غريغوريوس الثّالث: أدفنوا الحرب!
"أجل أدفنوا الحرب! هذا هو رأيي كبطريرك متقاعد، كنت طيلة حياتي: كاهنًا في جنوب لبنان أتحاور مع جميع الطّوائف؛ ومطرانًا في الأر ض المقدّسة في خضمّ الصّراع بين إسرائيل وفلسطين؛ وكبطريرك عشت ويلات الحرب على سورية؛ كما عايشت قبل ذلك ويلات الحرب الأهليّة في لبنان... وإنطلاقًا من صداقتي مع كنيسة روسيا وكنيسة أوكرانيا...
أجل ومن منطلق ما عايشت من مآسي وويلات الحرب أطلق ندائي إلى إخوتي الرّوس في روسيا، حيث توجد أكبر كنيسة أرثوذكسيّة في العالم المسيحيّ، وإلى إخوتي في أوكرانيا حيث يتواجد أكبر عدد من الرّوم الكاثوليك الّذي هم في شركة مع كنيسة روما، وأقول لهم: أدفنوا الحرب، وآلة الحرب على أنواعها، وهي تتطوّر يومًا بعد يوم، وتجلب الويلات والدّمار وآلاف الضّحايا والمآسي،...
أجل أدفنوا الحرب، بدل أن تدفنوا ضحايا الحرب، وقد سمعنا في الأخبار أنّ الضّحايا من الجانبين جاوزت الآلاف...
أجل إخوتي وأخواتي في روسيا وأوكرانيا، مسؤولون وقادة، جنرالات ووزراء ونوّاب... أجل أدفنوا الحرب! واسمعوا صوت إيمانكم المسيحيّ، وصوت إنجيل السّيّد المسيح، داعيًا إيّاكم إلى السّلام والمصالحة، والحوار والإخاء والصّداقة والتّعاون لكي تبنوا في أوطانكم العزيزة علينا جميعًا، ولاسيّما هنا في المشرق العربيّ، لكي تبنوا بدل منطق الحرب، والعناء والاستقواء والقتل والدّمار والثّأر... أن تبنوا معًا حضارة الإنجيل، حضارة يسوع، حضارة إيماننا المسيحيّ المقدّس، أرثوذكس وكاثوليك: حضارة المحبّة، حضارة السّلام، وحضارة المستقبل الأفضل لأجيالنا المقبلة.
وأوجّه من منطلق إيماني المسيحيّ، الدّعوة الأخويّة إلى الجميع، لكي نرفع الصّلوات والتّضرّعات، ونحن على عتبة الصّوم الأربعينيّ الكبير المقدّس، لكي يبعد الله عن عقول ومنطق المسؤولين في روسيا وأوكرانيا، وأيضًا رؤساء العالم العربيّ منطق الحرب، ويوقفوها، ويدفنوها كما ننشد في نشيد عيد الميلاد: ليلة الميلاد يُمحّى البغض! ليلة الميلاد تُزهر الأرض! ليلة الميلاد تُدفن الحرب!...".