لبنان
23 أيار 2017, 06:38

غدير احتفلت بعيد القدّيسة ريتا

عبقت ليلة أمس غدير بعبير الورد الأحمر وفاح منها عطر القداسة والإيمان، إذ احتفلت بعيد شفيعة الأمور المستحيلة، القدّيسة ريتا وسط أجواء هيمنت عليها الصّلوات والطّلبات.

بعد مسيرة انطلقت من أوّل غدير جهة حارة صخر باتجاه كابيلا القدّيسة ريتا بمرافقة موكب جسّد القديسة ريتا وهي تبكي زوجها المغدور وتسامح قاتليه، وبمشاركة حشد كبير من المؤمنين، ترأس راعي أبرشية جونية المارونيّة المطران أنطوان نبيل العندراي قدّاسًا إلهيًّا عاونه فيه كهنة الرّعيّة وخدمته نحلات القدّيسة ريتا.

بعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى المطران العنداري عظةً قال فيها إنّ "عيد القدّيسة ريتا هو عيد شاهدة الرّجاء لأنّ طريق الألم والصّليب هي طريق المجد للمسيح وللمؤمنات والمؤمنين بالمسيح"، لافتًا إلى أنّ "ظروف الحياة الشّاقة الّتي عاشتها القدّيسة ريتا وشوكة الصّليب الّتي غُرزت في جبينها وطبعت محياها تجعلنا نتأمّل بالصّليب والألم".

وأضاف المطران العندراي: "يُذكّرنا قول للقدّيس أغوسطينوس بأنّ حياة المسيحيّ هي مسيرة تأرجح بين اضطهادات العالم وتعزية الله ليُفهمنا الرّبّ جيّدًا قوّة الرّجاء وأنّ لا سلام ولا خلاص من دون الصّليب". واستشهد بكلام البابا فرنسيس في إحدى عظاته حين قال "إنّ سلامًا من دون صليب ليس سلام يسوع. والعالم يريد سلامًا مخدّرًا ليمنعنا من رؤية الصّليب ورؤية حقيقة الحياة، ولا بُدّ لنا أن نجتاز المحن لندخل ملكوت الله، وبالتّالي لا يمكن شراء سلام الله بل علينا أن نستحقّه".

وأكّد أنّ "الإنسان قد ينعم في حقبات حياته بأنواع كثيرة من الرّجاء، إنّما عندما تتحقّق هذه الأنواع يظهر بوضوح أنّه بحاجة إلى رجاء يمتّد إلى ما وراء الواقع، وهو الله"، مشيرًا إلى أنّ "الرّجاء بالمعنى المسيحيّ هو رجاء في الله وهو دائمًا رجاء مع الآخرين".

من جهة أخرى، قال المطران العنداري إنّ "القدّيسة ريتا اختبرت في قلب تحديّات الألم والمعاملة القاسية وأشواك الموت أنّ هناك من أحبّها، لذلك صار لديها رجاء كبير"، مشدّدًا على أنّها أدركت أنّ الفداء على الصّليب صار وردة خلاص لها وللعالم. وأردف أنّها دخلت الحياة الرّهبانية لتكون شاهدة الرّجاء، لأنّ الرّجاء الّذي ولد فيها لم تستطع أن تحتفظ به لنفسها لذلك أصبحت قدّيسة.

وختم المطران العنداري عظته سائلًا القدّيسة ريتا أن تزرع الرّجاء في قلوبنا لنكون بدورنا شهود رجاء لليائسين.