عودة ذخائر القديس نيكولاوس من سان بطرسبورغ إلى باري الإيطالية
وقد توجه الكاردينال كوخ إلى روسيا على رأس بعثة فاتيكانية تسلمت ذخائر هذا القديس وعادت بها إلى مدينة باري الإيطالية. وقد ضم الوفد أسقف أبرشية باري بيتونتو المطران فرنشسكو كاكوتشي. وتذكّر صحيفة "أوسيفراتوريه رومانو" الفاتيكانية بأن القديس نيكولاوس هو من أهم القديسين المكرمين حول العالم، والذي يرى فيه مؤمنو مختلف الكنائس والمذاهب المسيحية مدافعاً عن الضعفاء والمضطهدين وحامياً للفتيات والبحارة والأطفال.
ونشرت الصحيفة الفاتيكانية تصريحات للكاهن الدومينيكاني هياشينت ديستيفيل من المجلس البابوي لتعزيز وحدة المسيحيين، الذي شارك أيضا في البعثة الفاتيكانية، وأكد على رمزية هذا الحدث خصوصا وأن نقل الذخائر يتم في أعقاب اللقاء التاريخي الذي جمع البابا فرنسيس ببطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل في هافانا بكوبا في العام 2016، وجاء الحدث كعلامة للصداقة بين الكنيستين ـ الكاثوليكية والأرثوذكسية الروسية ـ وكأنهما تريدان من هذا القديس أن يكون شفيعا للتقارب بينهما، وأن يشكل جسراً من الحوار والصلاة والأخوة. وذكّر المسؤول الفاتيكاني بأن القديس نيكولاوس مرتبط ارتباطاً وثيقاً بتاريخ روسيا وهو شفيع ثلث الكنائس الروسية تقريبا.
من جانبه سلط أسقف باري الضوء على البعد المسكوني لزيارة الكاردينال كوخ والبعثة الفاتيكانية إلى روسيا، مشيراً في هذا السياق إلى الأعداد الكبيرة للمؤمنين الذين تهافتوا ـ في سان بطرسبورغ وفي موسكو منذ الحادي والعشرين من أيار مايو الماضي وحتى اليوم ـ من أجل رؤية الذخائر وهذا الأمر، تابع يقول، عكس المسكونية التي يعيشها الشعب. وشاء المطران كاكوتشي أيضا أن يسلط الضوء على الكلمة التي ألقاها البطريرك كيريل لدى استقباله الذخائر والتي أظهرت انفتاحاً من قبل الكنيسة الأرثوذكسية الروسية على وحدة المسيحيين.
وقد تحدثت صحيفة "أوسيرفاتوريه رومانو" عن اللقاء الذي تم بين الكاردينال كورت كوخ البطريرك كيريل غداة اجتماع الوفد الفاتيكاني إلى المتروبوليت هيراليون رئيس قسم العلاقات الكنسية الخارجية في بطريركية موسكو. وقد رفع ممثلون عن الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية صلوات مشتركة أمام ذخائر القديس نيكولاوس قبل العودة إلى إيطاليا حيث تم وضع الذخائر في ضريح القديس في بازيليك باري وسط احتفال ديني مهيب، وقد تم ذلك بحضور كاتب عدل قام بصياغة الوثيقة الرسمية التي سجّلت ما سيُعرف في التاريخ "عودة القديس نيكولاوس" إلى باري.