لبنان
16 نيسان 2018, 12:00

فرح القيامة مستمرّ في أبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك

شهدت رعيّة مار جرجس في المعلّقة- زحلة لقاء فصحيًّا لشبيبة أبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك، بمشاركة راعيها المطران عصام يوحنّا درويش، ناقش المشاركون خلاله مواضيع خاصّة من وحي سينودس الشّبيبة والإعلام والأنجلة الجديدة. كما كان شرح للقدّاس الإلهيّ مع كاهن الرّعيّة الأب فادي بركيل.

 

هذا وأحيوا معًا الذّبيحة الإلهيّة ترأّسها المطران درويش الّذي  قال بعد الإنجيل: "تضع لنا الكنيسة في الأحد الثّالث من عيد القيامة إنجيل يوسف الّذي من الرّامة والنّسوة اللّواتي بادرن يوم الأحد وذهبن إلى القبر يلتمسن جسد يسوع فوجدن القبر فارغًا وكنَّ الشّاهدات على قيامة المسيح.
يبدو لي من خلال هذا الإنجيل أنّ حبّ يسوع المسيح اللّامتناهي لنا نحن البشر، وجد عند النّسوة مكانة مرموقة، فحبّهنّ ليسوع كان أكبر من الخوف والشّكّ وكان أكثر من طبيعيّ. لقد ذهبن إلى القبر غيرَ خائفات، انطلقن بفرح ليطيّبن يسوع.
محبّة حاملات الطّيب ومحبّة يوسف الرّامي، كانت محبّة عميقة تخطّت محبّة الذّات. المحبّة الحقيقيّة هي الّتي تتجرّأ أن تحبّ الضّعيف وتلازم من تُحبّ في ضعفه وفقره، ويسوع كان بنظر النّسوة ويوسف الرّامي ميتًا وموجودًا في قبر. 
المحبّة متعة عندما تكون صادقة، تجرؤ على المخاطرة والمسامحة وبذل الذّات. لأنّنا بمحبّتنا الإنسان الآخر نكون الأكثر شبهًا بالله الّذي هو محبّة: "نحن نعرف محبّة الله لنا ونؤمن بها. الله محبّة، من ثبت في المحبّة ثبتَ في الله وثبت الله فيه" (1يو4/16).
عندنا نحن المؤمنون رغبة قويّة بأن نشعر بأنّ الله يحبّنا بشغف حتّى يملأ حبّه كياننا فرحًا وسعادة، ولكن سعادتنا تكتمل عندما نبادل الله بالمحبّة. لماذا يا ترى لا يشعر الإنسان بسعادة؟ لأنّه يظن أنّه يعيش في المحبّة فيفتّش عن محبّة ذاته ويعيش غريبًا في هذا العالم، لأنّه لم يعرف بعد محبّة الله وأنّه هو وحده المحبّة.
المحبّة تنطلق إلى الآخر مثل محبّة حاملات الطّيب، تتصرّف بحكمة الإنجيل، فهنَّ لم ينكرن السّيّد وكنَّ أمينات له: "كن أمينًا حتّى الموت فسأعطيك إكليل الحياة" (رؤيا2/10).
هكذا محبّة تجرؤ أن تغيّر وتبدّل الواقع ولو كان أليمًا وصعبًا، فمحبّة يوسف الرّامي ومحبّة النّسوة انفتحت على الجميع ورسّخت كلمة الله في حضارة العالم.
هذه المحبّة نحتاج إليها في مجتمعنا، لندحرج معًا كالملاك حجر التّفرقة والكراهيّة والبغض والباطل والأختام الزّائفة.
هناك محبّة تطلب رفاهيّة الذّات وهناك محبّة تبذل وتضحّي، الأولى تبقى مدفونة في القبر أمّا الثانية فهي قياميّة. ومحبّة الذّات جهالة أمّا المحبّة الحقيقيّة فهي فرح وسرور وقيامة".
وختم المطران درويش كلمته قائلاً: "يسرّنا أن نحتفل اليوم، مع شبيبة الأبرشيّة، في قداس القيامة، جئنا إليكم مع شبيبة الرّعيّة لنوجه لكلّ واحد منكم تحيّة مليئة بالمحبّة. والشّبيبة يريدون أن يؤكّدوا لكم بأنّه ملتزمون بكنيستهم وهم يعرفون بأنّ حياة جديدة تسكنهم والرّوح القدس يقودهم ليدخلوا في صداقة عميقة مع يسوع المسيح.
أتوجّه إليكم أيّها الشّباب وأطلب منكم أن تتّكلوا على حبّ الله لكم ليقودكم ويمضي بكم إلى حيث يشاء، فعنده الأمان والسّلام والطّمأنينة.
منذ فترة أرسل لي أحد الشّباب على "الواتس" صورةً ليسوع واقف خلف الباب يقرع. تصوّروا أنّ يسوع واقف عند باب بيتكم يريد أن تفتحوا له ليدخل معكم في شركة، والّذي يفتح له يدخل إليه ويتعشّى معه. ومن عادتنا نحن الشّرقيّين أن نشارك الطّعام مع ضيوفنا وهذه دلاله على صداقتنا ومحبّتنا...
عندما يدخل يسوع حياتكم يمنحكم سلامه لذلك لا تخافوا أطلبوا منه أن يدخل ويمكث معكم ويبدّل حياتكم فيعطيها نكهة خاصّة فيها الكثير من النّعم والمواهب.
أشكركم على هذا اللّقاء وأشكر القيّمين عل مكتب الشّبيبة الأبرشي وأبارك عملكم، فأنتم رسل الأبرشيّة وأنتم حبّة الخردل زرعها الله في كنيستنا ليكبر الإيمان فيكم وتكبر المحبّة عندكم. المسيح قام!".
بعد العظة، كانت شهادات حيّة لشباب من بين المشاركين، ثمّ قدّم منسّق مكتب الشّبيبة المحامي روي جريش الوثيقة النّهائيّة للسينودس التّحضيريّ لعام 2018 بعد مشاركته في هذا المؤتمر في روما ونقله اقتراحات وتوصيات سينودس الشّبيبة الملكيّة الّذي جرى في زحلة في آب/ أغسطس الماضي. قدّمت اللّجنة المنظّمة لهذا اللّقاء شعار اللّقاء هدية للمطران درويش. 

تلا القدّاس مشاغل حواريّة فصحيّة وتسبيح وترنيم وعرض مسرحيّ قياميّ، وسجود للقربان المقدّس قبل أن  تنطلق الشّبيبة إلى منازل أبناء الرّعيّة ضمن مجموعات لتعلن لهم البشرى السّارّة وقيامة يسوع عملاً بالأنجلة الجديدة.