لبنان
19 كانون الثاني 2022, 14:30

عوده استقبل نائب رئيس مجلس الوزراء السّابق غسّان حاصباني

تيلي لوميار/ نورسات
إستقبل متروبوليت بيروت وتوابعها للرّوم الأرثوذكس المطران الياس عوده نائب ظهر اليوم، نائب رئيس مجلس الوزراء السّابق الأستاذ غسّان حاصباني الّذي قال بعد الزّيارة:

"يمرّ لبنان بإحدى أصعب مراحل تاريخه، والشّعب اللّبنانيّ اليوم في حيرة حول مصيره. بالرّغم من التّنبيه الدّائم الّذي قدّمناه في السّنوات الماضية والحلول الّتي طرحناها والخطوات الّتي قمنا بها للجم التّدهور النّاتج عن ثنائيّة السّلاح والفساد الّتي تحكّمت بالبلاد والعباد في العقود الماضية، لا يزال الانهيار مستمرّ ويتطلّب جهدًا أكبر من قبل الإصلاحيّين. لكن ذلك لا يتحقّق إلّا إذا بدأ التّغيير بكلمة من الشّعب. فالنّاس اليوم أصبحوا في حال فقر وجوع وحرمان وقمع نفسيّ إضافة إلى الجسديّ، وأهل بيروت ما زالوا يعانون الأمرّين ونحن منهم، من الانفجار المدمّر لمدينتنا. لذلك، حان الوقت ليقول الشّعب كلمته بتحرّر من أيّ قيود لأنّه هو مصدر كلّ السّلطات الدّستوريّة، ويختار من يمثّله ومن يقف معه في مسار تغيير المعادلة كي لا يضطرّ أن ينتظر مساعدة من أحد، بل يتّكل على اقتصاده كي يخلق له فرص العمل ولقمة العيش بكرامة، وعلى دولته لتؤمّن له الاستشفاء والدّواء والتّعليم وضمان الشّيخوخة والأمن. المؤسّسات الكنسيّة والخيريّة تقوم بدور كبير لسدّ الفراغ الّذي أحدثته دولة فشلت في تلبية متطلّبات الشّعب، لكن لا بدّ من أن تتحمّل الدّولة مسؤوليّاتها من جديد. لذلك يتطلّب لبنان، كما تتطلّب بيروت، أكثر من أيّ وقت مضى، أشخاصًا يمثّلون الوجدان اللّبنانيّ، ورجال دولة يعملون لبناء دولة حديثة تليق بطموح اللّبنانيّ.

إنطلاقًا من الدّور المرجعيّ لمطران بيروت للرّوم الأرثوذكس، وبما أنّني سأكون مرشّح القوّات اللّبنانيّة عن المقعد الأرثوذكسيّ لبيروت الأولى في النّدوة البرلمانيّة، زرت سيّدنا المتروبوليت الياس عوده الجزيل الاحترام، لأحصل على بركاته، قبل الانطلاق في العمل. فهو أب روحيّ لي، ومرشد أمين، وراع صالح لأبرشيّته، ومثال على التّضحية والمثابرة في خدمة الإنسان، هو الّذي بنى ورمّم بعد الحرب، إلى جانب الكنائس، مؤسّسات استشفائيّة وتربويّة واجتماعيّة على مدى أربعة عقود، لخدمة أهل بيروت ولبنان، وعاد ليبنيها من جديد بعد أن دُمّرت في الانفجار الكبير.

بيروت بحاجة إلى سواعد كلّ أبنائها ليعود إليها مجدها وليبقى أهلها فيها. وها أنا اليوم أتّخذ الخطوة الأولى في مسار طويل، آملاً أن يوفقني الله في خدمة أهل مدينتي بيروت وبلدي لبنان".