عشاء ميلاديّ في دير الفرنسيسكان- بيت لحم بمشاركة رسميّين
جاء ذلك خلال مشاركة الرئيس عباس، في عشاء عيد الميلاد المجيد في دير الفرنسيسكان في مدينة بيت لحم، للكنائس المسيحية، التي تسير حسب التقويم الغربي.
ورحّب الرئيس الفلسطيني بمندوب الملك، وزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء، سامي الداوود، قائلاً: "إنّ الملك كرّس حياته من أجل القضية الفلسطينية، وهو حارس المقدسات الإسلامية والمسيحية، والوصي الأول عليها دون منازع، حتى يكتب الله لها التحرير من الاحتلال الإسرائيلي".
بدوره، نقل الداوود خلال كلمة له في العشاء "تحيات الملك وتهنئته للقيادة الفلسطينيّة، وللشعب الفلسطيني المرابط، كما نقل الداوود تحيات الشعب الأردني مشفوعة بدعائهم الصادق أن يحفظ الله الأخوة الفلسطينيين".
وقال إنّه "لشرف أن يشارك مندوبًا عن الملك بهذا اليوم العظيم للاحتفال بميلاد طفل المغارة، ورسول المحبة والسلام السيد المسيح، وأن يكون في (بيت لحم) بفلسطين، أرض الثورة والكرامة، أرض الأحرار والحرائر، والبطولات والتضحيات".
وأضاف أنّ "هذا اللقاء هو احتفال بكل قيم التحاب والتعاون وكل الدروس التي تستعيدها فينا مناسباتنا الدينية والتاريخية والوطنية على الدوام؛ لأنّ الاحتفاء بها إنّما هو احتفاء بالحياة والإصرار عليها، وانتماء للأرض وديمومتها وإخلاصًا للمبدأ".
وتابع: "إنّها فرحة غامرة جدًّا، وسعادة كبيرة أن نحتفل بعيد الميلاد المجيد، وحاضر معنا يسوع المسيح هنا في فلسطين الحبيبة، في بيت لحم، مهد المسيح، ومهد البطولات، ومهوى القلب وأرض الأخوة ووحدة الصف والمسعى والهدف، لم تبدل أهلها تصاريف الزمان، فظل المكان يجمعهم، لما له هنا من رمزية تاريخية ودينية وذات مساس بالهوية العربية والحضارة، وخطى الآباء وثرى الأجداد، ولما فيه من عطر دماء الشهداء من فلسطين والأردن".
وبيّن الداوود أنّ "الوصاية الهاشمية ظلّت شاهدًا على المكانة التي تحظى بها القدس والمقدسات في وجدان الهاشميين وعلى المساحة التي تحظى بها في الخطى الهاشمية في كل المحافل الدولية والإقليمية والمحلية، مثلما ظلت هذه الوصاية التاريخية والشرعية حصنًا منيعًا يدفع عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية كل العوادي والتهديدات، وعقدًا اجتماعيًّا وأخلاقيًّا للذود عن تاريخنا وحضارتها وجذورنا هنا".
وقال "لم يستطع أعداء القدس والمقدسات أن يفرغوا القدس من تاريخها وعروبتها ورمزيتها الكبيرة في نفوسنا على اختلاف الأمصار وتعدّد المشارب؛ لأنّ الملك وعلى هدي سلفه الغيارى– يواصل الليل والنهار في حشد الدعم والتأييد لعدالة القضية الفلسطينية، وحق الفلسطينيين في العيش على ترابهم الوطني، وبناء دولتهم المستقلة؛ ولأنّ هذا الشعب العريق آمن بقضيته وحشد لها كل أشكال الدعم، وقدم وما زال يقدم في سبيلها التضحيات الجسام".
وأشاد الداوود بجهود القيادة الفلسطينيّة التي تنطق بضمير الشعب الفلسطيني الشقيق، وتسعى بكل الطاقات إلى تجنيب القدس والمقدسات التصرفات الأحادية.
وأكد أنه مع كل قطرة دم زكية تراق من جسد فلسطيني، تسمع الأذن والكنائس صوت صرخة أولى لطفل حرّ أبي؛ لأنّ نساء فلسطين حرائر يلدن الأحرار، ومكان كل شجرة تقتلع تنبت شجرة جديدة ثابتة الجذور، وكأنّ الطبيعة- حتى الطبيعة- تقاوم وترفض الاستسلام.
وأكد الداوود أنّ "الحكومة الأردنية ومن خلف الملك، سنظل الجند الأوفياء للقضية المركزية الأردنية الأولى القضية الفلسطينية، وسنواصل حشد كل الطاقات والإمكانات لتظلّ القدس بصمودها وشموخها؛ لأنّنا نستمد قوّتنا منكم ومن صمودكم، وإلى الله نضرع أن نحتفل في عامنا المقبل في هذا العيد المجيد هنا، وقد نال الفلسطينيون حقهم في دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني، وعاصمتها القدس الشرقية".