أوروبا
17 حزيران 2019, 07:27

فرنسا: قداس أوّل في كاتدرائية نوتردام بعد الحريق الذي أتى على أجزاء مهمة منها

يشارك نحو ثلاثين مصليا نصفهم من رجال الدين في إقامة قداس كاتدرائية نوتردام السنوي. المثير هذا العام هو الإصرار على إقامة القداس على الرغم من عدم انتهاء أعمال الترميم داخل الكنيسة وخارجها بعد حريق مدمر تعرضت له منذ نحو شهرين. وتحرص القيادات الكنسية على إظهار تخطي واقعة الحريق مع تدفق تبرعات للمساعدة في ترميم الكاتدرائية. وقالت الحكومة الفرنسية إن أقل من عشرة بالمئة من التبرعات التي تعهد بها أثرياء ورجال أعمال وآخرون، وتبلغ قيمتها 850 مليون يورو، وصلت للكاتدرائية حتى الآن.

ترأس أسقف باريس ميشال أوبوتي بعد ظهر السبت أول قداس في نوتردام منذ الحريق الذي دمر قسما من الكاتدرائية قبل شهرين، بحضور نحو ثلاثين شخصا فقط نصفهم من رجال الدين.

وبدأ القداس عند الساعة الرابعة عصرا بتوقيت غرينتش في الكنيسة الصغيرة خلف مكان جوقة الكاتدرائية. وتضم الكاتدرائية ذخائر عدة أبرزها "إكليل الشوك" الذي وضع على جبين المسيح قبيل صلبه بحسب المعتقدات المسيحية، وقد تم إنقاذها من الحريق.

وقبيل بدء القداس قال الأسقف أوبوتي إن القداس هو "للتذكير بأن هذه الكاتدرائية لا تزال قائمة وللاحتفال بالهدف الذي تم تشييدها من أجله".

وإلى جانب المونسنيور أوبوتي، يحضر القداس خادم رعية الكاتدرائية المونسنيور باتريك شوفيه وعدد من الكهنة ومتطوعون وأشخاص يعملون في الورشة وعاملون في أبرشية باريس.

وكانت أبرشية باريس قد أعلنت أن المشاركة في القداس ستقتصر على عدد محدود من الأشخاص حرصا على سلامة المصلين. وتتولى قناة "كي تي أو" الكاثوليكية نقل وقائعه مباشرة.

وتضرر جزء كبير من كاتدرائية نوتردام التي تمثل رمزا في قلب العاصمة الفرنسية، في حريق أثار حملة تضامن واسعة في العالم لإنقاذ وترميم هذا الموقع ذي الطابع الرمزي الكبير. ودمر الحريق مسلة الكاتدرائية وسقفها وجزءا من قبتها.

واختير موعد هذا القداس في ذكرى تكريس مذبح كاتدرائية نوتردام. وقال المونسنيور شوفيه لوكالة الأنباء الفرنسية إنه "تاريخ يرتدي طابعا مهما روحيا"، معبرا عن ارتياحه لتمكنه من إثبات أن "نوتردام حية بالتأكيد".

منذ الحريق يعمل بين ستين و150 عاملا في الورشة مواصلين نقل الركام وتعزيز البنية. وما زالت المنشأة في طور تعزيزها. أما أعمال تأمينها بالكامل فيمكن أن تستغرق أسابيع قبل إطلاق الأشغال الطويلة والمعقدة لترميمها. وتعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإعادة بناء الكاتدرائية في غضون خمس سنوات.

وحتى الآن، لم يتم دفع سوى تسعة بالمئة من المساهمات الموعودة والبالغة قيمتها 850 مليون يورو. ويفسر ذلك بأن التبرعات الصغيرة للأفراد يمكن تقديمها بدون أي شروط، لكن الشركات الكبرى والمجموعات عليها صياغة عقود حول تخصيص مساهماتها.

من جهتها، تنتظر الأبرشية جواب السلطات المدنية حول إمكانية فتح باحة المعلم أمام العموم. وأوضحت أنه في حال أعطت السلطات الضوء الأخضر، "سيتم النظر بالاحتفال بصلاة المساء" فيها. كذلك، يمكن، في حال الحصول على هذا الإذن، وضع مزار مريمي في الباحة للحجاج والكهنة، يأوي تحت خيمة تمثالا لمريم العذراء.

في عام 2017، زار نحو 12 مليون سائح كاتدرائية نوتردام التي تعد تحفة معمارية للفن القوطي وتجري فيها أشغال منذ سنوات. وإضافة إلى إكليل الشوك، تحوي الكاتدرائية ذخيرتين أخريين مرتبطتين بآلام المسيح وهي جزء من الصليب وأحد المسامير المستخدمة في صلبه.

والكاتدرائية مدرجة على لائحة التراث العالمي منذ 1991. وقد اكتسبت شهرة كبيرة بفضل رواية فيكتور هوغو "أحدب نوتردام" التي تم اقتباسها عدة مرات في السينما والعروض المسرحية الغنائية.