لبنان
12 شباط 2017, 10:00

عمار ترأس صلاة اليوم العالمي للمريض في كنيسة السيدة انطلياس: سلامة: رسالتنا تحقيق أمنية المؤسس من خلال ممارسة أعمال الرحمة للجميع

إحتفل رئيس اللجنة الاسقفية لراعوية الخدمات الصحية المطران مارون عمار بالقداس الإلهي في مستشفى السيدة للأمراض المزمنة لراهبات الصليب في انطلياس، لمناسبة "اليوم العالمي الخامس والعشرين للمريض"، في حضور الرئيسة العامة لجمعية راهبات الصليب الأم جانيت أبو عبد الله، رئيسة المستشفى الأخت تمام سلامة، نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون، رئيس بلدية انطلياس ايلي فرحات أبو جودة ، لفيف من الكهنة والراهبات، أعضاء اللجنة وحشد من المرضى والعاملين في المستشفى.

استهل القداس بكلمة لرئيسة المستشفى أشارت فيها الى "أن الكنيسة الجامعة تلتزم بهذا التذكار الذي أطلقه البابا القديس يوحنا بولس الثاني سنة 1992، واحتفل به للمرة الأولى في مدينة لورد في الحادي عشر من شهر شباط 1993. وهو يوم يدعونا إلى التنبه، وبطريقة مميزة، لوضع المرضى، وبشكل عام إلى هؤلاء المتألمين والعاجزين والمصابين بإعاقات، والمرذولين والمهمشين". 

وقالت :"يسر مستشفى السيدة للأمراض المزمنة لراهبات الصليب، أن يكون، اليوم، المساحة الروحية، التي تحتضن هذا التذكار الإنساني المهيب، متمما بذلك أمنية مؤسسه، متابعا المسيرة على خطاه بمحبة واندفاع كي يعمل جاهدا لخدمة الإنسان المتألم وكرامته في مجتمع الشركة والمحبة".

أضافت: "إن مستشفى السيدة للأمراض المزمنة التابع لجمعية راهبات الصليب هو واحة في صحراء هذه الأيام، حيث لا صوت يسمع، ولا يستجاب نداء، وسط ما يعصف بشرقنا من رعود الحقد، فيقهر الإنسان ويذبح ظلما وجورا في دوامة من الشر والبغض والإنتقام، ولكن حسبنا، في هذا اليوم، أن نضيء شمعة في عتمة هذا الزمن تكون قبسا من نور الله في القلوب".

وأردفت: "نعم، هذا ما يقوم به مستشفانا منذ تأسيسه على يد أبينا يعقوب الطوباوي، فقد رآه حاجة ملحة في قلب المجتمع اللبناني، سابقا حاجة عصره بأكثر من خمسين سنة، فكنا دوما الملجأ الأمين للمرضى والعجزة والمعوقين وبخاصة الفقراء منهم الذين يحتاجون إلى الرعاية المتخصصة الطويلة أو القصيرة الأمد، غير مميز أديانهم أو جنسياتهم أو إنتماءاتهم".

وأوضحت: "أن المستشفى هو ككل مشاريع الطوباوي بدأ صغيرا وراح ينمو بقامة البشر والحجر حتى أصبح اليوم مؤلفا من خمسة أجنحة للمرضى بالإضافة إلى أربعة أجنحة أخرى للخدمات الملحقة: الراهبات، الكنيسة، الموظفون، والكافيتيريا. وهو يستوعب حاليا 550 سريرا"، مشددة على "أن المستشفى يهتم بالجسد والروح معا".

وأكدت "إن رسالتنا هي تحقيق أمنية المؤسس من خلال ممارسة أعمال الرحمة لجميع الذين اوكلت إلينا رعايتهم، فالمريض هو في حدقة عيوننا، وفي صميم عملنا، نقدم له العناية والاهتمام كي نخفف وطأة معاناته، ونؤمن له حياة كريمة كإنسان مخلوق على صورة الله".

وشددت على "أن هذا المكان المشع ببسمة أمنا العذراء سيدة الحبل بها بلا دنس هو موئل للعدالة والصدقية والشفافية نركز فيه على نوعية سلوكنا، والاهتمام والحضور، لنعكس وجه مؤسسنا الذي أراد تقديم أفضل أنواع الرعاية، مركزين على كرامة المريض واستقلاليته". 

وتطرقت سلامة الى "الصعوبات الكثيرة التي يواجهها المستشفى أهمها: نقص في الموارد البشرية من ممرضين، وموظفين متخصصين، لاسيما في أمراض الشيخوخة، وعلم النفس، وأخصائيين إجتماعيين في العلاج المهني الصحي. ولا شك في أن تطوير المستشفى وصيانته وغيرها من الأمور هي شبه مستحيلة نظرا للظروف الإقتصادية التي تمر بها بلادنا".

وطلبت من العذراء التي حبل بها بلا دنس "النعمة كي تكون علاقتنا مع المريض علاقة بانسان يحتاج مساعدتنا، وليس مجرد رقم أو مرض". 

وختمت: "ان الكلام الجوهري الذي استوحيته من رسالة البابا فرنسيس بمناسبة اليوم العالمي الخامس والعشرين للمريض 2017 هو مهم لرسالتنا الطبية -الإنسانية، فتعالوا نتكاتف قائمين بدورنا، وفي مجالات أعمالنا، على الإهتمام بالإنسان المريض الضعيف، المهمش، دفعا لبذل جهد جديد ودائم، فلا يكون اهتمامنا ليوم واحد، أو لمناسبة محددة، بل فليكن مصحوبا دوما بدقائق آلامهم وأوجاعهم، عاملين على التخفيف من مصاعبهم ومعاناتهم، ناشدين تجديد ذواتنا عدة وعددا من أجل الوفاء برسالة المتألمين، الذين هم أصدقاء الله، وأحباء مريم".

العظة

وبعد تلاوة الانجيل المقدس ، ألقى عمار عظة استهلها باستذكار أبينا يعقوب وحياته ورسالته على هذه الارض، ناقلا بعض التأملات من رسالة قداسة البابا فرنسيس في "اليوم العالمي للمريض"، متمنيا "أن يرافق وجه العذراء الحلو هذه الرهبانية ومؤسساتها وكل الراهبات والرهبان والكهنة والعاملين في الحقل الطبي لانه من دون مرافقة وجه العذراء الحلو تبقى رسالتهم ناقصة". 

وأثنى عمار على "دور الاخت تمام سلامة التي تشهد مع كل العاملين والعاملات في المستشفى بوجه الايمان الحلو مع كل من هم بحاجة الى الدواء والى الوجه الحلو الذي يعكس حضور الله بيننا كما يقول قداسة البابا وجه العذراء الحلو، كما اخبرتنا عنه القديسة برناديت عندما رأته في لورد".

وأكد "أن في كل مرة تظهر العذراء فيها تكون حاملة رسالة إلهية لنا من السماء، ولا يمكن لوجه العذراء والرب والقديسين والحياة الأبدية في السماء إلا أن يكون جميلا ومسالما ووجه رحمة وأخوة وحضور محبب بيننا أما وجه التخويف والاشياء الاخرى فلا يعكس وجه السماء ولا وجه العذراء لأن رسالة ربنا لا تأتينا إلا من خلال وجه العذراء الحلو التي اختارها ربنا من بين نساء ورجال العالم ليعكس حضور الله على هذه الارض".

وشدد عمار على "إننا كما نتحضر علميا وإنسانيا وفكريا لنكون حاضرين أمام أخوتنا المرضى علينا أن نتحضر بوجه الله الحلو لتكون رسالتنا كاملة لانه الوجه الوحيد الذي يعزي ويعطي القوة والثبات ويظهر لنا أننا نمر على هذه الارض مرور الكرام ولكن حياتنا الحقيقية هي في السماء بوجه حلو الى جانب أمنا العذراء وأبونا يعقوب ومار شربل وجميع القديسين".

وركز على "ان كل انسان يمكن ان يحمل النظرة التي حملتها القديسة برناديت من خلال حضورها في لورد منذ 150 سنة والتي ما زالت هي هي تدخل الى قلوب المتألمين والحجاج وطالبي الرحمة من الرب خلال زيارتهم الى لورد، هذه النظرة التي يحملها ايضا جميع القديسين ويحملها اليوم بصورة خاصة مار شربل من خلال كل العجائب التي يقوم بها مع المرضى والتي ما هي إلا انعكاس لنظرة العذراء بوجهها الحلو بواسطة مار شربل الى الانسان الذي يحب ربنا ويتكل عليه ويثق به ".

وأكد عمار "أن رسالة قداسة البابا لنا في "اليوم العالمي الخامس والعشرين للمريض" تذكرنا دائما أن ربنا صنع بنا العظائم تماما كما صنع بالعذراء وأبونا يعقوب ومار شربل وبكل القديسين، ونحن منهم اذا كنا نثق بالرب واذا نظرنا في حياتنا وفي داخلنا". 


وختم: "بطلب البركة لكل العاملين في الحقل الطبي في هذه المؤسسة وفي كل المؤسسات الطبية ولكل المرضى حتى لا ينسوا مهما كان نوع مرضهم أن وجه العذراء الحلو حاضر دائما معهم، يكفي أن ينظروا اليه حتى ينسوا كل أوجاعهم "، داعيا "الى الصلاة ليعطينا الله النعمة لنحافظ على هذه الشهادة المميزة التي يجب أن نشهدها بين بعضنا نحن البشر على هذه الارض لنبقى انعكاسا لحضور الله والعذراء وأبونا يعقوب ومار شربل وجميع القديسين معنا".