لبنان
14 تشرين الثاني 2016, 12:30

عظة الخوري طوني بو عسّاف في أحد بشارة زكريّا

ألقى كاهن رعيّة مار يوسف- شحتول- الخوري طوني بو عسّاف عظة بمناسبة أحد بشارة زكريّا، جاء فيها:

 

"في إفتتاح زمن المجيء، زمن إنتظار تجسُّد الربّ يسوع نقف اليوم أمام لوحة إنجيليّة عنوانها زكريّا وإليصابات وأمام فصل من رسالة القدّيس بولس إلى أهل روما وعنوانها إيمانُ إبراهيم: وأمام تلك اللوحتين... كلمة الله تحاكي واقعنا اليوميّ فنقرأ على ضوئها إرادة الله فينا وعمله الدائم في حياتنا اليوميّة.

بين إبراهيم وزكريّا. إليصابات وسارة قاسمٌ مشترك: عقمٌ فوعد فحياة.

رغم سلوك البرارة وإتباع الشريعة وأحكام الربّ، فإنَّ الله سمحَ أن يختبرا العقم فلا سارة أعطت الحياة ولا إليصابات ولدت إبناً وظلّ عرضة للعار لأنَّ المجتمع اليهوديّ كان يعتبر بأن العقم هو قصاصٌ من الله نتيجة خطيئة الإنسان، وهكذا إذا ما عدنا إلى واقع حياتنا نرى بأن الرب يسمح في أوقات كثيرة أن نعيش ونختبر العقم ليس العقم الجسديّ وحسب، بل العقم الروحيّ والإجتماعيّ والإقتصاديّ والعمليّ والنفسيّ، فنعيش حالة من الإحباط واليأس وكأنّنا عاجزون عن تخطّي هذا العقم فنقف مكتوفي الأيدي، مكبّلين بمحدوديتنا وعجزنا.

أمام هذا الواقع فإنَّ إبراهيم لم "يضعف بإيمانه رغم أنّه رأى وهو إبن مئة سنة أنَّ جسده مائتًا وأنَّ حشا سارة قد مات.

وبناء على وعد الله ما شكَّ ولا تردُّد، بل تقوّى بالإيمان ومجد الله. وأيقنَ أنَّ الله قادر أن ينجز ما وعد به". فكلام الله واضحٌ وصادق، إذا ما وعد صدق فنفّذ وعده ولكنّه يطلب منّا أن نؤمن كما آمن إبراهيم، ولا نضعف بإيماننا لانّه حيث يكون الله فلا شيء مستحيل. فالله في حضوره في حياتنا يحوّل الموت إلى حياة، وعقمنا إلى ثمار. ففي ساعات الإحباط واليأس، وفي وقت الشدّة والصعاب حيث تقف عاجزاً ولا حول ولا قوّة لكَ، جدّد إيمانك بالله. وإذا ما رأيت أن مشروع الله كبيرٌ ولا يستطيع عقلك على إستيعابه، كن مثل زكريّا، ولو شككت أو تحيّرت. أصمت وتأمّل لتفهم مجريات الأحداث وترى على الله كل يوم ولك لحظة في حياتك.

دعوتنا اليوم أمام هذا العقم الكبير الذي نعيش في مجتمعاتنا التي تضع الله جانباً أن نترك مكاناً له في حياتنا، نثق بقدرته اللامتناهية، لأنّ إلهنا هو هو أمس واليوم وإلى الأبد.

كما حقّق الوعد لإبراهيم وزكريّا وكل الآباء، فهو سيحقّق لنا الوعد بخلاصنا مهما تفاقمت أزمات حياتنا.

أيّها المسيحيّ تقوّى بالإيمان لأنّك ستلد الحياة من رحم حياتك لمجتمع يعيش حضارة الموت. آمين!"