غرفة واحدة كانت، ومحطّة تلفزيونيّة كبيرة صارت – البطريرك الراعي
قال البطريرك الراعي:
"تُعيّد الكنيسة اليوم لِحلول الروح القدس على التلاميذ في العليّة وكانوا كلّهم مجتمعين. هي الكنيسة الأولى الناشئة: الإثني عشر، ومريم أمّ يسوع وأقرباؤه وبعض النساء(أعمال 1: 13-14 و26).
بعد شرحٍ مقتضب عن عيد العنصرة، أكمل البطريرك الراعي كلمته، خصّ فيها بالذكر محطّة تيلي لوميار وعائلتها، قال:
"نحتفل أيضًا بالعيد الرابع والثلاثين لعيد تأسيس تيلي لوميار.
العنصرة هي عيد معموديّة الكنيسة وتثبيتها وانطلاقتها الرسوليّة شاهدة للمسيح، كما وعدها يسوع قبيل صعوده إلى السماء: "يوحنّا عمّد بالماء، أمّا أنتم فسوف تعمّدون بالروح القدس بعد بضعة أيّام ... وستنالون قوّة بحلول الروح القدس عليكم، وتكونون لي شهودًا في أورشليم وفي كلّ اليهوديّة والسامرة، حتّى أقاصي الأرض" (أعمال 1/ 5).
الشرط لإعطاء الروح القدس هو محبّة المسيح بحفظ وصاياه: "إذا كنتم تحبّوني، فاحفظوا وصاياي، وأنا أطلب من أبي أن يعطيكم برقليطًا آخر ليكون معكم إلى الأبد، روح الحقّ"(يو14: 15-17).
تأسيس تيلي لوميار ونورسات
غرفة واحدة كانت، ومحطّة تلفزيونيّة كبيرة صارت. إنّها تيلي لوميار في ربع قرن. أطلّت عام تسعين على عالم الإعلام المرئيّ، فأشعل الرّوح القدس غيرة بعض العلمانيّين على كنيستهم ووطنهم واإانسان الذي مزّقته الحرب، فنفضوا عنهم غبار الحرب وبادروا إلى التّأسيس، وهم: الأخ نور ورفاقه الرّاحلان الرّئيس شارل الحلو، والوزير جورج افرام، والمطرانين بشارة الرّاعي والرّاحل حبيب باشا، الأب العامّ جورج حرب، جاك الكلّاسي، جورج معوّض، رلى نصّار، أنطوان سعد، كريستيان دبّانة.
فقدّموا تيلي لوميار إلى اللبنانيّين- الخارجين من نفق الحرب المظلم- كمحطّة مسكونيّة لا سياسيّة ولا تجاريّة ولا حزبيّة، هدفها نشر قيم المسيحيّة: العدالة والمحبّة والحرّيّة وحقوق الإنسان، ما دفع الكنيسة إلى تبنّي مشروعها بإشراف من مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، وإدارة مجلس يضمّ مسؤولين دينيّين وعلمانيّين مندفعين، ينظّم العلاقة بين السلطة الكنسيّة والتلفزيون عبر "بروتوكول تعاون".
ومع اطلاق فضائيّاتها الستّة، كان لها موقعها الإلكترونيّ وبرامجها الخاصّة بوسائل التواصل الاجتماعي، لتثبّت وجود كلمة الله في المواقع والمنصّات كلّها.
تُعدّ تيلي لوميار ونورسات من أبرز وسائل الإعلام المسيحيّ في العالم وفي طليعة القنوات المسيحيّة في الشرق وأكبر قناة مسيحيّة ناطقة باللغة العربيّة ولها الصفة الجامعة لكلّ لكنائس.
تخطّت تيلي لوميار كلّ حدود ونزعت كلّ عائق عبر مجموعة محطّاتها، وهذه هي مع أعمارها: 34 سنة تيلي لوميار، 22 سنة نورسات، 12 سنة نور الشباب، 10 سنوات نور الشرق، 9 سنوات نور مريم، 8 سنوات نور القدّاس، 5 سنوات نورسات English.
ومسكونيًّا شرّعت تيلي لوميار أبوابها للجميع، ووضعت يدها بيد الكنيسة، ووحدّت جهودها مع البطاركة والرؤساء لأجل نشر الكلمة بروح الجماعة الواحدة، مؤمنين بأهمّيّة رسالتها في هذه الأزمنة الصعبة. هذا الانفتاح عبّرت عنه كذلك في محطّات عديدة، لمّا واكبت أخبار أحبار الكنائس كلّها وأسفارهم، وغطّت الاحتفالات الكنسيّة وليتورجيّاتها من مختلف الأديار والرعايا في لبنان والانتشار، وذلك في المناسبات والأعياد كافّة.