فرعون في عشاء المجلس الأعلى للطائفة: سنعمل للوصول الى صيغة قانون انتخاب يؤمن حقوق الطوائف وخصوصا الكاثوليكية
استهل العشاء بكلمة ترحيبية لرئيس لجنة العلاقات العامة فادي سماحه، أعقبتها كلمة للأمين العام شارل عطا قال فيها: "منذ قرابة الثلاث سنوات، وفي أصعب وأدق ظروف مر ويمر بها لبنان، منحتم الهيئة التنفيذية ثقتكم، فحملناها وكان الحمل ثمينا وثقيلا، وسرنا بخطى ثابتة وعزيمة قوية، مستمدين من المحبة عزيمة، ومن الإيمان قوة، وقناعاتنا الراسخة بأن الحوار بين اللبنانيين هو الوسيلة والغاية لإرساء الاستقرار والنهوض من الكبوة، وهو شعار آمن ونادى وعمل وأوصانا به فقيدنا الراحل الكبير الوزير ايلي سكاف فعملنا يدا واحدة بخطى ثابتة وتصميم عنيد، فكنا جسر التلاقي بين الأفرقاء ومكونات الوطن".
أضاف: "بيت طائفتنا رحب، مضياف، دافئ، وآمن، أبوابه دائما مفتوحة على مصراعيها لكل تلاق وحوار، هذا الحوار الذي حقق أمنية اللبنانيين بانتخاب رئيس للجمهورية للبنان العماد ميشال عون".
وختم: "الشكر لكم مساهمتكم المادية والمعنوية، في تحقيق تطلعاتنا، وأخص منها تحملكم معنا المساهمة وخصوصا سعادة النائب نعمه طعمه في تعليم ما يزيد على الثلاثماية طالب في الجامعات من نخبة أبناء الطائفة الذين نفتخر بهم ونعتز".
فرعون
ثم ألقى فرعون كلمة باسم المجلس الأعلى قال فيها: "نلتقي في عشائنا السنوي تحت راية المحبة وعنوان الصداقة والعطاء والانفتاح وروحية الحوار الذي ميز طائفتنا منذ تأسيسها، الحوار المسيحي - المسيحي. الحوار من أجل الحلول للمشاكل المستعصية التي تواجه لبنان والحوار كمشروع للبنان مركزا لحوار الاديان والحضارات الذي حمله الرئيس ميشال عون والرئيس ميشال سليمان والذي انطلق في المجلس الأعلى للروم الكاثوليك في عام 2006 نتيجة ورش عمل للسفير الراحل فؤاد الترك. نستلهم دائما من كتابنا المقدس، ونعمل من اجل الأمن والعدل والعلم والغفران".
أضاف: "انتماؤنا يبقى شرقيا عربيا في كنيستنا الشرقية البيزنطية العربية على مدى امتدادنا وحتى الى البرازيل، وإيماننا الذي ورثناه عبر الأجيال يترسخ كل يوم في التمسك بالعيش المشترك الذي تطور منذ عقود بكل أبعاده الإنسانية والسياسية. أما دستورنا اللبناني الذي شاركنا في صياغته ورسم العلم اللبناني والنشيد الوطني والنضال من أجل استقلال لبنان في بيروت وجبل لبنان والجنوب والبقاع وكل لبنان فلنلتزم تطبيقه وحماية صيغته الفريدة في المشاركة المخلصة في السلطة حقيقية تعبر عن الوفاق الوطني للحالات المشابهة للواقع اللبناني".
وتابع: "العام الماضي كنا نتكلم عن خطر الفراغ الرئاسي، وهذه السنة نتكلم عن هواجس الاتجاه نحو الفراغ النيابي بعد رفض التمديد وعدم النجاح في الوصول الى صيغة قانون انتخاب يؤمن التمثيل العادل والصحيح وتصحيح الخلل الذي أصاب تطبيق اتفاق الطائف، مما يحتاج الى شجاعة الاعتراف ثم الاتفاق من دون المس بالحقوق الشرعية لأي طائفة كما حصل بعد الاتفاق المسيحي والوطني بانتخاب الرئيس العماد ميشال عون، وتكليف الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة. أما أبناء طائفة الروم الكاثوليك، المجندون دائما لأي تضحية من اجل الدفاع عن لبنان وسيادته وصيغته واستقلاله، فلا يروا أي سبب لان يدفعوا ثمنا إضافيا بسبب إيمانهم بالعيش المشترك ووجودهم المنتشر كأقلية في أكثر من منطقة في البقاع، والجنوب، وجبل لبنان وأكثر من عشرة أقضية مما يوزع أصواتهم في الصندوق كشهادة للحق الديمقراطي والتاريخ، ولا يطمحون الى أكثر من التمثيل الصحيح والعادل للجميع، وحماية حقوقهم المشروعة".
وقال: "من هنا، سنعمل في الأسابيع الباقية للوصول الى صيغة قانون يؤمن هذه الحقوق لجميع الطوائف بما فيها المسيحية وخصوصا الكاثوليكية منها. ولأن ولاءنا الأول هو للبنان، ولأن ولاء كل مواطن يجب ان يبقى اولا لوطنه ، ثم الحنين، والتعاطف مع أي انتماء آخر ولكن ليس على حساب الولاء الاول، فإننا نفتخر بأن نستقبل اليوم شخصيات بارزة برازيلية من أصل لبناني يمثلون بلدهم بامتياز، كما يمثلون خير تمثيل نموذج النجاح اللبناني الأصل وأبناء طائفة الروم الكاثوليك في العالم. الذين أتوا الى لبنان عبر مؤتمر الطاقة الاغترابية الناجح ونأمل أن يطالبوا جميع أبناء الاغتراب باستعادة الجنسية ليبقوا لبنانيين في القانون وليس فقط في القلب، ومع افتخارنا للجالية اللبنانية والكاثوليكية في العالم وخصوصا في أميركا اللاتينية، لا نستطيع في المقابل إلا ان نعبر عن هواجسنا تجاه النزوح السوري وهجرة المسيحيين في بلدان الشرق العربي مثل فلسطين وسوريا والعراق والتي تهدد تراثنا وتاريخنا راجين أن تقوم في المستقبل القريب أنظمة تعتمد الحرية والأمن والعدل تطمئن جميع مكونات المجتمع".
وختم: "مع أمل استمرار عمل المجلس الأعلى كواحة لحوار كاثوليكي ولبناني، من اجل حماية استقرار لبنان ونظامه ومكافحة الفساد، نقول كلمة شكر للواء جورج قرعا، ونهنئ اللواء طوني صليبا، ونشكر القاضي كركبي، ونهنئ القاضية هيلانة اسكندر ونشكر الشخصية الكبيرة التي نكرمها قريبا الأستاذ انطوان مسرة، والشكر الدائم للأستاذ نعمه طعمه لدعمه عشاء المجلس الأعلى".
لحام
كما ألقى لحام كلمة قال فيها: "نتأهل بضيوفنا الأكارم الأحباء من البرازيل الذين قدموا للمشاركة في مؤتمر اللبنانيين في العالم لكي نجشعهم ليبقوا في تواصل مع بلدهم لبنان العظيم، لبنان الرسالة الفريدة في الشرق الأوسط وفي البلاد العربية،
وكلنا مدعوون لنكون فيه ملحا ونورا وخميرة. وأنتم بنوع خاص أعضاء المجلس الأعلى اسمكم كبير: أعلى! وأقدر هذا الإسم وهذا اللقب وهذا الدور! ولكم لقب شامل جميع المسيحيين وأبناء القيامة. الذي كان لقب المسيحيين الأولين ولقب يحمل في طياته أهدافا عظيمة ومسؤولية مسيحية. يحمل في طياته الكثير من مخزون الملح، والنور، والخميرة (مقاطع من الرسالة أبناء القيامة) "إعرف شرفك أيها المسيحي المعتمد، يا ابن القيامة! يا ابن مدينة تدعى بحق".
أضاف: "أن تكون ابن القيامة يعني انك ابن الحياة وليس ابن الموت! تستقبل الحياة! لا بل كل إنسان قيامي ومدعو إلى الحياة! "مدينة القيامة! القيامة نداء إلى حياة مسيحية حارة جادة ملتزمة! نحن جميعا قياميون! لهم أوفر وبوفرة وأفضل وأجمل وأكرم وأسمى". تحافظ على الحياة فيك وفي الآخرين. تعمل مثل يسوع لكي تكون للناس الحياة وتكون "ابن القيامة! يعني تخدم. تساعد! تلتزم قضايا رعيتك، كنيستك، مجتمعك، أسرتك. تضحي في سبيل عالم أفضل! تبني عالما أفضل! تتقاسم مع الآخرين خيور الحب وطريق إلى القيامة". الأرض. تفجر في الآخرين آمال الحياة، الفرح! السعادة! التفاؤل! كل هذه هي ثمار "أمام كل ھذه الظروف المأسوية لنجدد إيماننا بالحياة، بآمال القيامة بالمسيح غالب الموت، ومانح الحياة والداعي إيانا لنكون أبناء القيامة والحياة، وحاملي بشرى والغفران، والمصالحة على الحقد والثأر!" الحياة، والعاملين لأجل انتصار الحياة على الموت والمحبة على البغض، والكراهية".
وتابع: "سأبقى أومن حتى ولو فقد الجميع الأمل! سأبقى أحب حتى لو اعتصر الحقد الآخرين! سأبقى أبني حتى ولو كان الآخرون ي سأبقى اتكلم عن السلام حتى وسط الحروب!
سأبقى أشع نورا حتى وسط عتمة الحياة! سأبقى أزرع وأبذر حتى إذا كان الآخرون يدوسون! سأبقى أصرخ حتى ولو صمت الآخرون! سأبقى أرسم البسمة على الوجوه الملأى بالدموع! سأبقى أعزي وأواسي أمام كل ألم! سأبقى أقدم أسباب الفرح حيث الكآبة والحزن! سأبقى أدعو إلى المسيرة كل من يقع في تجربة التوقف! وسأبقى أبسط يدي للمتعبين!".
وقال: "أنهي بكلمات هي صلاة للقديس البابا يوحنا بولس الثاني، وتناسب الأوضاع المأسوية التي تجتاح بلادنا العربية كلها، لبنان بدرجة أقل. ولكن، خاصة العراق وسورية وفلسطين. وأحب أن أذكر أخوتي الفلسطينيين المضربين عن الطعام. وأقترح أن نرسل تقدمة لهم ولذويهم بمناسبة هذا اللقاء الأخوي المبارك. إننا نشد على أياديهم ويا ليتنا نصوم يوما معهم. أنا سأصوم تضامنا معهم غدا يوم السبت 2017/5/6".
وختم: "صلاة للبابا القديس يوحنا بولس الثاني، اسمع صوتي يا رب، لأنه صوت ضحايا كل الحروب وكل العنف بين الشعوب. اسمع صوتي، لأنه صوت جميع الأطفال الذين يعانون وسوف يعانون، طالما أن هناك فرح الصداقة. اسمع صوتي، عندما أطلب منك أن تبعث في قلوب كل البشر حكمة السلام وقوة العدل. اسمع صوتي، لأني أخاطبك من أجل الكثيرين الذين في كل مكان وزمان، لا يريدون الحرب وإنما مستعدين أن يسيروا في طريق السلام. اسمع صوتي يا رب، وامنح لعالمك وخصوصا للشرق الأوسط سلامك الأزلي. آمين، الظلم بالالتزام التام بالعدالة، وعلى المعاناة بالمشاركة. اسمع صوتي، وأعطنا القوة لكي نعرف أن نجيب دائما على الكراهية بالحب".
ثم تم تكريم رئيس البرلمان البرازيلي رودريغو مايا وثلاثة نواب برازيليين من أصل لبناني وتقديم دروع تكريمية لهم بإسم المجلس الأعلى لطائفة الروم الكاثوليك وهم: مارسيلو زرزور، لويس مقصود وأنطونيو زاهر.