فرنسيس كسفاريوس.. رسول آسيا المغامر
يُعدّ القدّيس كسفاريوس من بين الرّسل الّذين أوكل إليهم الله مساعدة كلّ النّاس من دون استثناء أو تمييز. فهو المتألّق في المسيحيّة خلال القرن السّادس عشر، والمولود في أسرة شريفة، في شمال إسبانيا، لبس ثوب الكهنوت عام 1537 وانطلق، بأمر من البابا بولس الثّالث، إلى القارّة الآسيويّة ليطلق فيها صوت المسيح فأنقذ الكثيرين من الجهل الّذي كانوا يعيشون في ظلاله بعيدًا عن الله. أضحى "رسول آسيا المغامر"، يعرض البشرى ولا يفرضها لأنّ برأيه "التّبشير يعني أن نثمر في النّفوس"، فيعكس ذلك "مجّانيّة" في التّبشير ليس فقط بالكلام وإنّما بالعمل أيضًا وفي مجالات عديدة: تربويّة، اجتماعيّة، رعويّة وجماعيّة، ساعده فيها رفاق "لا ينفكّون يحرثون النّفوس، لكي ينتشلوها من الخطيئة ويدفعوها إلى خدمة الله"، وهم "يثمرون" ثمرًا وافرًا"، أصدقاء مدافعين ومحسنين ومعاونين.
طاف القدّيس فرنسيس تلك الأرض النّائية حافي القدمين، قاسى المشقّات وتلقّى الكثير من الإهانات، ورغم ذلك حافظ على إيمانه وتواضعه وصنع الأعاجيب باسم الله حتّى ألمّ به المرض، حين همّ إلى تبشير الصّين، فأصابته حمّى شديدة أودت بحياته، ففارقت روحه جسده وهو يردّد صلاته: " عليك يا ربّ توكّلت فلا أخزى إلى الأبد".