لبنان
18 كانون الأول 2017, 10:41

عظيم أنت أيّها القدّيس يوسف!

عظيم أنت لا لأنّك كنت رئيسًا بين قومك، ولا لأنّك كنت ذاك النّجّار صاحب سوق للمفروشات، ولا لأنّك تزعّمت حركة أو مؤسّسة أو مشاريع؛ عظيم أنت لأنّك لم تستخدم الطّرق البشريّة عندما عرفت حمل مريم، لم تساهم في رجمها وقتلها؛ عظيم لأنّك انطلقت في التّفتيش عن الحلّ انطلاقًا من برارتك، من عزمك على عيش مشيئة الله؛ عظيم لأنّك تركت ملاك الله يلاقيك في محنتك ففضلت مشروع الله على مشروعك ومصلحتك أنت، كم أنت عظيم في هذه المحنة والحيرة تركت الله يدخل في فكرك وقلبك لتدخل أنت معه في مشروع خلاص للبشريّة.

 

لم تتجاوب مع ردّة فعل بشريّة مع مريم بل لاقيت الله في فعل أمرك أن تقوم به وأنت لبّيت النّداء.

علّمنا يا إلهنا أن نكون اليوم مثل يوسف نخرج من ردّات فعلنا، نتخلّى عن طرق بشريّة توصلنا إلى مهالك وصعاب، لنتمّم مشيئتك في حياتنا اليوميّة.

علّمنا أن ندع خوفنا جانبًا ونأخذ مريم ويسوع إلى صلب حياتنا اليوميّة، إلى عائلتنا، إلى بيوتنا، إلى مصانعنا، ومدارسنا وجامعاتنا، فيكون عمّانوئيل في كلّ زمان ومكان ويغيّر في مسلكنا وذهنيّتنا وتصرّفاتنا. لك المجد يا إلهي من الآن وإلى الأبد.