فنّ
27 أيار 2022, 13:00

عرض مسرحي لطلاب الفنون في LAU على خشبة جامعة نيويورك

الوكالة الوطنيّة للإعلام
أعلنت الجامعة اللبنانية الأميركية LAU في بيان، أنّها "رغم الأزمات التي تضرب لبنان، أنّها تستمر في القيام بدورها كواحة أكاديمية للعلوم والفنون والثقافة بكل ألوانها". شارك الجامعة في أنشطة "مهرجان الأصوات" الذي تنظمه كلية الفنون TISCH في جامعة نيويورك، حيث قدّمت طالبات LAU عرضًا مسرحيًّا تحت عنوان "أميركا" من إعداد الدكتورة لينا أبيض أستاذة المسرح في LAU وعاونها خمس طالبات سافرن إلى الولايات المتحدة الأميركية.

نظّم المهرجان المسرحي أستاذة الفنون في جامعة نيويورك كاثرين كوراي، وتندرج تحت أنشطته أعمال كتاب مسرحيين أميركيين من أصل عربي وعرب وجميع المشاركين هم طلاب جامعيون. وتاليًا عملت بعثة  LAU وخلال ستة أسابيع من التحضيرات في نيويورك وبالتعاون مع خمسة طلاب من كلية الفنون في جامعة نيويورك على انجاز كل التحضيرات اللازمة للمسرحية وتصف الطالبات: ناري كوركجيان، آية ليل طربية، جنيفر يمين، دونا عطا الله، سالي جابر العرض على خشبة جامعة نيويورك بأنه أتاح لهن التفاعل مع الطلاب الأميركيين وأظهر لهن مدى أهمية ما يقومون به والمستوى المتقدّم للجامعة اللبنانية الأميركية في موازاة جامعة نيويورك رغم أنّ الطلاب الأميركيين لديهم الكثير من الإمكانات والقدرات إلا أنّ البعثة اللبنانية كانت ندًّا لهم. 
وأوضحت الجامعة في بيان أن "مسرحية "أميركا" تستعيد قصة من مسلسل قصص موجات الهجرة اللبنانية - السورية إلى الولايات المتحدة الأميركية، وتحديدًا رحلة ثلاثة نساء لبنانيات وسوريات هاجرن أواخر القرن التاسع عشر، في محاولة للإضاءة على هؤلاء النسوة المجهولات اللواتي ناضلن من أجل بناء حياة أفضل لهن ولأسرهن. واستحضار ذكرى النسوة المناضلات في المهاجر من أجل مستقبل أفضل جزء من مسار سبق أن تعرضت له الدكتورة لينا أبيض في اقتباسها المسرحي خلال العام 2018 عن رواية "طيور أيلول" للكاتبة الشهيرة إميلي نصر الله والتي روت سيرة القرى اللبنانية مع الهجرة والأحلام بالغد الأفضل وبين التعلّق بالأرض والوطن وأحلام الثروة. ويبدو أن أبيض قرّرت في مسرحيتها الجديدة "أميركا" الانتقال إلى الولايات المتحدة بالذات واستعادة مشهدية النساء المهاجرات وما تعرّضن له من مهانة وعذاب في سبيل تحقيق حلم الثروة". 
وتروي المسرحية رحلة العديد من النساء من قراهن عبر مينائي بيروت وطرابلس ووصولهن إلى جزيرة إليس في نيويورك المدخل الإلزامي لكل مهاجر. وقالت أبيض: "لم تكن هذه المحطات بسيطة أبدًا، وكل واحدة منها كانت مؤلمة ومعقدة ومليئة بالمغامرات خصوصًا الاختبار الكبير: الفحص الطبي في جزيرة إليس وبعد ذلك ربما تم منحهم الدخول إلى ما يعتقد معظمهم أنه الجنة. السؤال: ما الجنة؟". وبمجرد وصولهن إلى الولايات المتحدة، عملت هؤلاء النساء في مختلف الأعمال لكن معظمهن ذهبن للتجوال لإعالة أسرهن الفقيرة من أجل بناء حياة جديدة في الأرض الجديدة. 
لعبت الصداقة التي جمعت بين الأستاذتين كوراي وأبيض دورًا في تعزيز التعاون بين كليتي المسرح في الجامعتين والإنطلاق نحو المشاركة في "مهرجان الأصوات"، علمًا أنّها المرة الأولى التي ينتقل فيها فريق من الطالبات اللبنانيات إلى نيويورك لتقديم عمل مسرحي وإضافة إلى أدوارهن التمثيلية شاركت الطالبات في إعادة تشكيل المشاهد وكتابتها استنادًا إلى الوثائق والقصص التي جمعها الباحثون حول الموجة الأولى من الهجرة. وأوضحت أبيض أنّ هذه القصص اعتمدت كأساس للارتجال الذي أدّته الطالبات الممثلات اللواتي عملنا مع المسرحي - البروفيسور إدوارد زيتر - على هذا الأمر في موازاة مساهمته في تطوير المسرحية. 
وقال البيان: "هذا العمل الفني الثقافي هو تحية إلى المسرحية الكاتبة عفيفة كرم التي ندّدت مطلع القرن العشرين بزواج الأطفال والاغتصاب والعنف الأسري والنظام الأبوي في مقالاتها وكتبها، وألفت ثلاث روايات - الأولى في سن 23 - تعتبر من أقدم أعمال الرواية العربية. كذلك تحيي المسرحية السيدة ماري عزيز الخوري التي ورثت محل مجوهرات من والدها وأطلقت عليه اسم The Little Shop of T Azeez - الحرف T الذي يرمز إلى Tannous ، اسم والدها طانس الخوري. وتعرف ماري خوري أيضًا بأنها مصممة مجوهرات مشهورة ورائدة أعمال، وافتتحت متجرها في 5th Avenue ، نيويورك الشهير وكانت أيضًا عضوًا في مجلس الأمناء في متحف متروبوليتان للفنون. وأيضًا حنة قصباني كوراني التي سافرت إلى شيكاغو كممثلة للمرأة السورية في المؤتمر العالمي للنساء الممثلات في العام 1894. هناك، أصبحت كوراني صديقة مقرّبة لماي رايت سيوول، أحد رموز تحرير المرأة". 
عرضت المسرحية خمس مرّات في الفترة الممتدة من 22 إلى 30 نيسان على مسرح Tisch Drama. 
ووصفت مساعدة نائب الرئيس للتطوير في المركز الأكاديمي في الجامعة اللبنانية الأميركية في نيويورك نادية مكداشي الأمر بأنه "شكّل فرصة رائعة لطلابنا للتعلّم من الأفضل والعمل على إلانتاج من السيناريو إلى ألاداء". 
وقالت: "لقد كانت المسرحية مؤثرة بشكل نظرًا إلى الأوضاع الصعبة التي يعاني منها لبنان والهجرة الكثيفة التي ترافق هذا الأمر" وأضافت أنّ التعاون مع جامعة نيويورك "تجربة إيجابية أظهرت لهم أن هناك عالمًا مليئًا بالأمل".
واعتبر رئيس الجامعة اللبنانية الأميركية الدكتور ميشال معوض أن "التعاون مع جامعة نيويورك خير دليل على أهمية التواجد في مدينة نيويورك". 
وقال: "آمل أن يكون هذا الأمر رافدًا للمزيد من الجهود على هذا المستوى لأنها تعزز روحنا كجامعة عالمية ذات تفكير تقدمي". أضاف: "في خضم هذه الأزمة التاريخية (التي تعصف بلبنان)، فإن الموهبة المطلقة والتفاني الذي أظهره طلابنا يلهمان حقًّا - وهو ما يدفعنا إلى المثابرة والتمسك بمعاييرنا التعليمية، أكثر من قبل".