عوده استقبل السّفير التّونسيّ والرّئيس فؤاد السّنيورة
وظهرًا استقبل الرّئيس فؤاد السّنيورة يرافقه الوزيران السّابقان الدّكتور طارق متري والأستاذ رشيد درباس والنّائب السّابق الدّكتور عاطف مجدلاني.
بعد الزّيارة قال الرّئيس السّنيورة: "أودّ أن أعبّر عن اعتزازي لزيارتي إلى هذه الدّار لألتقي بسيّدنا المطران الياس عوده وتكون مناسبة للحديث سويًّا، لاسيّما وأنّني آتي لأوّل مرّة بعد هذا التّفجير المريب الّذي حصل في بيروت، في المرفأ ودمّر قسمًا كبيرًا من العاصمة ودمّر أيضًا هذه الدّار الكريمة. وكانت مناسبة للشّدّ على يده ولنؤكّد على كمّيّة اهتمامنا وتقديرنا واعتزازنا وأيضًا تأييدنا لما يقوله كلّ أسبوع في عظاته الّتي يؤشّر فيها على أماكن الخلل الّتي تستشري في البلد، وكم أنّ هذه العظات مهمّة تنتظرها النّاس ويؤيّدون أيضًا المواقف الّتي يطرحها سيادة المطران كلّ أسبوع والّتي تعبّر عن معاناة النّاس، ويقدّرون مَنْ يسمع هذه المعاناة ويعبّر بصرخته، باستغاثته من خلال هذه العظات. كانت هذه الزّيارة مناسبة للبحث في العديد من الأمور الّتي يشكو منها النّاس ولاسيّما في هذه المرحلة الّتي نرى فيها كمّيّة الاستعصاء وبالتّالي ممانعة من أجل أن لا تحصل هذه الخطوة الأساسيّة الّتي هي جزء من عدد من الخطوات الّتي يجب أن تتمّ من أجل معالجة المشكلات الّتي يعاني منها لبنان واللّبنانيّون وهذه سلسلة تتطلّب كلّها قرارات هامّة وأساسيّة أوّلها وليس أصعبها هي مشكلة تأليف الحكومة الّتي مضى حتّى الآن حوالي الثّمانية أشهر ونحن نعاني الأمرّين نتيجة القيود والاستعصاءات ضدّ تأليف الحكومة الّتي طالب اللّبنانيّون أن تكون حكومة تشعر مع اللّبنانيّين وتقدّر النّتائج وبالتّالي تستطيع أن تحظى بثقة اللّبنانيّين وبثقة المجتمعين العربيّ والدّوليّ. وما يهول اللّبنانيّين ويضايقهم أنّ هذه الممارسات، الّتي يخرق جزء كبير منها الدّستور ويخرق كلّ القوانين الّتي قام عليها لبنان ويخرق المبادئ الأساسيّة الّتي عاش لبنان عليها وهي فكرة العيش المشترك، ما زالت الممارسات وكأنّ شيئًا لم يحصل في لبنان وكأنّ ليست هناك مشكلة على الإطلاق أو معاناة وما زال السّياسيّون ينظرون إلى الحصص الّتي يمكن أن يحصلوا عليها وما هي الأشياء الّتي يستطيعون أن يمسكوا بها بتلابيب البلد وتلابيب اللّبنانيّين وهذا أمر لا يؤدّي إلى النّتيجة المبتغاة. هناك على الأرجح قيود واستعصاءات ليست فقط محلّيّة من خلال هؤلاء السّياسيّين وفي مقدّمهم فخامة الرّئيس ولكن هناك أيضًا قيودًا يبدو عليها استعصاءات خارجيّة تمارس ضدّ عمليّة تأليف الحكومة في أسرع وقت ممكن والتّفرّغ لإيجاد الحلول الّتي يحتاجها اللّبنانيّون لإخراجهم من هذا الأتون العظيم الخطير النّاتج عن كلّ هذا التّراكم والابتعاد عن إجراء الإصلاحات الّتي يحتاجها لبنان من أجل إخراجه من مأزقه. الأمر الطّبيعيّ في عمليّة تأليف الحكومة أن تكون الأمور واضحة والبوصلة واضحة أكان في موضوع العودة إلى احترام الدّستور ووثيقة الوفاق الوطنيّ أو احترام الدّولة وسلطتها الكاملة على كلّ الأراضي اللّبنانيّة والعودة إلى احترام استقلاليّة القضاء والشّرعيّتين العربيّة والدّوليّة. يجب أن يكون هذا الهاجس الأساس لأنّه إذا لم يكن في عمليّة التّأليف احترام لكلّ هذه الأمور وبالتّالي احترام للّبنانيّين الّذين يطالبون بأن تكون حكومة تمثّلهم وبالتّالي ترعى مصالحهم وتؤدّي إلى استعادة الثّقة منهم واستعادة الثّقة من المجتمعين العربيّ والدّوليّ، بالتّالي لن يكون هناك إمكانيّة من أجل المعالجات الصّحيحة وإخراج لبنان من هذا المأزق. كانت هذه الزّيارة فرصة للتّداول مع سيادته بكلّ هذه المسائل وفي ضرورة فعليّة إلى تنبّه المسؤولين إلى المعالجات السّريعة من أجل إخراج لبنان فعليًّا وإلّا سيبقى الوضع سائرًا إلى مزيد من التّدهور وهذا ليس في مصلحة الجميع".