علية صهيون
فدير مار مرقس بالقدس، يعد من أجمل الآثار التاريخية المسيحية على الإطلاق، لأنه بيت مريم أم يوحنا الـذي دعي مرقس، ففي هذا البيت ّتمت معظـم أسرار المسيحية، وأحداثها الهامة، ففي هذا البيت أكل الرب الفصح مع رسله، وغسل أرجلهم، وظهر لهم بعد قيامته، وفيه اجتمع الرسل بنفس واحدة بعد صـعود الـرب، وواظبوا على كسر الخبز، وانتخبوا ماتياس، وحلول الـروح القـدس عليهم وفيه عقد أول مجمع في النصرانية عام ٥١.
وفي عام ١٩٤٠ وعند إجراء ترميمات، وصيانة كنيسة مار مـرقس، اكتـشفت فيه كتابة سريانية ، على القائمة اليمنى عند مدخل باب الكنيسة، ويرتقي تاريخها إلى القرنين الخامس والسادس. ان بيت مريم أم يوحنا الذي دعي مرقس، وكرسه الرسل القديسون كنيسة باسم والدة الآله مـريم بعد صعود سيدنا يسوع المسيح إلى السماء، قد أعيد بناؤه مرة ثانية سنة ٧٣م بعدما خرب الملـك تيطس القدس .
وعليه، فان الكنيسة السريانية الأنطاكيـة الأرثوذكـسية تفتخر لحيازتها هذا الأثر التاريخي المسيحي المنقطع النظير وهو بكل حق لا يقل أهميـة عـن كنيستي القيامة والمهد.
وحيث أن دير مار مرقس يحوز هذه القيمة التاريخية الروحية اتخذ مقرا لأسـاقفة القدس بدءا من مار يعقوب أخي الرب الذي يعتبر أول أساقفته وحتى القـرن الرابـع، بعد ذلك بدأ الأساقفة يتنقلون إلى أديار أخرى كدير مار سمعان الفريسي ومريم المجدلية ، ودير مار توما وغيرهم، ثم أضحى بعد هذا مجرد دير فقط انقطع فيه الرهبان للعبـادة، ومزارا دينيا مقدسًا يحج إليه المؤمنون للتبرك. ومنذ القرن الخامس عشر، اتخذ هذا الدير مرة أخـرى كرسـي ً اسقفيا ولا يزال حتى هذا اليوم. ومن أهم الآثار المقدسة في الكنيسة هي: الباب الذي قرعه بطرس بعد أن نجاه الملاك من السجن، مذبح كرسه مار يعقوب الرسول أول أسقف لأورشليم وصلى عليه، أول جرن للمعمودية في المسيحية، وأيقونة أثرية للعذراء من رسم لوقا الانجيلي.