فرنسيس: مكافحة الجوع تعني أيضًا مكافحة الهدر

"أشكُركم جميعًا على عملكم، أيّ على توفير الطّعام لمن هو جائع. وإنّني أتصوّر من خلال النّظر إليكم الالتزام المجّانيّ لأشخاص كثيرين يعملون في صمت ويفعلون الخير لكثيرين. وأُريدُ كذلك تسليط الضّوء على مكافحة الهدر الغذائيّ. وإنّ مكافحة آفة الجوع تعني أيضًا مكافحة الهدر، وأُذكّركم من ثمّ كيف أنّ يسوع وبعد توزيع الخبز على الجموع، طلب أن يتمّ جمْع ما فضَل من الكِسَر لئلا يضيع منها شيء (راجع يوحنا 6، 12). وإنّ هدر الطّعام يعني إقصاء أشخاص.

وإنّ الطّعام خير ثمين. لذا، إنّ هدر الخير عادة سيّئة يمكنها أن تتسلّل إلى أيّ مكان. ومن الأهميّة بمكان في عالم اليوم أن يتمّ فعل الخير بشكل جيّد، إذ لا يمكن أن يكون ثمرة ارتجال، فهو يتطلّب حكمةً وتخطيطًا واستمراريّةً.

وما تفعلونه يُعيدنا إلى الجذور المتضامنة لأوروبا. وإنّ ما تقومون به يُوجّه رسالةً، ألا وهي أنّ تقدّم الجميع ينمو من خلال مرافقة من بقي في الخلف. وهذا ما يحتاجهُ كثيرًا اقتصاد اليوم، أيّ إلى اقتصاد تكون لديه روح. وكيف نستطيع العيش بشكل جيّد حين يصبح الأشخاص أرقامًا وحين تُبان الإحصاءات أكثر من الوجوه؟

وأمام إطار اقتصاديّ مريض، ينبغي تقديم العناية. ومن الضّروري العمل معًا لإعادة إطلاق الخير، وإلى تعزيز نماذج نموّ ترتكز على المساواة الاجتماعيّة وكرامة الأشخاص والعائلات وإلى مستقبل الشّباب واحترام البيئة.

وفي الختام، أشكُركم مجدّدًا على عملكم، وأُشجّعكم على المُضيّ إلى الأمام في تعزيز الخير لصالح الجميع."