عون في ندوة عن الامام الصدر: فتح الوجدان الشيعي على معنى العدالة الشيخ عواد: الصدر اعتمد الكلمة الطيبة كالشجرة التي تعطي الثمار الطيب
بداية تلاوة آيات قرآنية، ثم كلمة عريف الاحتفال رئيس بلدية علمات السابق علي حسين عواد القى بعده المطران عون كلمة قال فيها:"كلامنا اليوم ليس مجرد عنوان لمداخلة، إنه ذكرى رجل، ومتى دخلنا مجال الذكرى، فلا محال نحن في رحاب الحركة، إذا نحن في قلب التاريخ، والتاريخ هنا في رجل، في إمام، يختصر الذاكرة والحركة على السواء لأنه كان تاريخا في مرحلة. فكلمتنا في هذه الذكرى لا تخرج عن الرجل الذي جال في رحاب القضايا حركة، وبالتحديد القضايا الاجتماعية.
فهو منذ قدومه إلى لبنان، دخله بعنوان مركزي: "حركة المحرومين"، ونحن نقول رفعا لأي التباس، حركة لرفع المحرومية. وهذا يعني في نظرنا أن الإمام لم يحمل شعارا، كما حملت قوى أخرى، جعل منه بابا للوصول إلى السلطة. الإمام موسى الصدر لم يهو السلطة، كان عاشق العدالة".
أضاف: "وحفزه على هذه الحركة، وجدان كربلاء، وجدان الحرمان لا بالمعنى التنموي للكلمة بل بالمعنى الوجودي. إذا وجدان موسى الصدر الاجتماعي هو وجدان الحرمان. ومن هذا الوجدان خرج الفعل فكانت الحركة. وكان الإمام بذلك أشبه بالأبطال عند برغسون الذين يخرجون الشعوب من طور الخدر الوجداني إلى حال اليقظة الروحية والفعل الوجودي.
هناك خروج إذا من حال إلى أخرى، لا بمعنى الإرتقاء بل بمعنى المهمة. هكذا أعطى موسى الصدر شيعة لبنان وجدان المهمة وكانت غايته نشدان العدالة. إننا لعلى يقين من أن الإمام ينتظر تحقيق هذه المهمة. قرأنا في جريدة الأخبار بتاريخ 18 آب 2017 مقالا للأستاذ محمد نزال بعنوان "الشيعي اللبناني المحسود على تعتيره" يختصر فيه صورة الشيعة في الماضي اللبناني وفعلهم في الحاضر. لكنه يسأل سؤالا نجده شديد الأهمية في إطار وجدان المهمة، إذ يقول: "كانت كل طائفة منذ بداية الحديث عن كيان لبناني، تستثمر إنجازاتها الداخلية، وأحيانا الخارجية، في بنية المجتمع اللبناني. المارونية السياسية فعلتها. أنتجت حربا أهلية. السنية السياسية فعلتها. أنتجت تصدعا وإحباطا [ويكمل السلة، ويخلص إلى القول]: بعض تلك الفوائد أصبح عرفا دستوريا لا يمكن المس به. لا يمكن الهمس عنه. ماذا عن الشيعة السياسية؟". ويكمل كاتب المقال في ذكر أفعال الشيعة السياسية، إذا وجدت بحسب قوله، لكنه لا يرى فيها تأسيسا لشيء يدوم. بغض النظر عن موقفنا من هذا المقال في نواحي كثيرة منه، يبقى السؤال الذي طرحه والذي يلتئم مع جو لقائنا اليوم حول الإمام الصدر والقضايا الإجتماعية، لأننا مقتنعون بأن الإمام كان يسعى جاهدا لزرع وجدان المهمة في شيعة لبنان".
وأردف: "نقولها صراحة الإمام بحركته عمل على فتح الوجدان الشيعي على معنى العدالة، بعدما كان هذا الوجدان ينطوي لسنوات على حسرة المحرومية. لذلك قلنا إن الإمام الصدر يجسد صورة الأبطال عند برغسون لأنهم ينادون إلى المهمة أي إلى ساحة التاريخ العام، بعدما يكون الوجدان مرهونا لساحة التاريخ الخاص. وهذا الانتقال من الخاص إلى العام، يعني أن الوجدان لامس الإنسانية التي هي في نظر الإمام الصدر انعكاسا للعدالة الكونية من سنة الله في خلقه والإنسانية تستحيل واقعا في إطار واقعي، وهذا الإطار هو المجتمع الذي حدده الإمام الصدر ببساطة خالصة لكن بعمق ملزم لجهة وجدان المهمة بأنه "الإنسان زائد العمل المتبادل".
في ضوء ذلك كانت حركة المحرومين التي أرادها الإمام أداة لوجدان المهمة في المجتمع اللبناني، حتى يتم الانتقال كما قلنا من حسرة المحرومية إلى نهار واقع العدالة. إنها لمهمة كبيرة وضعها الإمام منطلقا لتعاطيه في القضايا الإجتماعية. وأنا الماروني اللبناني يعنيني هذا الكلام من حيث أن لبنان تعددي تشاركي، ولا أفهم تعدديته وتشاركيته نهما وراء السلطة أو تشليح مكاسب أو اغتصاب حقوق. تعددي تشاركي في نظري يعني أن كل طائفة بما تمتاز به هي شريك أي قيمة إضافية لهذا الكيان. هنا نلتقي مع ما قاله البابا القديس يوحنا بولس الثاني عن لبنان الرسالة بوحدة أبنائه وتناغم طوائفه التي تجعل منه وطنا فريدا وغنيا بكافة مكوناته، وهكذا أفهم حركة الإمام موسى الصدر الذي أراد أن يجعل من الشيعة وجدان العدالة في قلب المجتمع اللبناني. وإرادته هذه هدفها إخراج الشيعة إلى نهار التاريخ.
فالمحرومية إذا في نظر الإمام، وهي من وحي كربلاء، لا تتصالح مع ذاتها إلا في حركة التاريخ. وحركة التاريخ هنا، بما أن الحرمان ولد نتيجة فعل سياسي، هي حركة سياسية أخذت في وعي الإمام اتجاها واضحا: ثورة على ما يعيق تحقيق العدالة ويتنكر لها، لا انقلابا على الإطار السياسي أو خروجا عنه، وإلا انتفى السبيل إلى تحقيق العدالة.
من هنا يمكننا فهم ما التبس في حركة الإمام الصدر التي صورت كما لو أنها انقلاب على الدولة في مرحلة تاريخية معينة. لكن تاريخ الإمام يشير بوضوح إلى أنه صاحب وعي نابع من حس تاريخي عميق، بأن الشيعة يصلحون الدولة ولا ينقلبون عليها. وبالتحديد هنا الدولة اللبنانية التي لها معنى خاص في وجدان شيعة لبنان، يوقنه الإمام حق يقين كما عبر يوما: "الوطن يعيش في ضمائر أبنائه قبل أن يعيش في الجغرافيا والتاريخ. ولا حياة للوطن بدون الإحساس بالمواطنة والمشاركة. وهذا يجب أن يبرز بصورة واضحة وسريعة ودائمة في ترفعكم عن العائليات والأقليات والطائفيات والحزبيات". إذا العودة إلى ما قبل الدولة ليست على برنامج الإمام، واستعادة الدولة تاريخيا ليست على برنامج الإمام. الهدف صريح: رأب الصدع في مسألة العدالة شيعيا أو أدق كربلائيا".
وقال: "هنا في نظرنا المدخل الأساس لفهم علاقة الإمام الصدر بالقضايا الاجتماعية. والذي يحسم المسألة هو الموقف الذي أخذه الإمام إبان اندلاع الحرب في لبنان سنة 1975، إذ اعتكف. أظهر هذا الموقف يومها وبوضوح خيار الإمام في ما يتعلق بلبنان وقضية الإصلاح السياسي على خلفية المطالب، ومنها المطالب الاجتماعية. فهو بهذا الموقف أظهر تمايزه وقدرة تمييزه. ثورة من أجل العدالة نعم، لكن لا مس بالتركيبة اللبنانية. إنه فعل تمييز واضح، وهذا ما نقله في ما بعد المغفور له الإمام محمد مهدي شمس الدين في كتاب الوصايا، حيث رسم الخط البياني لحركة الإمام الصدر واهدافها والغاية من ثورة المحرومين. نأسف لأن الوقت غير كاف لنوفي الإمام شمس الدين حقه في هذا المجال. والتمايز بدا واضحا من خلال اعتكافه، أنه أراد الاستقلالية، أي ألا ترتهن حركته لأي شعار آخر لا يريده الإمام وأن تختصر من هذا الشعار. وهذا ما سار عليه الشيعة أيضا بشكل عام، حين أصروا على التمسك بالعيش معا ضمانة أكيدة لصحة حركتهم.
هذا كله إن دل على شيء، فعلى بناء معرفي متين وواضح المعالم والأسس، رسم لحركة الإمام منطلقات وأسسا للفعل. وفي فهم دعائم هذا البناء يتبين لنا تعاطي الإمام الصدر في القضايا الإجتماعية".
وتابع: "الدعامة الأولى، شخصية الإمام في مقاربته القضايا الإجتماعية، إنها شخصية رجل الحركة الذي يتقدم عنده الواقع على كل شيء آخر. حتى العقيدة هي عقيدة للحياة وملهمة للفعل في الواقع التاريخي. والواقع هنا الذي تحدث فيه وعليه الحركة هو الواقع اللبناني من ضمن حدوده. إذا الرجل انتدب ذاته لمهمة في زمان ومكان محددين. وهذا ما نسميه شمولية مكانية. وهي تنم عن واقعية كبيرة في التعاطي، وعن وعي دقيق إلى أن القضايا الإجتماعية ليست قضايا شمولية واقعا، إنها قضايا عينية تخص واقع كل مجتمع، والخروج منها لا يكون من دون الاعتراف ببنية المجتمع القائم حتى تنجح عملية الإصلاح والتغيير. حتى العدالة المكانية هي في تطبيقها شمولية في نتائجها.
وبما أن الإمام يعنيه الواقع، وهنا المقصود الواقع الاجتماعي في الواقع اللبناني، هذا الواقع يتألف من مستويين كما أشرنا سابقا: الإنسان زائد العمل المتبادل أو التفاعل. وهذان المستويان يحملان الدعامتين الثانية والثالثة لمقاربة الإمام الصدر للقضايا الاجتماعية".
أضاف: "الدعامة الثانية: الإنسان الذي نظر إليه الإمام من منطلقات الدعوة القرآنية، بحسب الآية الكريمة في سورة البقرة (30): "إني جاعل في الأرض خليفة". هذه الآية رسمت إطارا مفهوميا لحركة الإمام. وهذا الإطار يشمل ثلاث نواح: الناحية الأولى، لا فهم ولا تعاطي ولا حلول حقيقية للقضايا الاجتماعية من دون محورية الإنسان. لأن التاريخ يظهر أنه كلما كانت الخيارات في هذه القضايا محورها الإنسان كلما تقدمت البشرية إنسانيا، أما كلما عولجت هذه القضايا من منطلقات ايديولوجية، كان الإنسان الضحية. في القضايا الاجتماعية كل شيء يبدأ في الإنسان وينتهي عنده، وفي ذلك يلتقي مع إيمانويل مونييه والشخصانية كتيار فكري وفلسفة أخلاقية حيث القيمة الأساسية لكل عمل هي احترام الشخص البشري. وحتى يكون الإنسان محورا، تؤسس هذه الآية عند الإمام الصدر لكرامة الإنسان، إذ من دون التيقن أن للانسان كرامة، لن تفهم حقيقة القضايا الاجتماعية، وهو مصطلح يدل على نتائج انتهاك كرامة الإنسان في البنى السياسية والاقتصادية والمالية. فالكرامة بما أنها أعطيت من الله للانسان، يعتبر صونها إلتزاما بإرادة الخالق كما قال الإمام الصدر يوما: "إن القلم ليس خليفة الإنسان ولا الكاتب، بل الخليفة هو الذي يمتلك الإرادة والخطة والاختيار، ينفذ من خلالها أهداف صاحب المشروع الأصيلة"، وللكرامة ناحيتان أخريان عند الإمام تتصلان بحرية الإنسان وقدرته على الفعل والمسؤولية. إن الإقرار بكرامة الإنسان يعني أننا نؤمن بأن الإنسان حر في أصله، وحريته هذه تتجلى في التاريخ من خلال ما يصنعه الإنسان. هذه هي الناحية الثانية. أما الناحية الثالثة فهي أننا نستدل على هذه الكرامة من طبيعة البنى التي يقيمها الإنسان تعبيرا عن حريته وعن طبيعة المسؤولية التي يصون بها الإنسان هذه البنى. الكرامة عند الإمام هي إذا أصل وتجل تاريخي".
وقال: "الدعامة الثالثة: قلنا إن الإمام يحدد المجتمع بإنسان زائد فعل أو تفاعل، وهذا في أصل الاجتماع الإنساني. فالاجتماع إما أن يكون اجتماعا من أجل، وهذا تجل من تجليات فهم الحرية حديثا، وإما لا يكون. طبعا إنه يكون من حيث الواقع، غير أنه لن يكون إنسانيا. وكلنا نعرف أن الذين بنوا المجتمع على منطق الحاجة لا الحرية، انتهى المجتمع لديهم مجتمع ذئاب، كما قال هوبس: "الإنسان ذئب للانسان". الإمام الصدر يرى المجتمع من منظار الحرية ببعدها الآخر وهو التفاعل، لأن الكرامة الإنسانية المستخلفة هي في حال تفاعل وعمل متبادل. هذا لم ينظر إليه الإمام من منطلق نظري بحت، بل من منطلق تاريخي واقعي، وبالتحديد من منطلق التجربة اللبنانية وتحدياتها. كي لا نطيل سنستعين بنص للسيد هاني فحص يختصر معنى هذا الدعامة الثالثة كما عاشها الإمام موسى الصدر، يقول: "أتى الإمام الصدر الى لبنان خليفة حديثة وحداثية أصيلة للسيد عبد الحسين شرف الدين (الوحدة المصرية - السورية - وانفجار الوضع في لبنان)، فجاء انتخاب فؤاد شهاب للرئاسة بعد الأحداث وبتأييد من جمال عبد الناصر، مقدمة للتوفيق بين الكيانية والوحدوية، من هنا بدأت تتكون جاذبية فؤاد شهاب ونهجه لدى الإمام الصدر، سواء في إصرار فؤاد شهاب على التحديث في الدولة والمجتمع من خلال بناء المؤسسات، أو من خلال مد الديموقراطية الى الإجتماع اللبناني من خلال إفساح المجال للقوى البورجوازية الوطنية الناهضة علما وعملا وثقافة، في بناء مؤسسات الدولة السياسية، والإدارية، والتنفيذية. هنا التقى موسى الصدر بفؤاد شهاب، فلم يتوقف السيد موسى أو يحصر نفسه في إطار العائلات العلمية الدينية وتراثها وأسلوب حياتها وطموحاتها وعملها وولاءاتها السياسية، بل توجه نحو فئات مستجدة في المجتمع الأهلي، الى الفقراء عموما والى النماذج المتقدمة من الطبقة المتوسطة على طريق التحصيل العلمي والنشاط الاقتصادي والعمراني، وكان آتيا من إيران، جاء لبنان جامعا بين نشأته الإيرانية وأصوله اللبنانية متوفرا على مسافة موضوعية بينه وبين المجتمع اللبناني، ساعدته على أن تكون نظرته أشمل وأعمق، وخالية نسبيا من الحساسيات الفئوية، وأكثر موضوعية في فهمها للتعدد اللبناني، وما يختزن من حيويات ترتقي بلبنان الى مستوى المثال المنشود دائما، وهكذا اكتشف ضرورة المسيحيين للبنان على أن يعدلوا وضرورة المسلمين للمسيحيين على أن يوطنوا أحلامهم".
وتابع: "لقد أسهمت هذه المسافة في تمكينه من قراءة الشيعة كشرط وطني للنهوض، والوطنية اللبنانية كشرط شيعي للاندماج وتعميق الانتماء، فاختار رعاية الشأن الشيعي من موقع وسطي اعتدالي توفيقي بين الموروث والمستجد، يعتمد الصراحة في نقد الدولة من حيث تقصيرها التاريخي مع الشيعة، ونقد الشيعة في ضرورة التمأسس من أجل تأهيل ذاتهم لشراكة أكثر فاعلية، تعوض الوضع الذي نتج عن الإهمال المشترك للشيعة، بين الدولة والطبقة السياسية الشيعية الحاكمة، التي كان ميالا لإيجاد الأعذار لها، من دون أن يرى أن هذه الأعذار باقية نظرا للتبدل في واقع الدولة والوطن، ووعي الشيعة ودورهم وقدراتهم ومساهماتهم في بناء لبنان بعد الاستقلال".
وختم المطران عون:"الإمام الصدر والقضايا الاجتماعية، قاربناها من منظار تأصيلي، لهدفين: الأول لأن ذكرى رجل في نظرنا لا في ما أنجز، بل في ما قاده إلى الإنجاز في نهجه. ونحن اخترنا النهج لا الإنجازات خوفا من تقصير في إيفاء الرجل حقه؛ والثاني، لأن الذكرى تحمل العبرة ونحن في زمن لا بد لنا من أن نعتبر من كبار تاريخنا، والإمام دخل تاريخنا من باب الكبار. ولبنان يستحق كبارا لا بما ينجزوه، بل بأحلامهم، والحلم تعبير عما يختزن الإنسان في عمقه من مبتغى، وهل هناك أشرف من العدالة مبتغى، ومن التفاعل مسلكا ومن الأصالة مذهبا. هذه ما وجدناها في مقاربة الإمام للقضايا الإجتماعية: أصالة، ومسلك ومبتغى".
عواد
واعتبر الشيخ عواد "أن مطالعة المطران عون تعبر عن نبذة تاريخية موضوعية، وأن رجال الدين جميعا مسيحيين ومسلمين يوافقون على القول ان رجال الدين المسيحيين يستطيعون قراءة فكر الامام موسى الصدر، ورجال الدين المسلمين كذلك، أكثر من كل العلمانيين والزمنيين والمتنورين، لأنهم في اللاهوت والعمق والخطوط العريضة يلتقون حول شمولية هذا النهج".
وتابع: "أن كلمته هي مناقشة هادئة وحكيمة وهي في نفس منطلقة من نفس لاهوتي ديني بحت، التزاما بالصورة التي وضعها الامام الصدر عن نفسه، وهناك ما يسمى تعريف خاص بالشخص شبيه ببطاقة الهوية التي تعطى في دوائر النفوس، والامام من ذرية النبي محمد، وفي هذا المجال اذكر الأخوة جميعا بأن كثيرا من المؤلفين عبر التاريخ كتبوا مجلدات عن هذه السلالة، وهناك عدة كتب في هذا المجال للحديث فقط عن مشاريع الاصلاح والتغيير التي قام بها عظماء وطليعيون كبار من هذه الذرية الشريفة المباركة".
وأشار الى أنه "يحق لنا موضوعيا ان نقول من المسلم به دينيا وعلميا الاحاطة بالخلفية الموضوعية لهذه السلالة العبقرية، وفي أحد المراجع الدينية ورد عن أنه كان مؤهلا لتبؤ المنصب الأرفع والأعلى، متحدثا عن أصوله وسيرته منذ ولادته ومرورا بكل تعاليمه التي انتشرت على كل بقعة العالم الاسلامي".
وأضاف: "أن الامام الصدر تحلى بالانفتاح واحترام الآخر مهما كانت آراؤه، والانفتاح هو ثقافي على الأمم والشعوب واللغات، لان الثقافة الشيعية والمراكز العلمية الشيعية منقطعة عن السلطات ولا ترتبط بها بأي شكل، وهذا ما رأيناه منذ تأسيس الحوزات الدينية قبل الف ومئتي سنة، التي كانت لا تسير في ركاب أي سلطة، ولا تتعاطف مع أي سلطة، ولا تعترف بشرعية أي منها، ولها استقلالية كاملة عبر التاريخ، وهكذا كانت وستبقى الى يومنا هذا".
وذكر "بنهج الامام اية الله علي السيستاني الذي اعتمد على التواضع واستقلالية الموقف والتوجيه لبقية المرجعيات، وقد استطاع ان يسقط المشروع العالمي الاقليمي في العراق،وهو المشروع الذي عملت عليه اميركا وبعض الدول الغربية والاوروبية، وفوجىء أرباب هذا المشروع بموقف الامام علي السيستاني الذي وضع حدا لهم، مشيرا الى أن الامام الصدر بلغ علميا مستوى اجتهاد يمكنه من فهم الشريعة الاسلامية، عقيدة وقيما وشريعة، من دون الجروع الى اية مرجعية علمية ودينية اخرى".
وختم: "أن الامام الصدر اعتمد الكلمة الطيبة كالشجرة التي تعطي الثمار الطيب، فالكلمة تغير، والمتغير بالكلمة أيضا تغير، ورؤيته اعتمدت هذه الميزة، فتولدت قناعاته التي يؤمن بها، والنابعة من الفطرة أولا، والاسلام والقرآن تحديدا، في حين أن الايمان هو جزء من التركيبة الروحية للانسان، وهذا ما يكمل فكرة القناعة.