لبنان
13 تشرين الأول 2020, 11:50

عوده: دعاؤنا أن يرحمنا الله من وباء كورونا ومن أيّ وباء ينغّص عيش اللّبنانيّ

تيلي لوميار/ نورسات
تمّ قبل ظهر اليوم، توقيع معاهدة تعاون بين مستشفى القدّيس جاورجيوس الجامعيّ والمستشفى اللّبنانيّ الكنديّ، في دار مطرانيّة بيروت وتوابعها للرّوم الأرثوذكس، برعاية المتروبوليت الياس عوده وحضوره، وبحضور الوزير السّابق الياس بو صعب، ومدير مستشفى القدّيس جاورجيوس الجامعيّ إدغار جوجو، ورئيس جامعة القدّيس جاورجيوس في بيروت الوزير السّابق د. طارق متري وأطبّاء من المستشفى.

وتخلّلت الحدث كلمة لعوده قال فيها: "لا أحدَ يعرفُ ما تحملُه الحياةُ. والإنسانُ يجاهدُ طيلةَ حياتِه لتخطّي الصّعوباتِ والعراقيل والتّغلّبِ عليها.

لا أحد يقفُ أمام العراقيل متفرّجًا خاصّةً إذا كان مسؤولاً. ونحن إلى جانب المسؤوليّة مسيحيّون نؤمن بأنّ النّور يغلب الظّلمة، وبأنّ الغلبة دائمًا للحياة، لذلك لا مكان للتّخاذل والتّراجع في نفوسنا الّتي تحيا بالإيمان والرّجاء بإلهها الغالب الموت.

مستشفى القدّيس جاورجيوس الجامعيّ جاهدَ منذ ما يقاربُ القرن والنّصف قرن للقيامِ بواجبِه وإتمامِ رسالتِه الّتي أُنشئ من أجلِها متخطيًّا صعوباتِ الحياة وأبرزُها الحروب الّتي عاشها. إنّ الضّربةَ القاسية الّتي أصابتْه في 4 آب لن تُثنيه عن القيامِ بهذه الرّسالة. مباني المستشفى أُصيبتْ بأضرارٍ جسيمة، وبانتظارِ إصلاحِها وترميمها، يقومُ أطبّاؤنا وممرِّضونا وجميعُ المسؤولين في المستشفى بِعَملٍ جبّار من أجلِ متابعةِ رسالتِهم رَغمَ النَّكبةِ الّتي أصابتهم والظّروفِ الصّعبةِ الّتي يعملونَ فيها. ونحن نشكر الله أنّ المستشفى يعود إلى العمل تدريجيًّا ولو في ظروفٍ ليست مثاليّة وأبنية متضرّرة.

وأمامَ انتشارِ فيروس كورونا وواجبِ المستشفى تأدية رسالتِهِ الإنسانيّة والوطنيّة، قام بتوقيع هذه المعاهدة الّتي تخوّلُه استقبالَ المصابين بهذا الفيروس ومعالجتَهم في المستشفى اللّبنانيّ الكنديّ الّذي شاءه حبيبُنا الياس منذ البدء مركزًا لحجرِ مرضى الكورونا. وهكذا نتعزّى بهذه الخطوة الّتي تساعِدُ على انتشالِ المريض من ضيقِه الجسديّ والنّفسيّ.

دعاؤنا أن يرحمَنا اللهُ من هذا الوباء ومن أيّ وباءٍ ينغّصُ عَيْشَ اللّبنانيّ ويسيءُ إلى حياتِه ويعرقلُ طموحَه، وأن يساعدنا على ترميمِ المستشفى وتطويرِه باستمرار وإعادتِه إلى خدمةِ الإنسان والاهتمامِ بصحّتِه لتكونَ له الحياةُ أفضل.

كما نسألُه أن ينيرَ عقولَ المسؤولين في هذا البلد لينصرفوا عن مصالحِهم الخاصّة ومطالبِهم التّعجيزيّة إلى الاهتمامِ بمصيرِ هذا البلد وشعبِه الرّازحِ تحت أثقالٍ لم يعدْ يقوى عليها، ويشكّلوا حكومةً تعملُ بِجِدٍّ ونشاط من أجل حلِّ المشاكلِ الاقتصاديةِّ والماليّةِ والاجتماعيّةِ والصّحّيّةِ بروحِ الخدمةِ والتّضحية بدَلَ الاستغلال والمحاصصة."