لبنان
27 تشرين الأول 2021, 08:45

عوده في عيد القدّيس ديمتريوس: ربّوا أولادكم ليرى النّاس فيهم وجه الله

تيلي لوميار/ نورسات
في مار متر- الأشرفيّة، احتفل متروبوليت بيروت وتوابعها للرّوم الأرثوذكس الياس عوده بعيد شفيع الأشرفيّة القدّيس ديمتريوس، إذ ترأّس القدّاس الإلهيّ قبل ظهر الثّلاثاء، محاطًا بلفيف من الكهنة، بمشاركة جمع من المؤمنين.

بعد الإنجيل المقدّس، أضاء عوده على حياة صاحب العيد والقيم الإيمانيّة الّتي عاشها قبل استشهاده، وتحدّث عن العائلة والإيمان والتّواضع والمحبّة، فقال بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "أيّها الأحبّة، اليوم عيد القدّيس ديمتريوس العظيم في الشّهداء والمفيض الطّيّب. هذا القدّيس تربّى في عائلة، من أب وأم، يعيشان في التّقى وفي محبّة الله حبًّا عظيمًا. والده كان قائدًا مكرّمًا في الجيش، وهو صار، أيضًا، على شبه أبيه، ضابطًا أمينًا، لما كان الإمبراطور يضعه فيه. ولد من أب وأمّ يحبّان الله حبًّا جمًّا. العائلة، يا أحبّة، قاعدة أساسيّة في تربية الأولاد، ليصبحوا تلاميذ الرّبّ، وهؤلاء قد تعلّموا من والديهم، أن يعبدوا الرّبّ بالشّكل والفعل. لو لم يكن الوالدان محبّين لله، ما كان ديمتريوس كما نقول عنه. فإذا رأيتم أولادًا لا على شاكلة المسيح، إنّها دلالة واضحة جدًّا، بأنّ والديهم لا يعيشون، عيشة طاهرة ولا يسمعون كلمة الرّبّ، بل يعيشون على ما تملي عليهم شهواتهم (...). الأخلاق نتعلّمها من الوالدين. ديمتريوس كان تقيًّا جدًّا وكان أمينًا في مهمّته وأمينًا لقائده ولوطنه وأمينًا أوّلاً لله."

وتوجّه إلى الأهل قائلاً: "ربّوا أولادكم ليرى النّاس فيهم وجه الله، وجه المسيح. هذا يستدعي إيمانًا. تأتون إلى الكنيسة لتسمعون كلمة الله وتعملون بها. الله يعتقد أنّكم لا تمثّلون للنّاس بأنّكم أتقياء. أعرف من مجيئكم إلى الكنيسة، أنّكم تقتدون بالمسيح الّذي تجسّد، من أجل أن نتمثّل به. يسوع صار إنسانًا لنتمثّل به. المسيح هو قدوة مقدّسة للنّاس.

الأهل يعلّمون أولادهم الإيمان. أن أؤمن بك، يعني أن أثق بك وبكلامك وتصرّفاتك وبالتّعاطي مع النّاس بمحبّة. الإيمان بالرّبّ هو الثّقة به وهو الطّاعة له. الطّاعة بلا محبّة، هي محبّة جوفاء، محبّة كاذبة لا حياة فيها(...).

هذا العيد وكلّ عيد هو لنتعلّم كيف نكون طائعين للرّبّ ومؤمنين به وتلاميذ له، مستعدّين أن نموت من أجل أن ننشر تعاليمه الّتي تجعل من كلّ إنسان قدّيسًا، أيّ مقدّسًا بالرّبّ القدّوس. وكما نقول في القدّاس: القدسات للقدّيسين. ونردّ قدّوس واحد. الكنيسة تدعونا أن نكون كالقدّوس الواحد".