الأراضي المقدّسة
20 كانون الأول 2016, 08:04

عيد الميلاد في غزّة: “نحن خائفون ولكننا نسأل الله أن يمنحنا نعمة السلام”

توجّه وفد من البطريركيّة اللاتينيّة في القدس، يوم الأحد ١٨ كانون الأول ٢٠١٦، إلى قطاع غزّة للاحتفال بقدّاس عيد الميلاد مع المسيحيين في رعيّة العائلة المقدّسة. كما كانت الزيارة للقطاع مناسبة لتدشين ومنح البركة لمشاريع التطوير المختلفة التي حققتها البطريركيّة هذا العام.

 

كما تجري العادة كل عام، وقبل بضعة أيام من عيد الميلاد المجيد، توجّه وفد من البطريركيّة اللاتينيّة إلى قطاع غزّة للاحتفال بقدّاس عيد الميلاد مع المؤمنين في رعيّة العائلة المقدّسة. وترأّس القدّاس سيادة المطران بولس ماركوتسو، النائب البطريركي للاتين في الناصرة، بحضور الأب عماد طوال، الوكيل العام للبطريركيّة، والأب ماريو دا سيلفا، كاهن الرعيّة والأب جابرييل رومانِلّي.

وقد شارك في الاحتفال عدد كبير من المسيحيين المنتمين إلى الكنيستين الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة، والذين يمثّلون بوجودهم شهادة الإيمان الحي. ولدى انتهاء القدّاس، قدّم أطفال الرعيّة عرضاً مسرحيّاً لقصة الميلاد أعدّته راهبات مرسلات المحبّة والكلمة المتجسّدة بكل تفانٍ. يُذكر أن هؤلاء الراهبات يعتنين بالأطفال في دار الحضانة والمدرسة ومركز الأشخاص ذوي الإعاقة التابعة والمجاورة للرعيّة. كما ويقمن برعاية المحرومين ويسعين بلا كلل لإعادة بناء مستقبل المحتاجين والضعفاء.

وشكّل الاحتفال مناسبة لتقديم الشكر لهذا العام، بالرغم من الوضع المؤلم الذي يعيشه الفلسطينيون في غزّة حيث يعمل الفقر والبطالة والحروب المتوالية على طمس الأمل في مستقبل يسوده الهدوء والاستقرار. بالنسبة للمؤمنين، تعتبر الرعيّة أكثر من مجرد ملجأ لهم، فهي تُمثّل عائلة يرأسها الأب ماريو دا سيلفا والراهبات. يقول الأب ماريو: “كل عام، نسأل الله منحنا هبة السلام. اليوم نحن خائفون لكن لن يصيبنا اليأس. يتكلّم البعض عن الحرب المقبلة، لكن هذا الميلاد نسأل الله أن يمنحنا نعمة السلام“. وأضاف “نحن ممتنون للبطريركيّة اللاتينيّة على جميع المشاريع التي تحققها هنا“.

وهذا العام، حُققت أكثر من خمسة مشاريع ترميم للرعيّة والمباني المجاورة لها، جرى تدشينها البارحة وهي: منزل كاهن الرعيّة ومكاتبها، ترميم القاعة، ترميم المدرسة، تركيب نظام الطاقة الشمسيّة وتركيب بوّابة حماية للرعية. كما ومُنحت البركة لمشروع الكنيسة التي يجري حالياً ترميمها.

إن انجاز هذه المشاريع لم يكن ليتحقق لولا الدعم القيّم وتبرّع جمعية فرسان القبر المقدّس و“لوفر دوريون” (l’Œuvre d’Orient) والبعثة البابويّة ومؤسسة“الأيادي المتحدة” (Manos Unidas) والحكومتين البرتغاليّة والبولنديّة.