عيد البربارة، أم عيد القدّيسة بربارة؟
ولدت بربارة من أبوين وثنيّين. توفيت والدتها وهي صغيرة وعاشت في أيّام الملك الطاغي مكسيميانوس /284-305/
عندما بلغت الفتاة سنّها القانونيّ تقدّم من أبيها الكثيرون من أشراف المدينة الذين وصلهم صيتُها طالبين الزواج منها، ولكنّها لم تكن تريد الزواج.
تذكر مصادر أنّ القديسة بربارة كانت قد تلقّنت العلوم من بيان وتاريخ وفلسفة ما قادها إلى البحث عن الإله الحقيقيّ.
وكان خدّامها المسيحيّون قد أخبروها عن العالِم الكبير في ذلك العصر وهو أوريجانس، أستاذ مدرسة الإسكندرية، فأسرعت وكتبت له رسالة. فجاوبها بأخرى شارحًا لها الإيمان المسيحيّ، فتعلّق قلبُها بالسيّد المسيح ونذرت حياتها لله، ونالت المعموديّة من دون أن تفاتح والدها، وقرّرت أن تعيش بتولًا تكرّس حياتها للعبادة.
لمّا عرف والدها بالأمر، انقضّ عليها وهمّ ليضربها بالسيف، فهربت من أمام وجهه وانطلقت من باب القصر، وكان يركض وراءها حتّى وصلت إلى صخرة أعاقت طريقها...انشقّت الصخرة لتعبر الصبيّة في وسطها، ثمّ عادت إلى حالها الأوّل. أمّا الوالد فرأى ذلك لكنّ قلبه لم يلِن بل تصلّب أكثر. فدار حول الصخرة حتّى وجد ابنته مختبئة في مغارة، فضربها بعنفٍ، ورجع بها إلى بيته حيث وضعها في قبوٍ مظلم.
أخذها والدها إلى الحاكم، الذي أُعجب بها وبدأ يلاطفها ويعِدُها بمكافآت كثيرة إذا سجدت للأوثان. فما كان منها إلّا أن بدأت تحدّثه عن المسيح. أمر الحاكم بجلدها حتّى سالت منها الدماء ولم تبدّل موقفها. مزّقوا جسدها بمخارز مسنّنة بينما هي صامتة تصلّي. ألبسوها مسحًا خشنة على جسدها الممزّق، وألقوها في سجنٍ مظلمٍ.
وبينما هي تحت وطأة الآلام، ظهر لها السيّد المسيح نفسه وعزّاها كما شفاها من جراحاتها، ففرحت وتهلّلت نفسها.
إستدعاها الحاكم في اليوم التالي ففوجئ بها فرحة متهلّلة، لا يظهر على جسدها أثر للجراحات فازداد عنفًا، وطلب من الجلّادين تعذيبها، وهذا ما تفنّنوا في تنفيذه؛ ثمّ أمر الوالي بأن تساق عارية في الشوارع. صرخت بربارة إلى الربّ أن يستر جسدها فلا يُخدش حياؤها، فسمع الربّ طلبتها وكساها بثوب نورانيّ.
في النهاية، طلب والدها من الوالي أن يقطع رأسها بسيفه، وأذِن له بذلك....
ونالت بربارة إكليل الشهادة...عن موقع "عائلة مار شربل".
هذه هي القدّيسة بربارة التي يعيّد لها المسيحيّون في الثالث من كانون الأوّل/ديسمبر.
وفي ذكرى عيدها، نظّمت شبيبة مارعبدا جاج حفل تنكّريّ، عشيّة نهار الثلاثاء ٠٣/ ١٢/ ٢٠٢٤ في قاعة الكنيسة في البلدة. وذلك بحضور الشمّاس جهاد زعرور، وأهل البلدة كما لجنة الحكم التي قيّمت الأزياء التنكرّيّة للمشاركين في المسابقة. واختتم الحفل بتوزيع الهدايا للفائزين والاحتفال بنخب المناسبة.