عوده استقبل النّائب كرم وسفير اليونان في لبنان
"نحن نقوم دوريًّا بزيارة سيّدنا الياس لنستمع إلى حكمته وننقل له وجهة نظرنا وموقفنا من الوضع الوطنيّ. نحن نمرّ في ظروف إستثنائيّة، وهناك ضرورة دائمة للتّواصل مع سيادته لكي نسمع آراءه القيِّمة والأساسيّة بخصوص كلّ الأمور الوطنيّة. إنّ سيّدنا يوجّه دائمًا، لكنّه لا يتعاطى بالتّفاصيل. هو موجِّه ومن الضروري الاستماع إليه. هو صاحب رأي مهمّ وصوته يريحنا. سيادته يمثّل صوت الحقّ، الذي ربّما يزعج البعض، يمثّل صوت الشّعب الذي يعاني من فساد هذه السلطة، كما يمثّل صوت السلام ونبذ العنف. رسائله تمثّل دومًا السلام في هذا الوطن، وهو يقدّم توجيهات لكي نتمكّن من التفاهم، كلبنانيّين، على طريقة للسلام فيما بيننا. للأسف، الأصوات التي سمعناها، والتي انتقدت سيادته، والأفلام المفبركة التي تظهر من وقت إلى آخر، هي أصوات تدافع عن الشرّ في وجه سيّدنا. الرسائل التي تُوَجَّه له بأنّه رجل دين ولا يمكنه التعاطي بالأمور الوطنيّة، هي قمّة الخطأ والتجاوز والتعدّي على مواقف رجال الدين، لأنّ دورهم وواجبهم، أمام هذا الفساد والاستبداد والتقصير بحقّ الشعب، التدخّل من أجل شعبهم ومن أجل السلام في وطنهم. نحن ننصح الذين انتقدوا سيّدنا، بما أنّهم قريبون من بعض رجال الدين الذين يتعاطون السياسة، والذين لديهم مشاريع سياسيّة في لبنان، أن يتجرّأوا وينصحوهم بالتخفيف من عدائيّتهم تجاه المواطنين الأحرار في لبنان. أيضًا، نقول للمنتقدين إنّ انتقاداتهم تهينهم، لأنّ حرص سيّدنا الوحيد هو على السلام في لبنان وعلى مستقبل هذا الوطن، وعليهم هم بالذات.
وأجاب كرم على سؤال "كيف تنظرون، كقوّات لبنانيّة، إلى موقف الوزير جبران باسيل بعدم المشاركة في حكومة تكنوقراطيّة اليوم؟"، قائلاً: "سوف ندرس كلّ تلك المواقف. إنّ هذا الموقف جديد، لا علاقة له بالمواقف السابقة بحقّ انتفاضة الشعب اللّبنانيّ. ما شهدناه من الوزير جبران باسيل وفريقه السياسيّ خلال الخمسين يومًا الماضية يناقض تمامًا هذا الموقف الحاليّ. اليوم، أمام هذا التناقض، سندرس كلّ المواقف ونرى ما هو موقفهم بالنسبة إلى استشارات الإثنين المقبل، وموقفهم بالنسبة إلى كلّ التجاوزات بحقّ المواطنين التي وقع فيها فريقهم السياسيّ على مدى سنوات طويلة، واليوم نرى أنّ المواطنين يعترضون على كلّ تلك التجاوزات والأخطاء والأمور غير السليمة التي تمّت وهم في السلطة. سوف نراقب ونتّخذ الموقف المناسب".
وعن المرحلة المقبلة قال: "إنّهاواضحة بالنسبة إلى القوّات اللبنانيّة التي طرحت رؤيتها قبل أشهر من بدء الإنتفاضة، وهي أنّ الخلاص والإنقاذ للوضع الإقتصاديّ والإجتماعيّ في لبنان يبدأ بتأليف حكومة حياديّة، من تقنيّين اختصاصيّين قادرين أن يُخرجوا لبنان ويُنقذوه من الوضع الذي هو فيه، شرط أن تُوَفَّر لهم الإمكانيّة وكلّ الظروف المناسبة حتّى يتمكنّوا من إخراج لبنان بعِلمهم وفهمهم وحياديّتهم".
وعمّا إذاسيتمّ تعيين اختصاصيّين من قِبل الأحزاب أو من السياسيّين، فما موقف القوّات اللبنانيّة من هذا الموضوع؟ قال كرم: "هذه خدعة ومحاولة نفاق على الشعب. على الإختصاصيّين أن يكونوا حياديّين، أي ألّا يمثّلوا الأحزاب بل أنفسهم وعِلمهم، وعليهم أن يستثمروا كلّ رصيدهم الفكريّ وحياديّتهم في السلطة التنفيذيّة في الدولة اللّبنانيّة، كي نتمكّن لاحقًا من التصفيق لنجاحهم أو نحاسبهم، لكنّ العودة إلى ما قبل 17 تشرين الأوّل، أي أن يمثّل الوزراء أحزابًا، هي عودة إلى الوراء بكلّ مساوئه".
ثمّ استقبل عوده سفير اليونان في لبنان Franciscos Verrosالّذي قال بعد الزيارة: "لقد قمت اليوم بزيارة سيادة المتروبوليت الياس بمناسبة مغادرتي لبنان، وقد كان الحديث معه غاية في الأهميّة. لقد عبّرتُ لسيادته عن أسفي للمغادرة، وعن تقديري الشخصيّ وتقدير السفارة اليونانيّة عمومًا، له وللجماعة الأرثوذكسيّة في لبنان، كوننا شعبًا أرثوذكسيًّا، كما تقديرنا للشعب اللبنانيّ عمومًا، وللصداقة التي تجمع بيننا وبين اللبنانيّين. لقد تأثّرتُ جدًّا بتفهُّم سيادته ولياقته، وأنا لن أنسى أبدًا لقاءَنا اليوم ولا فترةَ مكوثي في لبنان".