عوده استقبل بو صعب وسليم، ماذا في التّفاصيل؟
بعد الزّيارة قال النّائب بو صعب: "لقد قمنا أنا ووزير الدّفاع بزيارة سيّدنا المطران الياس وكانت جلسة مطوّلة ناقشنا خلالها مواضيع متعدّدة، وأمورًا تعني المواطن اللّبنانيّ والحالة الّتي وصل إليها هذا البلد، والشّغور في رئاسة الجمهوريّة الّذي ينعكس سلبًا على كافّة الأمور الأخرى. تكلّمنا على مواضيع عديدة وعلى ضرورة أن يقوم الجميع بجهد، وأعني بالجميع الأفرقاء السّياسيّين في لبنان الّذين عليهم أن يقوموا بجهد كبير حتّى نصل إلى مكان نستطيع التّكلّم مع بعضنا البعض لأنّه من دون الكلام والتّشاور لن نصل إلى نتيجة. إذا كنّا ننتظر من يأتي من الخارج أو حلّاً من الخارج قد ننتظر كثيرًا، وهذه مسؤوليّة كبيرة جدًّا تقع على كلّ من يتقاعس عن إيجاد الحلّ إذا كان بإمكانه إيجاده. أطلعنا سيّدنا على معطياتنا، تلك المعنيّ أنا بها أو معالي وزير الدّفاع، والأمور المستجدّة وتلك الممكن أن نواجهها في الأيّام القادمة. طبعًا لسيّدنا وجهة نظر يعبّر عنها في عظاته، وكان من الضّروريّ أن نطلعه على المعطيات الّتي نملكها لأنّ الفراغ حاليًّا هو فراغ قاتل.
تباحثنا أيضًا مع سيّدنا بأمور لها علاقة بالشّغور ليس فقط على مستوى رئاسة الجمهوريّة إنّما في المواقع الأخرى أيضًا. نحن الأرثوذكسيّين نقول دائمًا أنّنا مقتنعون بضرورة وجود دولة مدنيّة ومؤمنون بهذا، ولكن حتّى حصول ذلك كلّنا نعلم أنّ كلّ المواقع مقسّمة وفق طوائف ومذاهب وحصص. نحن نريد دولة مدنيّة ومقتنعون بها ولكن التّعيينات تحصل وفق المذاهب، وكلٌّ يطالب بحقّه، وهناك شغور في المواقع الأرثوذكسيّة منذ سنين طويلة ونحن نطالب بها ونتكلّم عنها. لهذا، في حال حصول أيّ ملء لشغور في أيّ موقع في الدّولة، يجب أن تكون هذه المواقع الأرثوذكسيّة من الأولويّات، ولا نقبل أن يتشاطر أحد على الطّائفة الأرثوذكسيّة أو يتجاهل هذا الموضوع ويواجهه بطريقة ملتوية.
وضعنا هذه المعطيات أمام سيّدنا وسمعنا وجهة نظره وهذه ليست المرّة الأولى الّتي نتكلّم فيها معه بهذا الموضوع وسنتابعه إن في قوى الأمن الدّاخليّ الّذي سيكثر الكلام عنه في الأيّام القادمة، أو المواقع الأخرى. وسنواجه الالتفافات الّتي يحاول البعض القيام بها. سنكون صريحين، نريد تطبيق القانون ولا شيء غير ذلك، ولن نقبل إلّا بتطبيق القانون وإعطاء كلّ صاحب حقّ حقّه. وهذا ينطبق على الأجهزة الأمنيّة الأخرى ومنها الجيش، وهذه يعبّر عنها معالي وزير الدّفاع ونتشارك الآراء ذاتها معه. نحن أصحاب مطالبة بالقانون وتطبيقه ولن نرضى أن يتخطّى أحد القانون ويضع يده على صلاحيّات إن كان لمواقع أرثوذكسيّة أو غير أرثوذكسيّة."
ثمّ قال الوزير سليم: "لن أزيد الكثير على ما تفضّل به دولة الرّئيس ولكن ما سأقوله إنّنا طرحنا كلّ الشّؤون الوطنيّة والّتي لها علاقة بالمؤسّسات مع سيادة المتروبوليت الياس، الحديث كان شاملاً وعميقًا. تطرّقنا إلى الحقوق الوطنيّة لكلّ مكوّنات هذا المجتمع اللّبنانيّ وقلنا إنّه لا يجوز أن يكون هناك تطاول على بعض المواقع، كلّ تصرّف بهذا الاتّجاه يجب أن يكون وفقًا للقانون. على مستوى الحديث الدّائر في البلد عن شغور في المواقع العسكريّة في المجلس العسكريّ هذا شغور في بعض مؤسّسات وزارة الدّفاع. سعيت أنا كوزير دفاع وقبل انتهاء ولاية رئيس الجمهوريّة أن نعيّن من يحلّ في هذه المواقع بتواريخ إحالة الضّبّاط الّتي كانوا يشغلونها على التّقاعد، لكن ذلك لم يتمّ الاتّفاق عليه ولم يحصل، والشّغور حاصل ممّا قبل مطلع العام حتّى اليوم. حاليًّا هذه المواقع لا يجوز فيها لا الارتجال ولا التّسرّع ولا تكون خارج أيّ صلاحيّة للحكومة. عندما يكون هناك اتّفاق وطنيّ، وتوافق على هذه التّعيينات على المستوى الوطنيّ، عندها يسهل العمل باتّجاه تسمية الأشخاص الّذين يتولّون هذه المواقع، إنّما تحصل وفقًا لقانون الدّفاع. في قانون الدّفاع هذه صلاحيّة وزير الدّفاع حصرًا ولا أحد سواه يستطيع أن يتناول هذه المواضيع وكأنّه يسير في طليعة المطالبين. الموضوع وطنيّ، يتعلّق بالمؤسّسة العسكريّة، ولا أحد أحرص من وزير الدّفاع على هذه المؤسّسة. نحن نسعى إلى كلّ ما يحصّن لبنان وما يحصّن الجيش وكلّ المؤسّسات ليبقى هذا الوطن صامدًا في وجه كلّ ما يتعرّض له من أزمات".