوشة وكهنة وقف المزار لإحياء هذا القدّاس الشّهريّ في الثّامن من كلّ شهر تذكارًا لعيد مولد العذراء، بمعزلٍ عن نيّة المؤسّسة كوردا. لكن وبتدخّل العناية الإلهيّة والتّواصل العفويّ مع أصدقاءٍ هنا وهناك، فهمنا الرّسالة الّتي أتتنا لاحقًا بأنّنا مدعوّون للمشاركة في نداء العذراء ليس فقط على الصّعيد المحلّيّ بل والعالميّ أيضًا، وقرّرنا الاحتفال بالقدّاس على نيّة السّلام يوم السّبت الأوّل من كلّ شهر".

وأعلن أنّه "سيكون مزار الأيقونة العجائبيّة في باريس محتفلًا بالمناسبة عينها ويجري التّواصل مع مزاراتٍ عديدة للغرض ذاته. وإلى جانب القدّاس تطلب مريم الاعتراف وصلاة المسبحة والمناولة وتأمّل شخصيّ بالأسرار الإلهيّة".

وأضاف: "إنّ موضوع الرّسالة في قلب مريم كان السّلام، نصلّي من أجل سلام العالم وكلّ منطقةٍ معرّضة للحرب والعنف وكلّ أشكال التّهميش والتّهجير والقتل والدّمار. فالغريب في الأمر، أنّه وبعد تقدّمٍ كبير على صعيد حقوق الإنسان والحفاظ على كرامته وتحقيق المساواة بين الرّجل والمرأة، وكلّ أشكال العدالة البشريّة من خلال أنظمةٍ عالميّة مدروسة، اندثر كلّ شيءٍ بدقائق معدودة. وعاد الإنسان إلى الخوف القابع في قلبه وإلى إظهار الحقائق المدفونة في أعماقه وكأنّه كان يجيد التّمثيل والتّمويه عن الواقع المتجذّر في المجتمعات. هذا ما نسمّيه بالحرب الباردة وقد تأخذ أسماء أخرى مشابهة. فالحروب كثيرة هذه الأيّام وفي بقع الأرض كلّها".

تعطينا مريم وعدًا بإنهاء الحروب في العالم وبتوبة الخطأة، وأنّها في حين وفاتنا تكون معنا. وبحسب البابا بندكتوس السّادس عشر بأنّ أسرار ظهورات فاطمة لم تكشف بعد بكلّيّتها. ونحن خارجون من الحرب والّتي جرحت سلامنا بالعمق، نتطلّع إلى سيّدة السّلام مريم العذراء كي تحمي لبنان، لا بل تحمي العالم بأسره من طوفان شهوة التّسلّط وإلغاء الآخر وخطايا الملاحم والمجازر بحقّ الإنسانيّة. فما شاهدته عيوننا في هذه المنطقة وفي العمق الجنوبيّ كان شديد العنف وهدّد السّلام ليس فقط في لبنان بل في العالم. لقد سقط الكثير من الشّهداء هنا وفي غزّة، نصلّي من أجلهم اليوم بنوعٍ خاصّ".

ودعا الجميع إلى أن "تكون هذه المحطّة قوتًا روحيًّا مفعمًا بالنّعم الخلاصيّة، وأن يصلّوا من أجل السّلام في لبنان والمنطقة العربيّة فلسطين وسوريا وكلّ بلدان الشّرق الأوسط والعالم".

وقال: "من مزار سيّدة المنطرة في مغدوشة سلام إلى العالم كلّه. ومن المزارات العالميّة للبنان ولمزار سيّدة المنطرة سلام. بعد اليوم سيأخذ مزارنا حلّة أكثر انفتاحًا وشموليّة، وهذا ما سينعكس في استقبال الحجّاج من الطّقوس المختلفة ليحتفلوا بطقوسهم لا بطقسنا فحسب. ويعيشوا لحظات الحجّ بحسب صلواتهم لا صلواتنا فقط. سوف يأتمنوننا على نواياهم لنصلّي معهم ومن أجلهم. كما سوف تكون نوايا حجّاجنا اللّبنانيّين محطّة صلاة في فاطما– البرتغال– ومزار الأيقونة العجائبيّة– باريس- على أمل أن تتعدّد المزارات المحتفلة من أجل السّلام العالميّ فتكبر حلقة المصلّين. فأهلًا وسهلًا بكم جميعًا.

في سنة الرّجاء هذه، لتكن مسيرتنا بالاشتراك مع نوايا البابا فرنسيس لنكون بحجٍّ مبارك مع الكنيسة الجامعة. وأدعو أبناءنا في الأبرشيّة وأدعوكم جميعًا إلى اعتبار هذا المزار وزيارته حجًّا مقدّسًا، وفعل إيمان بالكنيسة الجامعة وبعملها الخلاصيّ في العالم. شكري الكبير لكلّ من عمل على إنجاح هذه المناسبة المقدّسة. الفريق الإداريّ في المزار وجمعيّة كوردا Alliance Corda وكهنة ووقف مغدوشة والمزار والحركات الرّسوليّة يسوع ومريم والجيك والميداد والكشّافة والطّلائع والفرسان وكلّ المتبرّعين بوقتهم وإمكاناتهم لنجاح هذا المشروع".

وإختتم معلنًا أنّ "مزار سيّدة المنطرة التّابع لأبرشيّة صيدا ودير القمر للرّوم الكاثوليك يلتزم القدّاس الشّهريّ في أوّل سبتٍ من كلّ شهر على نيّة السلام، وذلك بطلب من العذراء مريم في ظهوراتها للأخت لوسي الرّائية في فاطيما، والّتي طلبت خلالها، الصّلاة من أجل السّلام في العالم".